الدبلوم البرلماني قفزة نوعية لـ «استشاري» الشارقة

  • 11/16/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:جيهان شعيب يقف المجلس الاستشاري اليوم على مفرق انتخابات جديدة يواصل بها مسيرته الرائدة في الإمارة، التي بدأت عام 1999، سجل خلالها أعضاؤه قفزة نوعية في الأداء البرلماني، وعبروا تحت قبته الشامخة عن مطالب وقضايا مواطني الإمارة، وكانت التوصيات التي يخرج بها المجلس بمنزلة حلول لكثير مما ناقشوه، واستعرضوه، وطرحوه، فضلاً عن مقترحات بناءة، ورؤى موضوعية. ومنذ أربع سنوات تحققت قفزة نوعية للمجلس، بمكرمة سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، قضت بانتخاب نصف أعضاء المجلس، ولقي التوجيه السامي ترحيباً جمعياً من مواطني الإمارة، لإتاحة الفرصة لمن يرغب في الترشح، والتعبير عن رأيه، وعن آمال وتمنيات أبناء وبنات شارقة سلطان الخير.مضت المسيرة البرلمانية من نجاح إلى تميز، إلى أن خرجت فكرة لامعة من جعبة «الاستشاري»، اعتمدها صاحب السمو حاكم الشارقة؛ لرغبة سموه في النهوض ببرلمان الإمارة - الذي ترسخت أهميته منذ يومه الأول - تبلورت في عقد دبلوم مهني برلماني يعد الأول على مستوى منطقة الخليج والعالم العربي، لإعداد وتهيئة كوادر وطنية مؤهلة للعمل النيابي، ولديها القدرة على إدارة دفته بجدارة، وكفاءة، واقتدار، وخرجت الفكرة إلى حيز التطبيق، وبالتعاون مع المجلس تم تنظيمه في مركز التعليم المستمر في جامعة الشارقة، وعلى مدار قرابة 3 أشهر سابقة، انطلق قطار الدبلوم، الذي بلغت مدته 100 ساعة، بمعدل يومين أسبوعياً، واجتازه 74 مشاركاً، من المهتمين سواء من المجالس البلدية، والاستشاري، وطلبة العلم، والراغبين في الترشح لهذا العمل رفيع المستوى، ممن أرادوا التزود بجرعة إضافية من المعلومات البرلمانية الأكاديمية. أهمية البرنامج ولا شك أن المحاور المهمة التي تضمنها البرنامج عكست الرؤية السديدة، وحكمة صاحب السمو حاكم الشارقة حين اعتماد سموه له؛ حيث أدى إلى تشجيع كثيرين على الترشح لعضوية المجلس، عقب اطلاعهم على أبعاد العمل البرلماني، وأهميته في إيصال صوت مواطني الإمارة، إلى المسؤولين، بما يؤدي إلى إيجاد حلول لقضاياهم.وفي ذلك أكد خالد الغيلي، عضو سابق في المجلس الاستشاري، وأحد خريجي البرنامج، استفادته بشكل كبير من محاور الدبلوم البرلماني، بما انعكس على تشجيع كثيرين للترشح لعضوية المجلس الوطني الاتحادي، أو «استشاري» الإمارة عقب إلمامهم بجوانب العمل البرلماني، وأهميته في الدولة، إلى جانب اطلاعهم خلاله على الدستور الخاص بتداوله فيها، وعلى كيفية مناقشة قوانين وميزانيات الدول، والمناقشات العامة، والأسئلة البرلمانية، فضلاً عن تعريفهم بنظام البرامج الانتخابية، ونظم الترشح لها وعمل الدعايات الانتخابية، وأهمية نقل أصوات المواطنين لدى المجالس النيابية، ولدى مسؤولي الحكومة كذلك؛ كونه بمنزلة الرابط بينهم وبين مسؤوليها. تميز مشهود وفي تقييم الدكتور راضي الزبيدي للدبلوم، يأتي تشديده على كونه من البرامج المهمة جداً للراغبين بالالتحاق بمنظومة العمل البرلماني، مبيناً أن تنظيمه جاء تحت إشراف نخبة من المدربين المختصين والخبرات الرائدة من داخل جامعة الشارقة وخارجها، وتركز هدفه في رفع الثقافة العامة بالعمل البرلماني، وبدور وعمل المجلس الوطني الاتحادي والمجلس الاستشاري للإمارة، من حيث مناقشة الموضوعات العامة، ومشاريع القوانين، واستقبال مقترحات المجتمع، إلى جانب تطوير الأدوات في تولي مسؤوليات هذا الواجب الوطني بما يتناسب مع النهضة العصرية والحضارية، وفي قوله: «يعتبر هذا الدبلوم الأول من نوعه على مستوى الدولة، وكذلك على مستوى دول المنطقة في العالم العربي لتأهيل أفراد المجتمع، وإكسابهم الخبرات والمعرفة في الدراسات البرلمانية، ولقد كان لتنوع المحاور والاندفاع الفعال من قبل المشاركين بالحضور المتميز، والمشاركة في المناقشات الموضوعية، الأثر الواضح في نجاح الدورات السابقة».وواصل: «ووقفنا في اللجنة العلمية، على نتائج تقييم البرنامج في الدورات الثلاث السابقة، والتي اجتازها 74 مواطناً من مواطني دولة الإمارات من جميع فئات المجتمع ومن الجنسين، وتأكدنا من تميز البرنامج، فيما ستكون آراء المتدربين موضع دراسة جدية؛ بهدف التطوير المستمر للبرنامج، ليتناسب مع الهدف المرجو من تنظيمه». شرط للعضوية ومن الإشادة بفائدة البرنامج، وانعكاساته الإيجابية على توسعة قاعدة المرشحين للمجالس البرلمانية، تتوالى الآراء ومنها ما لفت إليه خليفة بوغانم، عضو سابق في «استشاري الشارقة» ومن خريجي البرنامج، من أن برنامج الدبلوم المهني في العمل البرلماني أشرف على تدريسه أساتذة متخصصون في المحاور التي اشتمل عليها، إلى جانب التدريب النظري والعملي، بما أسهم في تزويد المنتسبين له بقاعدة معلومات تؤهلهم للعمل في البرلمان، منوهاً في الوقت ذاته بأنه لابد لأي شخص يود ترشيح نفسه للعمل في البرلمان، سواء المجلس الوطني الاتحادي أو المجلس الاستشاري، أن يكون لديه خلفية برلمانية تؤهله لهذا العمل، وطالب بزيادة مدة البرنامج، حيث يرى أن 100 ساعة لا تكفي للاستفادة من محاوره، وفي الوقت ذاته اقترح بتجنيب أي مرشح عضوية «الاستشاري» ما لم يكن حاصلاً على البرنامج. خطوة سباقة وبالنظر للانعكاسات الإيجابية للبرنامج، نجد أنه كان دافعاً لعدد ممن التحقوا به للترشح لعضوية المجلسين الوطني والاستشاري، ومنهن وحيدة عبد العزيز التي تشيد بالدبلوم؛ كونه كما تؤكد، خطوة سباقة لإمارة الشارقة تشكر عليها، لا سيما في ظل تواجد المجالس البرلمانية في الدولة، متمثلة في المجلس الوطني الاتحادي، والمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وفي ضوء الحاجة للثقافة البرلمانية المطلوبة للأعضاء الراغبين في الانضمام للقبة البرلمانية، وحول ذلك تذكر أنها من أوائل الدفعات التي التحقت بالدبلوم، واستفادت كثيراً من المواد التي تم طرحها فيه، واكتسبت ثقافة برلمانية في العديد من المجالات، سواء الدستور - الدولة - الحكومة - البرلمانات، الهيئة التشريعية والاستشارية، والنظام الدستوري، وأسس التنظيم البرلماني، والتنظيم القانوني لانتخابات المجلس الوطني في الدولة، وغيرها من المواد التي تُسهم في تثقيف البرلماني القادر على تمثيل المجتمع، وطرح المواضيع وفق معايير قوية. ومن هنا أرفع أسمى آيات الشكر لصاحب السمو حاكم الشارقة، والمجلس الاستشاري؛ لطرح واعتماد هذا البرنامج، الذي يُسهم في نشر الثقافة البرلمانية في الدولة، ويصقل شخصية البرلماني، وعلى اختيار المواد التي يتضمنها، ولقد تقدمت للترشح للمجلس الوطني بعد اكتسابي الخبرة البرلمانية من البرنامج الذي أضاف لي الكثير من المهارات، التي تؤهلني بإذن الله إلى الاستمرار في مسيرتي البرلمانية، وأتمنى استمرار البرنامج والوصول به إلى درجة منح الماجستير والدكتوراه. برنامج أساسي وعلى السياق ذاته تأتي كلمات نعيمة الزعابي، مشيدة بحجم الزخم المعلوماتي الذي اكتسبته بفضل برنامج الدبلوم الذي زودها بمعرفة واسعة عن أبعاد العمل البرلماني، وجوانبه، مما دفعها للتفكير في الترشح لعضوية «استشاري» الشارقة، الذي يستطيع أبناء الإمارة التعبير من خلال أعضائه عن رؤاهم، وأحلامهم وآمالهم.واتفقت معها في الرأي هيام الحمادي حاصلة على الدبلوم، عضوة سابقة في «استشاري الشارقة»، من أن البرنامج كان له صدى واسع، وتأثير مباشر في المنتسبين له، من حيث تنمية وصقل مهاراتهم البرلمانية والعلمية والفكرية، على يد أصحاب الاختصاص والمعرفة والمحنكين في الحياة السياسية، في ضوء تنوع الدراسة وشمولها على جوانب نظرية وعملية، إلى جانب زيارات ومناقشات كان لها دور كبير في التعرف إلى الشخصيات البرلمانية المنتسبة، قائلة: ساهمت المحاور الثرية للبرنامج في وقوفنا على أرض صلبة من أساسيات العمل السياسي، واكتساب المهارات المتنوعة، والتي أثرت عملنا البرلماني، سواء على صعيد المجلس واللجان، أو كتابة التقارير والصعيد الشخصي والمهني، وغير ذلك، مما أضاف الكثير لإنجازاتنا النوعية.ونتمنى أن يدرج البرنامج ضمن متطلبات الترشح لعضوية المجالس البرلمانية، واعتباره برنامجاً أساسياً لكل مرشح لعضوية المجلس الوطني الاتحادي أو المجلس الاستشاري؛ لأهمية أن يكون العضو على ثقافة واطلاع كامل على القوانين الدستورية، والحياة السياسية.ونتمنى أن تطرح مثل هذه البرامج الثرية التي تنشر ثقافة العمل البرلماني في الدولة، وتجعلنا نشارك ونتشارك في الرأي، والمشورة، ونناقش بمهنية عالية. د. راضي الزبيدي:البرنامج نجح بشكل كبير مع الاستعدادات الجارية حالياً للعرس الانتخابي للمجلس الاستشاري الوطني لإمارة الشارقة، جاء التقييم إيجابياً للدورات الماضية من الدبلوم التي قام بالتدريس في كل منها 11 محاضراً، وفقاً للدكتور راضي الزبيدي، مدير مركز التعليم المستمر والتطوير المهني في جامعة الشارقة، الذي أكد نجاح البرنامج بشكل كبير في استقطاب العديدين؛ لأهمية ما تضمنه من محاور مهمة، وزخمه، وموضوعيته، وجاذبيته، تمثلت في التعريف بعمل البرلمانات (الهيئات التشريعية أو الاستشارية)، وماهية الأنظمة الدستورية الكبرى في العالم، والنظام الدستوري في دولة الإمارات، والنظام القضائي، ودور المجلس الاستشاري بالإمارة، وأيضاً دور الهيئات التشريعية والاستشارية في الشؤون المالية وفي التنمية، والاتفاقيات الدولية والدستور، ودليل عمل الأعضاء في البرلمان، والدبلوماسية البرلمانية ومهارات البروتوكول.

مشاركة :