نظم محتجون لبنانيون، تظاهرة حاشدة فى ساحة النجمة بوسط العاصمة بيروت بالقرب من أحد مداخل المجلس النيابى فى شارع بلدية بيروت (من اتجاه ساحة الشهداء)؛ اعتراضا على الحكومة المرتقب الإعلان عن تأليفها برئاسة الدكتور حسان دياب رئيس الوزراء المكلف. وكثفت القوى الأمنية، مساء الخميس، لا سيما شرطة مجلس النواب وقوات مكافحة الشغب من تواجدها أمام الحواجز الحديدية المؤدية إلى مقر المجلس النيابي، ودون أن تشهد التظاهرة أي احتكاك أو مواجهات بين المحتجين والعناصر الأمنية والشرطية.واعتبر السواد الأعظم من المحتجين، أن الحكومة التي يُجرى العمل على تشكيلها، لا تمثل الانتفاضة الشعبية التي اندلعت منذ 17 أكتوبر الماضي، وأنها لا تُلبي تطلعات الشارع اللبناني المنتفض الذي يطالب بحكومة من الاختصاصيين (تكنوقراط) المستقلين عن كل القوى والأحزاب والتيارات السياسية، وأن الحكومة المنتظرة تؤلف بمعرفة القوى السياسية التي لفظتها الاحتجاجات. على حد تعبيرهم.وأكد المتظاهرون، أن تكليف "دياب" بتشكيل الحكومة الجديدة، جاء بمعرفة قوى الثامن من آذار السياسية فقط، بما يقطع أن رئيس الوزراء المكلف لا يحظى بإجماع وطني ولا يحظى بالاستقلالية الكافية التي تؤهله لتشكيل حكومة حيادية على نحو ما يطالب به المتظاهرون في جميع أرجاء البلاد.في السياق ذاته .. عبرت مجموعات أخرى من المتظاهرين عن عدم اعتراضهم على تكليف الدكتور حسان دياب بترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة، وأنهم مع أن يأخذ فرصته في تأليف الحكومة شريطة أن يكون الوزراء الجدد جميعهم من التكنوقراط بما يتوافق مع مطالب انتفاضة اللبنانيين ومتطلبات المرحلة الراهنة من عمر لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية خانقة، مشيرين إلى أن نزولهم ومشاركتهم في الاحتجاجات مرجعه عدم الرضى عن حالة "التأخر والتباطؤ" في تشكيل الحكومة. وأشار المتظاهرون المعترضون على تكليف "دياب" تشكيل الحكومة، إلى أنهم سيواصلون الضغط عبر تنظيم تظاهرات واحتجاجات بشكل يومي أمام مقر مجلس النواب وفي مختلف الساحات والميادين الرئيسية، وحتى وإن اقتضى الأمر اللجوء مجددا إلى أسلوب "قطع الطرق" إلى حين إجبار رئيس الوزراء المكلف على الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة، ومن ثم الإتيان بشخصية مستقلة تتولى رئاسة الوزراء وتقوم "بتشكيل حكومة تشبه انتفاضة اللبنانيين"، على حد قولهم.وأكد المتظاهرون، أنهم لن يخرجوا من الشارع ولن تهدأ انتفاضتهم، وأن "رهان القائمين على السلطة" على الخروج من الساحات والميادين وعزوفهم عن المطالب التي ينادون بها منذ قرابة 80 يوما هو رهان خاطئ، لافتين إلى أن وتيرة المظاهرات والاحتجاجات انخفضت "مراعاة لظروف أعياد رأس السنة" وبما يخفف الضغط عن المواطنين والأسر والعائلات، غير أن انتفاضتهم لم تخمد أو تنطفئ.وشددوا على أن الانتفاضة الشعبية مستمرة في سبيل تحقيق أهدافها وأن مستوى الزخم سيشهد تصاعدا كبيرا خلال الأيام القليلة المقبلة، لا سيما وأن القوى السياسية تتفاوض في ما بينها وتتنازع الحصص الوزارية في الحكومة التي يُجرى العمل على تشكيلها على نحو ما كان يجري العمل به في تشكيل الحكومات السابقة، دون الالتفات لمطالب المتظاهرين، على حد قولهم.
مشاركة :