تستحوذ الناقلات الوطنية الإماراتية على 35% من أساطيل الطائرات التجارية قيد التشغيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بإجمالي 510 طائرات، وكذلك على 44% من إجمالي الطلبيات المسجلة لدى كل من إيرباص وبوينج لشركات الطيران في المنطقة حتى نهاية شهر أكتوبر الماضي، وعلى نحو 42% من التسليمات. ووفقاً للبيانات الصادرة عن عملاقي صناعة الطائرات التجارية في العالم بوينج وايرباص والتي حصلت« الاتحاد» على نسخة منها، يبلغ إجمالي الطائرات التجارية قيد التشغيل في المنطقة حتى نهاية أكتوبر الماضي نحو 1464 طائرة، منها 739 طائرة لشركة إيرباص و725 طائرة لشركة بوينج. وتشكل دولة الإمارات من خلال الناقلات الوطنية الأربع «الاتحاد للطيران وطيران الإمارات وفلاي دبي والعربية للطيران»، محور اهتمام المصنعين خلال العقود الثلاثة الماضية ومنذ انطلاق معرض دبي للطيران في دورته الأولى في عام 1989 وحتى الآن، وذلك بالنظر للنمو الكبير الذي حققته الناقلات الوطنية في أعمالها وخططها المستمرة بتزويد أساطيلها بأحدث طرازات الطائرات لتلبية توسعاتها المتواصلة، حيث ارتفع مجموع الطائرات المشغلة من قبل هذه الشركات من 498 طائرة بنهاية العام الماضي إلى 510 طائرات بنهاية أكتوبر 2019. وأفادت البيانات كذلك باستحواذ الناقلات الوطنية الأربع على نحو 44% من طلبيات الطائرات التجارية المسجلة لدى كل من إيرباص وبوينج لمنطقة الشرق الأوسط والبالغة نحو 2488 طائرة، منها 1092 طائرة، طلبيات للناقلات الوطنية، فيما أظهرت البيانات كذلك استحواذ الناقلات الوطنية على 42% من تسليمات إيرباص وبوينج للناقلات الجوية في المنطقة والبالغ مجموعها نحو 1301 طائرة، منها 547 طائرة تم تسليمها لشركات الطيران الإماراتية. ويؤكد سيف السويدي المدير العام للهيئة العام للطيران المدني، أن اهتمام عملاقي صناعة الطائرات في العالم مثل بوينج وإيرباص بسوق الطيران في دولة الإمارات من خلال حرصهما على المشاركة في معرض دبي للطيران الذي يعد أحد أكبر ثلاثة معارض طيران في العالم، يعكس المكانة الكبيرة التي تتمتع بها الناقلات الإماراتية لدى المصنعين، لافتاً إلى الدور المحوري الذي تلعبه ناقلاتنا الوطنية في دعم خطط المصنعين لطرح مشاريع وبرامج لطرازات جديدة من الطائرات على غرار طائرة A380 وطائرة بوينج 777 اكس من خلال الطلبيات التي تتقدم بها، حيث تحرص الشركات المصنعة على الاستماع لوجهة نظر الناقلات الوطنية في هذه الطائرات قبل تدشين إنتاجها. وأضاف السويدي أن الناقلات الوطنية نجحت رغم التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي والتي أثرت على حركة السفر خلال العام الماضي خاصة في الأسواق الرئيسية مثل أوروبا والهند وبعض الوجهات الآسيوية، في الصمود أمام هذه التحديات ومواصلة النمو، بفضل ما تتمتع به من مرونة تشغيلية. وتوقع السويدي أن تسجل الناقلات الوطنية أداءً أفضل خلال العام المقبل الذي يتوقع أن يشهد ارتفاعاً في الطلب على السفر إلى الإمارات بالتزامن مع إكسبو 2020 دبي الذي يتوقع أن يأتي نحو 70% من زواره من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، مما سيرفع معدلات إشغال المقاعد على الناقلات الوطنية بنسب أعلى مقارنة بالأعوام السابقة. وأكد المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني أن معرض دبي للطيران يشكل أحد أبرز معارض الطيران في العالم ومنصة رئيسية لشركات الطيران العالمية سواء المصنعة للطائرات أو قطع الغيار والمحركات والمعدات والخدمات أو الشركات المزودة لتكنولوجيا الطيران، فضلاً عن كونه ملتقى هاماً للوفود الرسمية التي تستفيد من مشاركتها في إجراء مباحثات ثنائية للتنسيق فيما بينها والحوار حول آفاق صناعة الطيران في المنطقة والعالم. وأضاف السويدي، أن ارتفاع عدد الشركات والجهات العارضة في دبي للطيران هذا العام إلى أكثر من 1300 عارض وتوقع زيارته من أكثر من 87 ألف متخصص، رغم الحديث عن تباطؤ عالمي، فإن ذلك يعكس أهمية المعرض ودولة الإمارات العربية المتحدة بوجهة خاص كلاعب رئيسي ومؤثر في صناعة الطيران العالمية، وكذلك للمنطقة الشرق الأوسط التي تعد من بين المناطق الأعلى نمواً في صناعة الطيران. وأشار إلى أهمية المعرض كونه يشكل كذلك نقطة التواصل المثالية بين الصانعين والعارضين وشركات الطيران، وفرصة سانحة لإبرام اتفاقات تعود بالنفع على المجالات التقنية والتجارية في قطاع الطيران، لاسيما أن المعرض يمكن الشركات الإماراتية الإسهام من المشاركة الفاعلة، فهو يمثل بوابة للتواصل مع صانعي القرار في مجتمع الطيران الدولي، وينقل صورة مشرفة عن الخطوات الكبيرة التي خطاها قطاع الطيران في الدولة، مؤكداً أن وجود الشركات الإماراتية في المعرض يشكل حافزاً مهماً للمواطنين والمواطنات للتعرف إلى الفرص التي يقدمها قطاع الطيران المحلي، والإسهام في بناء قطاعات الطيران المختلفة. وتعكس المؤشرات والأرقام حجم التطور الهائل والنمو المستمر الذي يشهده قطاع الطيران في دولة الإمارات نهاية عام 2018، إذ تسيّر الناقلات الوطنية الإماراتية رحلاتها إلى 108 دول و224 مدينة حول العالم، فيما يضم قطاع الطيران المدني في الدولة 8752 طياراً و37 ألفاً و972 مضيفاً ومضيفة و4472 مهندساً، إضافة إلى 352 مرحلاً جوياً، و49 مركز صيانة، و18 مركزاً طبياً متخصصاً، و56 مركز تدريب واستشارات. وبلغت قيمة استثمارات الإمارات في قطاع الطيران 270 مليار دولار، بينما وصل عدد الشركات العالمية التي تقوم بالتشغيل إلى مطارات الدولة 1048 شركة، كما تم تنفيذ 883 ألف حركة جوية في عام 2018، في وقت جاء فيه مطار دبي الدولي في المركز السادس عالمياً في الشحن، مسجلاً نحو 68.658 مليون كيلوغرام. 639.3 مليار دولار صفقات معرض دبي للطيران خلال 10 دورات قال اللواء ركن طيار عبد الله السيد الهاشمي المدير التنفيذي للجنة العسكرية المنظمة لمعرض دبي للطيران 2019، إن إجمالي صفقات معرض دبي للطيران خلال 10 دورات وعلى مدار 18 عاماً، بلغت 639.3 مليار دولار ما يمثل دليلاً عملياً على ريادة دولة الإمارات في صياغة توجهات صناعة الطيران عالمياً. وأضاف في حوار مع وكالة أنباء الإمارات «وام»، أن معرض دبي للطيران قصة نجاح استثنائية تجسد المكانة الرائدة لدولة الإمارات عالمياً في رسم مستقبل قطاع الطيران، مشيرا إلى أن المعرض يواصل تحقيق قفزات نوعية منذ انطلاق دورته الأولى في عام 1989 وبات حدثاً مهماً يلعب دوراً مؤثراً في القطاع. وأكد أن التقنيات الحديثة والابتكارات التي تشكّل مستقبل صناعة الطيران ستكون أهم نقاط النقاشات الرئيسة خلال فعاليات الدورة الحالية من المعرض الدولي الذي من المتوقع أن يحضر فعالياته نحو 87 ألف متخصص في أعمال الطيران خلال فترة الحدث على مدى خمسة أيام موضحاً أن معرض دبي للطيران 2019 الذي يقام على مساحة 645 ألف متر مربع يضم أحدث الطائرات المدنية والعسكرية والبالغ عددها 165 طائرة هذا العام إضافة إلى إمكانية مشاهدة الزوار للكثير من الاستعراضات الجوية المبهرة. وقال اللواء الهاشمي، إن معرض دبي للطيران يؤكد أن أبناء الإمارات قادرون على صنع المستحيل وواثقون من قدراتهم لتقديم الأفضل للعالم من الإمارات موطن الإبداع والمبدعين.
مشاركة :