ساد صباح أمس الجمعة هدوء حذر قطاع غزة بعد ليلة شهدت تبادلاً لإطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد اتفاق هش للتهدئة دخل حيز التنفيذ صباح الخميس، فقصفت الطائرات الإسرائيلية ليل الجمعة أهدافاً لحركة الجهاد الإسلامي ردت من خلالها على صواريخ أطلقت من القطاع. وجرح فلسطينيان في القصف الإسرائيلي الذي استهدف فجر الجمعة مواقع لحركة الجهاد الإسلامي، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحركة حماس في القطاع. وبحسب الوزارة تم نقل الجريحين إلى مستشفى في جنوب القطاع المحاصر. من جهته، دان الجيش الإسرائيلي في بيان "انتهاك وقف إطلاق النار والصواريخ التي أطلقت" ضد إسرائيل، مؤكدا أنه "مستعد لمواصلة التحرك طالما أن ذلك ضروري ضد أي محاولة للمساس بالمدنيين الإسرائيليين". وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه قصف مجددا أهدافا لحركة الجهاد الإسلامي الجمعة في غزة في تطور يهدد اتفاق التهدئة. واندلعت المواجهات بعد اغتيال إسرائيل فجر الثلاثاء القيادي العسكري البارز في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، فردّ الجهاد بإطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل، مطلقاً على مدار الأيام الثلاثة للتصعيد 450 صاروخا. ورد الطيران الإسرائيلي بشن عشرات الغارات الجوية التي استهدفت خصوصا مواقع للجهاد. وأسفر التصعيد بين الجانبين عن مصرع 34 فلسطينيا وجرح أكثر من مئة آخرين. وجاء اتفاق التهدئة بعد جهود بذلتها مصر والأمم المتحدة لمنع تصعيد أخطر بين الجانبين. وفي المناطق الإسرائيلية القريبة من الحدود مع قطاع غزة، استأنف السكان أنشطتهم صباح يوم الجمعة الذي يسبق عطلة السبت في الدولة العبرية، لكن المخاوف من تصعيد جديد بقيت قائمة. وفي قطاع غزة المحاصر حيث يعيش نحو مليوني نسمة في ظل حصار مستمر منذ أكثر من عقد، رحب كثير من السكان بعودة الهدوء النسبي، وبدا آخرون مشككين في الالتزام بالاتفاق. وقبل الإعلان عن اتفاق التهدئة، قتلت صواريخ أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية ثمانية أفراد من عائلة فلسطينية واحدة بينهم خمسة أطفال في دير البلح وسط القطاع. وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس مقتل القيادي في الجهاد الإسلامي رسمي أبو ملحوس خلال تلك الغارة. ونفت حركة الجهاد الإسلامي أن يكون أبو ملحوس أحد قادتها، لكنها قالت أن الرجل كان "محسوباً عليها". ولم تكن حركة حماس الإسلامية في مرمى نيران إسرائيل خلال التصعيد كما أنها لم تنضم إلى القتال. ويرى محللون أن ذلك مرده إلى رغبتها في الحفاظ على التهدئة مع إسرائيل، لكن القيادي في الحركة باسم نعيم قال إن حركته تؤمن بأحقية الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم و"مقاومة الاحتلال". من ناحية أخرى طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات المجتمع الدولي وهيئاته الأممية بـ"ترسيخ تجسيد استقلال فلسطين وسيادتها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بخطوات عملية، وإنجاز حقوق شعبها في تقرير المصير والحرية الذي طال انتظارها لأكثر من سبعين عاماً باعتبارها مسؤولية دولية". جاء ذلك خلال تصريح له وصل "الرياض" نسخة منه، حول الذكرى الواحدة والثلاثين لإعلان الاستقلال والذي صادف أمس الجمعة. وطالب عريقات بـ"التدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها ضد المدنيين وفتح تحقيق دولي فيها خاصة في المحكمة الجنائية الدولية". وشدد على أن "المجزرة البشعة التي ارتكبتها سلطة الاحتلال بحق عائلة السواركة، وقتل 34 شهيداً بينهم 8 أطفال و3 سيدات، وجرح وإصابة أكثر من مئة فلسطيني بينهم أكثر من خمسين طفلاً وإحدى عشرة سيدة، هو دليل على الحصانة التي يوفرها المجتمع الدولي للسلطة القائمة بالاحتلال، بدلاً من أن يقوم بمحاسبتها على جرائمها المتواصلة، وحظر منتجات استيطانها الاستعماري غير القانوني، وإطلاق قاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات المتواطئة مع الاحتلال كمسار أولي نحو ردعه وجعله يدفع ثمن احتلاله وصولاً إلى إنهائه". واستهجن عريقات "تحريض الإدارة الأميركية وبعض الدول في الدفاع عن عدوان الاحتلال"، داعياً هذه الدول إلى "الاصطفاف إلى جانب دعم فرص السلام وحقوق الإنسان بدلاً من الانقلاب عليها وتشجيع جرائم الحرب". وأشار عريقات إلى "أهمية هذا اليوم التاريخي في حياة الشعب الفلسطيني ومضيّه قدماً وبثبات نحو ترسيخه على الأرض". من جهة أخرى قررت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، تأجيل فعاليات جمعة "تجديد التفويض لوكالة الغوث"، أمس؛ في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. إلى ذلك قال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، في تصريح صحفي وصل"الرياض" نسخة منه، إنه "مع استمرار حالة التصعيد والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتي ما زالت آثارها متواصلة، قررت الهيئة إرجاء فعاليات جمعة اليوم إلى الأسبوع المقبل". وشدد أبو ظريفة على أن "العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، يندرج في إطار التغول في دماء أبناء شعبنا الفلسطيني". ولفت أبو ظريفة، أن "حال التآكل في التهدئة سببها؛ هو استمرار استهداف جيش الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة السلمية الشعبية، ومحاولة الاحتلال التلكؤ في تنفيذ إجراءات تخفيف الحصار عن قطاع غزة".وذكر أن "موجبات التهدئة عندما طرحت، كانت تتعلق باستهداف المتظاهرين قرب السلك الزائل شرقي القطاع، وكسر الحصار ووقف الاحتلال سياسة الاغتيالات".
مشاركة :