فرض التألق العربي نفسه على مجريات اليوم الثامن «قبل الأخير» لبطولة العالم لقوى أصحاب الهمم، التي اختتمت مساء أمس بالمضمار الجديد لنادي دبي لأصحاب الهمم، بمشاركة 1500 لاعب ولاعبة من 122 دولة، بعد منافسات قوية خلال أيام الحدث، مما كان له المردود الإيجابي على المستوى الفني العام، وخصوصاً وأن البطولة تمثل فرصة لحجز مقاعدهم في النسخة الجديدة لدورة الألعاب البارالمبية «طوكيو 2020». ونجح العرب في حصد 3 ميداليات ذهبية، حيث كانت ضربة البداية عن طريق السعودي نور الصناع الذي أهدى بلاده الذهبية الأولى، بحصوله على المركز الأول في سباق 400 متر فئة «تي 44»، وتوجت التونسية روعة التليلي بالميدالية الذهبية في دفع الجلة فئة «أف 41»، ونالت المغربية فاطمة الإدريسي أيضاً ذهبية سباق 1500 متر فئة «تي 13». وعلى صعيد الترتيب العام للبطولة حتى نهاية يومها قبل الأخير مازال «التنين الصيني»، يغرد منفرداً على القمة بعد نجاح المنتخب في رفع غلته إلى 53 ميدالية 23 ذهبية و21 فضية و9 برونزيات. وظهرت الولايات المتحدة الأميركية على مسرح منصات تتويج اليوم الثامن، والتي نجح لاعبوها ولاعباتها في المنافسة بقوة على المراكز المتقدمة محققين 6 ميداليات 4 ذهبيات وفضية ومثلها برونزية ليقفز المنتخب إلى المركز الخامس حاصداً 31 ميدالية 10 ذهبيات ومثلها فضيات و11 برونزية. وحافظ «السامبا» على المركز الثاني برصيد 37 ميدالية، منها 14 ذهبية و9 فضيات و14 ميدالية برونزية، فيما كان المركز الثالث من نصيب بريطانيا برصيد 24 ميدالية، عبارة عن 11 ذهبية و7 فضيات و6 برونزيات، تلتها روسيا في المركز الرابع برصيد 36 ميدالية 10 ذهبيات و13 فضية ومثلها برونزية. وعلى صعيد صدارة الدول العربية في الترتيب العام، حافظت تونس على القمة بحلولها بالمركز الثامن، بعد حصولها على 11 ميدالية 6 ذهبيات وفضيتين و3 برونزيات. حضر المنافسات سعيد حارب، أمين عام مجلس دبي الرياضي، الذي شارك في تتويج الفائزين وحرص على لقاء المشاركين من خلال الجولة التي قام بها مع ماجد العصيمي رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية مدير الحدث، والذي اطلع على سير الإجراءات التنظيمية والترتيبات للحدث الذي يدعمه المجلس. وأشاد حارب بالجهود التي تبذلها اللجنة المنظمة العليا، والتي لعبت دوراً كبيراً في تحقق هذا النجاح بشهادة جميع المشاركين واللجنة البارالمبية الدولية، مما أسهم في نقل صورة مميزة عن الدولة، خصوصاً ما يتعلق بالتسامح وبث الطاقة الإيجابية والسعادة في نفوس أصحاب الهمم، بوصفهم جزءا أساسياً ومهماً في المجتمع مما كان له الأثر في أن يحقق المشاركون أهدافهم من وجودهم في هذا الحدث العالمي المهم. كما أشادت الوفود المشاركة بتنظيم الإمارات لهذا الحدث الأكبر والأضخم في تاريخ ألعاب القوى البارالمبية، حيث تنافس اللاعبون واللاعبات على مدار 9 أيام متتالية على البطاقات المؤهلة لدورة الألعاب البارالمبية طوكيو 2020. وأعرب حبيب سمشة، رئيس الجامعة التونسية لرياضة أصحاب الهمم، عن سعادته بالوجود في دبي، مشيراً إلى أن الجهود التي بذلتها اللجنة العليا للمونديال تعبر عن امتلاك الإمارات للكوادر الوطنية المؤهلة في رياضات أصحاب الهمم، حيث لمسنا تنظيماً رائعاً ومشرفاً ويحق لنا القول إنه مفخرة لكل العرب. وقال عبد الجليل عبيد، رئيس الوفد التونسي، نائب رئيس الجامعة التونسية لرياضة أصحاب الهمم: «نحن سعداء بتنظيم دولة عربية لحدث رياضي بهذا الحجم ووجود عدد ضخم من اللاعبين من مختلف دول العالم، ولم نفاجئ بالإمكانات الكبيرة التي تمتع بها دبي من مرافق وملاعب وغيرها والمؤهلة تماماً لأصحاب الهمم بحيث باتت الإمارة صديقة لأصحاب الهمم». وأشاد أحمد هندي، لاعب دفع الجلة بالمنتخب الأردني، بمستوى التنظيم الذي شهده الحدث العالمي والتسهيلات التي منحت للاعبين، حيث خاض الجميع المنافسات في جو من الراحة والإبداع بفضل توافر الإمكانيات اللازمة لفئة أصحاب الهمم. وأوضح أن المونديال شهد منافسات قوية، وهذا أمر طبيعي نظراً لكونها بطولة عالم وتجمع أبطال «أم الألعاب» من كل مكان، مبدياً سعادته بتحقيق هدفه من المشاركة في هذا الحدث العالمي، بخطف بطاقة التأهل لبارالمبية طوكيو 2020. «تيرو» حديث المونديال خطفت اليابانية تيرو تاناكا البالغة من العمر 60 عاماً، الأضواء وكانت حديث «المونديال» بعدما أدهشت العالم بقدرتها على مواصلة المنافسة في هذا العمر المتقدم بعزيمة وإرادة لا تلين، ونجحت في الوصول إلى منصات التتويج حاصدة الميدالية الفضية في سباق 100 متر فئة «تي 52» على الكراسي المتحركة، مسجلة أفضل رقم شخصي لها هذا الموسم بزمن 22,85 ثانية. وقدمت تاناكا رسالة الإرادة إلى العالم عبر دبي، مؤكدة أن العمر لا يقف حائلاً أمام الرياضي من أجل بلوغ طموحه، وأن الرياضة بوابتها نحو الحياة وغاية تتمسك بها بغض النظر عن بلوغها عمراً معيناً. حضور عائلي مع بيريز سجلت عائلة الأسترالي «بيريز» حضوراً قوياً، حيث حضر الأب والأم بصحبة ابنهما اللاعب جاد بيريز الملقب بالنمر الأبيض، في مونديال دبي باعتبار أن دعم الأسرة يعتبر سر النجاح الأول للرياضيين المشاركين، حيث أكد كين والد اللاعب أنه يرافق ابنه على حسابه الشخصي منذ 6 سنوات منذ بدايته بالجري في المسابقات المحلية حتى وصوله إلى العالمية. وأعرب والد اللاعب عن سعادته بما يقدمه ابنه بغض النظر عن النتائج، مؤكداً بالطبع أن الميداليات تعزز من ثقته لكن الأهم أن يتغلب على إعاقة ضعف البصر، خصوصاً أنه ابنه الوحيد، آملاً أن يصل لأفضل المراكز العالمية ويحقق جميع أحلامه. الفن يعانق الرياضة جمال البدواوي لاعب منتخبنا الوطني لكرة السلة على الكراسي المتحركة، كان حاضراً على المسرحين الرياضي والفني، مؤكداً أنه لاعب بدرجة فنان، بعد أن تفاعلت الجماهير والوفود التي ظلت توجد في خيمة التراث مع الفقرات الغنائية، التي يقدمها بإيقاع موسيقي وصوت جميل يجسدان موهبة البدواوي على صعيدي الرياضة والفن، حيث أضاف لمسة رائعة على فعاليات ركن التراث.