المتظاهرون يحتجون على ترشيح الصفدي لرئاسة الحكومة في لبنان

  • 11/16/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - الوكالات: أثارت تسريبات حول احتمال تكليف وزير سابق رئاسة الحكومة اللبنانية غضب وسخرية المتظاهرين الذين يطالبون في حراكهم المستمر منذ نحو شهر بإسقاط الطبقة السياسية بالكامل متهمين إياها بالفساد وبالعجز عن حل الأزمات المعيشية. وأفادت مصادر مقربة من الحكومة ووسائل إعلام محلية ليل الخميس الجمعة عن اتفاق بين كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والتيار الوطني الحر بزعامة رئيس الجمهورية ميشال عون وكل من حزب الله وحركة أمل، على تسمية وزير المالية السابق محمد الصفدي (75 عاما) رئيسا للحكومة الجديدة. وسرعان ما أثارت التقارير غضب المتظاهرين في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فاتهموا السلطات بعدم أخذهم على محمل الجد. وتناقل الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا للصفدي كتب عليها «هل تستهزئون بنا؟». وتظاهر العشرات ليلا في بيروت وطرابلس (شمالا) احتجاجا على تسميته. وفي طرابلس قال جمال بدوي (60 عاما): «يثبت طرح محمد الصفدي لرئاسة الحكومة أن السياسيين في السلطة يعيشون في غيبوبة عميقة وكأنهم في كوكب آخر خارج نبض الشارع». واعتبر الأستاذ الجامعي سامر أنوس (47 عاما) أن الصفدي «جزء أساسي من تركيبة هذه السلطة، وله مشاركة مباشرة في الفساد والاعتداء على الأملاك البحرية»، مضيفا: «الصفدي لا يلبي طموحات الانتفاضة الشعبية في لبنان». ويرأس الصفدي مجلس إدارة شركة شريكة في إنماء واجهة بيروت البحرية التي يرى المحتجون أنها جزء من الاعتداء على الأملاك البحرية العامة، إذ تنتشر على طول الشاطئ اللبناني مشاريع سياحية ومنتجعات عدد كبير منها يملكه سياسيون. وتقفل هذه المشاريع باب الوصول الى البحر أمام عامة اللبنانيين. والصفدي من أكبر الأثرياء في لبنان، ويتحدر من طرابلس المدينة التي يعاني 26 في المائة من سكانها من فقر مدقع، وشغل سابقا حقائب وزارية عدة أبرزها المالية (2011-2014) والاقتصاد (2009-2011). ومنذ استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في 29 أكتوبر أمام غضب الشارع لم تستجب السلطات لمطالب المتظاهرين، ولم يدع عون حتى الآن إلى استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة. وكان عون قد اقترح تشكيل حكومة «تكنو - سياسية»، بينما يطالب المتظاهرون بحكومة اختصاصيين مستقلة بعيدا عن أي ولاء حزبي أو ارتباط بالمسؤولين الحاليين. وبدأ الحراك الشعبي في 17 أكتوبر على خلفية مطالب معيشية، وبدا عابرا للطوائف والمناطق، ومتمسكا بمطلب رحيل الطبقة السياسية من دون استثناء. وأعاد متظاهرون أمس قطع الطرق في بعض المناطق، واعتصم العشرات أمام أحد مخافر بيروت احتجاجا على توقيف ناشطين اثنين قبل أن يتم إطلاق سراحهما. وكانت القوى الأمنية قد أوقفت خلال الأيام الماضية متظاهرين عدة قبل أن تعود وتطلق سراحهم، وقد بدا على اثنين منهم على الأقل آثار ضرب. ونفذت مستشفيات عدة أمس إضرابا جزئيا يوما واحدا فقط لم تستقبل خلاله سوى الحالات الطارئة تنفيذا لإجراء تحذيري اتخذته للضغط من أجل تسهيل حصولها على الدولار الأمريكي لشراء مستلزمات طبية، في وقت تمرّ البلاد بأزمة سيولة خانقة. ولا تزال المصارف مغلقة في كل المناطق اللبنانية.

مشاركة :