السعودية تسرع الخطى نحو حل سلمي في اليمنالرياض - تتّضح بشكل تدريجي معالم توجّه عام نحو إيجاد مخرج سلمي شامل للأزمة اليمنية ينطلق من وقف للقتال في البلد، ليتوسّع لاحقا إلى حلّ سياسي لا يستثني الحوثيين الذين يُنظر إليهم كسبب للمشكلة برمّتها، وذلك بانقلابهم قبل نحو خمس سنوات على السلطات الشرعية وسيطرتهم على العاصمة صنعاء وعدد آخر من المناطق اليمنية.وقالت مصادر مطلعة إن السعودية تكثف محادثات غير رسمية مع جماعة الحوثي المصنّفة كإحدى أذرع إيران في المنطقة، بشأن وقف لإطلاق النار في اليمن.وقالت ثلاثة مصادر إنّ المحادثات بدأت في أواخر سبتمبر بالأردن، وذلك بعد أن عرض الحوثيون وقف إطلاق الصواريخ وشن هجمات بطائرات مسيرة عبر الحدود على مدن سعودية إذا أنهى التحالف الذي تقوده الرياض ضرباته الجوية لمواقعهم في اليمن.وقال مصدر رابع إنّ “المحادثات بشأن استكمال الاتفاق الأمني تتحرك بسرعة كبيرة الآن عبر عدة قنوات” لكن الرياض ما زالت لديها مخاوف بشأن حدودها.وقال مسؤول سعودي “لدينا قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ 2016. ونواصل هذه الاتصالات لإقرار السلام في اليمن”.وعلى الجانب الآخر أكد مسؤول من الحوثيين أن الجماعة تبحث “وقف إطلاق نار موسع” مع الرياض.وتأمل الأمم المتحدة كذلك أن تستأنف المفاوضات بين الشرعية اليمنية المدعومة من السعودية وبين الحوثيين لإنهاء الحرب. وقال مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث إنه يأمل في إنهاء الصراع خلال الأشهر الأولى من عام 2020.وقال دبلوماسيون إن الرياض تأمل في الاستفادة من نجاح اتفاق توسطت فيه هذا الشهر بين حكومة الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي.ويربط سياسيون بين تصريحات مسؤول سعودي الأسبوع الماضي حول فتح بلاده قناة مع الحوثيين منذ عام 2016 لدعم السلام في اليمن وبين الكلمة التي ألقاها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حفل توقيع اتفاق الرياض والتي أشار فيها إلى أن الاتفاق قد يكون مقدمة لتفاهمات أوسع.ولا تنطلق جهود إرساء وقف لإطلاق النار في اليمن من فراغ، إذ يمكن البناء على تجربة ناجحة نسبيا تتمثّل في الهدنة المعلنة في الحديدة غربي اليمن، والصامدة رغم هشاشتها منذ قرابة السنة عندما تمّ التوصّل إليها بموجب اتّفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة بين الحوثيين والشرعية اليمنية.وقال دبلوماسي غربي “تريد الرياض في نهاية الأمر صياغة اتفاق مع الحوثيين إلى جانب الاتفاق مع الجنوبيين، لحشد الزخم للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب”.
مشاركة :