قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، إن المملكة تعمل وفق برنامج واضح لزيادة الطلب على النفط بعيداً عن الأساليب التقليدية. وأوضح أن البرنامج يقوم على البحث عن طرق جديدة لاستعمال النفط والغاز وسينفذ تدريجيا من خلال مكتب تنفيذي سيبدأ به قريبا، مضيفا "سنستخرج النفط حتى آخر جزيء من الكربون"، وفقا لصحيفة "الاقتصادية". وحول تأخر السيارات الكهربائية ومحطاتها في السعودية، قال عبدالعزيز بن سلمان على هامش منتدى مسك العالمي للشباب في الرياض البارحة، إن المملكة لم تتأخر في المشروع، وإنها تعمل وفق برنامج واضح يهدف إلى توفير وسائل النقل للمواطنين بأسعار رخيصة. وقال "نحن لم نتأخر ولم نتقدم في المشروع .. نحن نعمل وفق آلية واضحة وما زال البنزين والسيارات المعتمدة على عليه هي الأفضل والأقل تكلفة والأقل إشكالية، والأهم أن نوفر للمواطنين وسائل النقل الأرخص والأقل تكلفة عليهم سواء من ناحية الشراء والصيانة والتشغيل". وكانت فعاليات منتدى مسك العالمي قد انطلقت أمس بحضور نحو خمسة آلاف شخص ومشاركة 140 شخصية قيادية وريادية يمثلون أكثر من 120 دولة حول العالم، حيث يسعى المنتدى الذي ينظمه مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك الخيرية"، إلى استكشاف الاتجاهات الجديدة والتحولات الجارية في عالم العمل، والمساهمة في تمكين الشباب من التكيف مع تغيرات وتحولات العمل، وبناء مهارات اقتصاد المستقبل. وعدّ الأمير عبدالعزيز بن سلمان في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي جاءت بعنوان "صناعة الغد ووظائف المستقبل"، أن فكرة التخصص الواحد دون دراسة جوانب أخرى في الحياة ليست كافية، داعيا إلى التعلم والبحث في مجالات مختلفة. وقال وزير الطاقة موجها حديثه إلى الشباب في الجلسة التي شارك فيها إلى جانبه خلدون خليفة المبارك الرئيس التنفيذي للمجموعة العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار في الإمارات العربية، وباتريك بوياني رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال في فرنسا، "لا تكتفوا بتخصص واحد؛ لأنكم بذلك تضعون أنفسكم في صندوق مغلق فانتبهوا لأهمية طلب العلم وتعدد التخصصات قدر الإمكان". وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المملكة تملك الآلاف من المهندسين السعوديين الذكور والمهندسات الإناث اللاتي يتنافسن معهم، مبينا أنهم هم المكرسون للتكنولوجيا وندعمهم لتحقيق أحلامهم. وتابع: "نفخر ببلدنا وليس لدينا ما نخجل منه أو نخفيه عن العالم، ونفخر بشبابنا الذين لديهم من النضج الكافي للبحث والتفكير". وتحدث الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن خبرته التي تصل إلى 37 عاما، قائلا "العمل الجماعي في أيام دراستي الجامعية كان أحد أسرار نجاحي حيث لا يمكن للشخص العمل بمفرده إلا في حالات نادرة، فالعمل جماعي والنجاح أيضا جماعي". وأضاف وزير الطاقة "الجامعة حاضنة للجميع، ففيها التنوع الثقافي والمعرفي، حيث تقابل طلابا من جميع الجنسيات". وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "لن نخذل الأجداد والآباء ونحن فخورون بخدمة البلد، الذي أتاح لنا كل الأمور الممكنة من التعليم والتدريب والتحفيز". وأكد وزير الطاقة أهمية تدريب الشباب، فيما نصح الشباب بضرورة أن تكون لديهم روح المبادرة والتعلم بدءا من قراءة التاريخ والأمور الهندسية، وغيرها من العلوم. وشدد على ضرورة شعور الشباب بالملكية الفكرية لأنهم سيحصلون على الاعتراف الذي يمكنهم من الإبداع، مشيرا إلى العمل من المنزل أو من أي مكان، معتبرا أن المهم عدم تعطل العمل أو تأخيره". وحث على دعم وتدريب وتثقيف القوى العاملة وجعلهم يتكيفون مع التغيرات، مشيرا إلى أهمية استقطاب الشباب واستغلال طاقاتهم وتبادل الأفكار معهم، مبينا أنه إذا قُدم لهم الشعور بالملكية لأفكارهم سينجحون وسيحققون تقدما في المجتمعات مستقبلا. وأوضح وزير الطاقة أن المملكة تدعم استقطاب الوظائف من خلال عديد من البرامج، إلى جانب السعي نحو تحسين الكفاءات من خلال العمل مع القطاعات في المملكة وخارجها. ووجه الأمير عبدالعزيز بن سلمان رسالة للشباب السعوديين والسعوديات حث فيها على دعم أهداف الرؤية وتحقيق النجاح للمملكة، فيما أكد العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار في الإمارات، أهمية التكنولوجيا في تغيير المستقبل، مبينا أن الدول تعمل على ضمان توفير الفرص الصحيحة للشباب وقيادتهم نحو المستقبل وتحقيق النجاح للمجتمعات. وحث الشباب على احتضان التكنولوجيا والتركيز على الانفتاح نحو القطاع الذي يتم العمل فيه بدلا من المقاومة وكذلك العمل على الابتكار واختبار مخرجاتهم، مبينا أن المستقبل تنطوي عليه فرص كبيرة لهذا الجيل والجيل القادم. من جهته، قال باتريك بوياني الرئيس التنفيذي لشركة توتال: "إن قطاع الطاقة قطاع أساسي للجميع يلبى من خلاله عديد من الأمور، مثمنا جهود السعودية في استقطاب المواهب للإسهام في تطوير التكنولوجيا والاستفادة منها، مبينا أن شركة توتال تدعم ذلك أيضا لبناء تكنولوجيا الطاقة العالمية. ودعا باتريك بوياني الشباب إلى تحقيق طموحاتهم من خلال الإصغاء للآخرين، وكذلك استغلال مواهبهم لبناء عالم الغد، مبينا أن التكنولوجيا ستدعم عملية الملاءمة في الوظائف مستقبلا من خلال استحداث وظائف جديدة.
مشاركة :