من هو الطرف الثالث الذي يقتل المتظاهرين العراقيين دائمًا، وأحيانا يردي برصاصاته عناصر قوى الجيش والأمن العراقي؟، ولماذا لا يتم الإعلان عنه بوضوح؟ وهل هناك أدلة تثبت من هو؟. دوما كان الطرف الثالث حاضرًا بقوة في أحاديث المتظاهرين العراقيين وسياسيين وخبراء من العراق وخارجه، لكن مسؤولا عراقيا كبيرا صرح أول أمس الخميس في مؤتمر صحفي، بأن هناك “طرفًا ثالثًا يقوم بقتل المتظاهرين في العراق، وذلك في معرض تعليقه على مقتل أكثر من 320 وجرح الآلاف خلال التظاهرات التي تعم عدة مدن من العراق منذ أكتوبر الماضي. وأضاف المسؤول أن الجيش العراقي سلم الشرطة الاتحادية مهمة حماية المتظاهرين بعد 2 أكتوبر الماضي، مشددًا على أن الإصابات التي وقعت من الطرفين (أي الأمن والمتظاهرين) مصدرها “طرف ثالث”. وشرح المسؤول العراقي” أن البندقية التي تستخدمها القوات الأمنية العراقية يمكنها إصابة شخص على مسافة تتراوح بين 75 إلى 100 متر، بينما بعض المتظاهرين قتلوا برصاص أطلق من بعد 300 متر منهم. وتابع: “بعد تشريح جثثهم من قبل الطب العدلي، وبعد استخراج المقذوفات من أجسامهم، وجدنا أن العتاد (الذي تم استخدامه لإطلاق النار على المتظاهرين) لم تستورده أي جهة عراقية”. وأتم أن”هذا النوع من البندقيات وحتى قنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع لم يدخل العراق عن طريق الحكومة العراقية”. •توضيح للتصريح وقد أصدرت الوزارة العراقية التي ينتمي إليها المسؤول الكبير أمس الجمعة، توضيحًا بعد الجدل الذي أثارته تصريحاته بشأن وجود طرف ثالث متورط في قتل المتظاهرين، وقال الناطق باسم الوزارة في بيان: (إن ما يقصده”المسؤول” بمن وصفهم في تصريحه بـ”الطرف الثالث” الذي يقوم باستهداف المتظاهرين السلميين والقوات الأمنية وقتلهم، هم عصابات تستخدم الأسلحة وتستخدم رمانات الدخان القاتلة ضد أبناء شعبنا من المتظاهرين والقوات الأمنية، ونبرئ الأجهزة الأمنية من استخدام رمانات الدخان القاتلة). • أسباب التراجع لاشك أن تصريح المسؤول العراقي الكبير يكشف عدة حقائق تؤكد أن دولة أخرى هي المسؤولة عن قتل المتظاهرين؛ حيث البنادق المستخدمة في القتل تتعدى مدى بنادق القوات الأمنية العراقية، وأيضًا البنادق وقنابل الغاز لم تدخل البلاد عن طريق الحكومة، كما أن المساحة الجغرافية التي تم فيها استهداف المتظاهرين بالقتل واسعة جدًا؛ كل ذلك يتعدى قدرات أي “عصابات” أو جماعات، إنما هي إمكانيات دولة، وليس أي دولة، لكنها دولة صاحبة نفوذ وموالين وأتباع في العراق، وبالطبع إيران هي من ينطبق عليها كل ذلك. أما لماذا التراجع عن التصريح الأول وإصدار توضيح له يدعي أن الطرف الثالث “عصابات”، فذلك بالطبع مفهوم في ظل النفوذ الإيراني المهيمن على الأوضاع في العراق، وعدم الرغبة في صدور تصريح رسمي يحملها المسؤولية عن قتل المتظاهرين. • أدلة وشهادات ولعل ما أكده سياسيون عراقيون ووسائل إعلام محلية ودولية، عن الزيارة المفاجئة لقائد “فيلق القدس الإرهابي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، إلى بغداد الشهر الماضي، في أعقاب اندلاع الاحتجاجات في العراق، وترؤسه اجتماعًا سريًا للقيادات الأمنية ومخاطبتهم قائلًا:”نعرف في إيران كيفية التعامل مع الاحتجاجات، وقد حصل ذلك في إيران وسيطرنا على الأمور”، يؤكد دور إيران في قتل المتظاهرين، خاصة وأن الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين ازدادت ضراوة بعد زيارة قائد “فيلق القدس” إلى بغداد. وقد أكد أحد نواب البرلمان العراقي أن”هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى حاج حامد، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين”. واتهم نائب آخر إيران بقتل المتظاهرين في العراق قنصًا، وأضاف :”الأمر لم يعد خافيًا على أحد، فإمام جمعة طهران قالها بصريح العبارة مختزلًا سياسة دولته: اقتلوا عملاء أمريكا المتظاهرين العراقيين”. وأكد النائب على الالتحام بين المتظاهرين وقوات الأمن العراقي، ملمحًا إلى أن القناصة الإيرانيين يحصدونهم معا. كما أن تحقيقات منظمة العفو الدولية (امنستي) فد أكدت قبل أيام، أن القنابل المسيلة للدموع والقنابل الدخانية التي تستخدمها قوات الأمن العراقية ضد المحتجين وتسببت في إصابات قاتلة و”شنيعة” هي من إيران وبعضها “صربي” الصنع، وأن مصدرها منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية.
مشاركة :