آثي ابنة لإخصائي في الفيزياء ومدرسة لغة إنجليزية، ودرست في جامعة ديوك في مدينة دورهام في نورث كارولينا في عمر الـ16 بعد نشأتها في ضواحي ميريلاند في واشنطن. وشاركت في ناد للفتيات، وكانت رئيسة نادي الهوكي في جامعة ديوك. ثم قدمها أحد الأصدقاء لمارشال الذي كان يعمل في دراسة مزادات الشراء آنذاك. ويقول مارشال "طلبت من مساعدتي البحثية التي كانت على وشك الرحيل أن تعثر لي على شخص في مثل مستواها أو أفضل. وعادت لي بشخص كان يبدو كطالب في المرحلة الثانوية". وسرعان ما أعجب بآثي لشغفها وحكمتها وعزمها وذكائها. وبناء على اقتراح مارشال، بدأت آثي في البحث عن معلومات عن صناعة الأخشاب، وتوصلت إلى شخص كان قد جمع السجلات الخاصة بالآلاف من مزادات الأخشاب وحفظها في صورة رقمية. وكان ذلك هو الأساس الذي استند إليه مارشال في تأليف عدد من دراساته البحثية، وقامت آثي لاحقا بإعداد عدد من الدراسات باستخدام مجموعة البيانات ذاتها. كان العمل الذي تقوم به سوزان ويقول مارشال لمساعدتي في دراساتي وكان مهما للغاية. وأصبحت أكثر إنتاجية بفضلها. وقلت لزملائي إنها كانت أذكى وأفضل مني وبعد حصولها مباشرة على درجة الدكتوراه من جامعة ستانفورد عام 1995 وكان عمرها آنذاك 24 عاما، كتبت جريدة" نيويورك تايمز" مقالا عن آثي وصفتها فيه بأنها "الاختيار الأول في مجال الاقتصاد" مشيرة إلى تلقيها 24 عرض عمل اختارت منها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. واستمرت آثي في نشر دراسة تلو الأخرى عن المزادات والمشتريات الحكومية وضحت فيها دور الهياكل السوقية في تشجيع التواطؤ بين المشترين والبائعين، وخسارة الأجهزة الحكومية مبالغ طائلة نتيجة لذلك. وتقول آثي إنها صممت نظام مزادات الأخشاب الذي تستخدمه حاليا حكومة كولومبيا البريطانية التي تعد أحد أكبر منتجي الخشب في العالم. استخدمت آثي معرفتها بالأسواق والمزادات عمليا عام 2001 عندما وجدت نفسها هي وزوجها في خضم تجربة معتادة في كاليفورنيا، حيث شاركا في حرب مزادات بين أربعة أطراف لشراء أحد المنازل. ويقول إمبنز، اتضح من هذه التجربة كيفية تعامل آثي مع المشكلات، حيث قامت بجمع كل المعلومات اللازمة باستخدام أسلوب منهجي. وتقول آثي إن الموضوع لم يكن صعبا، وإنها طبقت أسس المشاركة في المزادات فحسب. وتضيف آثي قائلة "طرحت بعض الأسئلة على الوكيل العقاري، وراجعت المزادات السابقة التي شارك فيها". وساعدها ذلك على حساب قيمة العرض المناسب للفوز بالمنزل. وفي عام 2007 أثارت آثي اهتمام ستيف بالمر الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت آنذاك. ويقول إنه قرأ عن حصولها على وسام كلارك في إحدى المطبوعات الصادرة عن جامعة هارفارد، واستعان بها مستشارا للشركة. واستمرت في عملها حتى عام 2014 عندما عرض عليها منصبا بالشركة على أساس التفرغ، لكنها اختارت الاستمرار في عملها الأكاديمي. وفي عام 2007 ، كانت شركة مايكروسوفت تسعى إلى وضع محرك البحث الخاص بها الذي أطلقت عليه اسم "بينج" في نهاية المطاف في موضع المنافسة مع "جوجل". وتقول آثي إن هذه الشركات تبيع حيزا لعرض الإعلانات على صفحات نتائج البحث من خلال مزادات. وتضيف آثي قائلة "إن الدراسات الأكاديمية السابقة عن المزادات لم تتناول في الواقع حقيقة تأثير تصميم المزادات في جودة الإعلانات، ومدى اهتمام العملاء بالإعلانات حسب جودتها" وبالتعاون مع جلين إليسون أستاذ الاقتصاد TD معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نشرت آثي دراسة كان الغرض منها "وضع المستهلك في الصورة". وتقول آثي إن هذه الرؤية المهمة لا تنطبق على الجانب البحثي فقط، لكن على الأسواق الإلكترونية أيضا، مثل «إير بي إن بي» وغيرها. وكان المغزى منها إيلاء مزيد من الاهتمام لدور تصميم المزادات في تحديد مدى جودة تجربة المستخدم التي تنعكس بدورها على حوافز المعلنين على المشاركة وإنتاج إعلانات عالية الجودة. وتقول آثي "كلما كانت الإعلانات أكثر تلبية لرغبات المستهلكين سيدفع المعلنون مزيدا مقابل كل نقرة على إعلاناتهم". ولم يقتصر عمل آثي في "مايكروسوفت" على تصميم الأسواق بل شمل أيضا العمل على تحويل الأهداف الاقتصادية إلى قياسات يسترشد بها في إدارة أنشطة الإعلان على محركات البحث. ويقول بالمر، رجل الأعمال الملياردير الذي استقال من منصب رئيس تنفيذي لشركة مايكروسوفت عام 2014، إن آثي قدمت مساهمات بارزة للشركة. ويضيف قائلا هذا هو السبب في استعانة الشركات التكنولوجية الكبرى لاحقا بمئات الاقتصاديين من الحاصلين على درجة الدكتوراه. ويقول بالمر "لقد أصبحنا في عالم تستخدم فيه علوم الكمبيوتر البيانات لتخمين الإجابات إحصائيا، بدلا من محاولة التوصل إلى إجابات مطلقة". ويضيف قائلا :آثي كانت من أوائل الاقتصاديين الذين ساعدوا على وضع هذا النهج. ويقول "علوم الاقتصاد والكمبيوتر تتطور بشكل مستمر ويستخدم الاقتصاديون التكنولوجيا الإحصائية في تحليل جميع المسائل الاقتصادية"... يتبع.
مشاركة :