وصل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء أمس إلى قاعدة اندروز الجوية بواشنطن في مستهل زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، يترأس سموه خلالها وفد مملكة البحرين في أعمال اجتماعات القمة الخليجية الأمريكية التي ستعقد اليوم بكامب ديفيد. ويرافق صاحب السمو الملكي ولي العهد وفد يضم وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة ووزير شؤون الاعلام عيسى بن عبدالرحمن الحمادي ومدير عام مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وسفير مملكة البحرين لدى واشنطن وعدد من كبار المسؤولين والشيخ عبدالله بن محمد آل خليفة. ويترأس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء نائب القائد الأعلى وفد مملكة البحرين في القمة الخليجية الأمريكية التي دعا إليها فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كامب ديفيد يومي 13 و14 مايو الجاري، والتي من المنتظر أن تناقش موضوعات غاية في الأهمية تتعلق بأمن واستقرار المنطقة، وحل الصراعات المتعددة التي سببت كثيرًا من الاضطرابات وعدم الاستقرار، إلى جانب بحث زيادة تعزيز التعاون في مختلف المجالات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية، كما سيلتقي سمو ولي العهد بالرئيس الأمريكي خلال القمة لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتأتي هذه المشاركة الكبيرة من جانب مملكة البحرين في القمة الخليجية الأمريكية حرصًا منها على المشاركة في كل جهد إقليمي أو دولي يهدف إلى خير وصالح المنطقة وترسيخ الأمن والاستقرار بها انطلاقًا من اضطلاع مملكة البحرين بواجباتها ودورها تجاه محيطها الخليجي والعربي والإسلامي والدولي. وتضطلع مملكة البحرين بجهد إقليمي ودولي بارز في حل قضايا المنطقة فقد شاركت في عملية عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل التي تلتها لإعادة الشرعية إلى اليمن وإغاثته، كما شاركت في الجهد الدولي للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، واستضافت المملكة مؤتمرًا دوليًا لمواجهة خطر دعم وتمويل الإرهاب، كما شاركت المملكة في كافة المؤتمرات التي عقدت بهدف تحقيق أمن واستقرار المنطقة وقدمت المساعدات المادية والعينية لمساعدة الدول الشقيقة والصديقة التي تعاني من اضطرابات داخلية على الخروج من أزماتها واستعادة الأمن والاستقرار بها. ولعل هذا التحضير الكبير للقمة يأتي لأهميتها، فهي تأتي في ظروف بالغة الدقة والحساسية، حيث تعم الفوضى العديد من دول المنطقة بسبب التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لها، وانتشار خطر الإرهاب والمتمثل في ازدياد نشاط وخطورة الجماعات الإرهابية الثيوقراطية. ولذا ستبحث القمة الخليجية الأمريكية كافة هذه القضايا، وإلى جانبها تبحث القمة آخر التطورات بشان الاتفاق الإطاري بين مجموعة 5+1 وإيران، حيث تعد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية معنية بالدرجة الأولى بهذا الملف الهام مما يستلزم إشراكها وإطلاعها على آخر التطورات بشأنه ومدى تأثير هذه التطورات على حاضر ومستقبل المنطقة. وتسعى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل التي تهدد حاضرها ومستقبلها، نظرًا لخطورتها على الشجر والبشر، وتدعو في هذا الإطار كافة الدول التي تمتلك مفاعلات نووية إلى الشفافية في نشاطها، فدول الخليج لا تمانع في امتلاك أي دولة مفاعلات نووية للاستخدام في الأغراض السلمية بشرط توافر كل سبل الأمان والسلامة بها، لأن الكوارث الناتجة عن هذه العمليات لن يضار منها دولة فقط بل ستضار المنطقة والبشرية كلها، وقد شهد العالم نماذجًا حية لمثل هذه الكوارث مثل انفجار مفاعل تشرنوبل عام 1986. إن العلاقات الخليجية الأمريكية هي علاقات استراتيجية تقوم على التعاون الوثيق والالتقاء في الرؤى لمستقبل الأمن والسلام والتنمية في المنطقة، فسياسيًا تعد دول مجلس التعاون الخليجي محط اهتمام كبير من جانب الولايات المتحدة بموقعها الإستراتيجي الحيوي، وبما تمتلكه من موارد مؤثرة في نمو وتقدم العالم على رأسها النفط، كما أنها محط تقدير أمريكي بسياساتها المعتدلة وبمساهماتها الفعالة في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم. واقتصاديًا، تعد واشنطن أهم الشركاء التجاريين لدول المجلس بقيمة بلغت 117 مليار دولار عام 2014 منها 65 مليار دولار صادرات خليجية لتحقق دول المجلس فائضا في ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة بلغ 12 مليار دولار في العام ذاته. وارتفع حجم الاستثمارات الأمريكية في دول المجلس إلى نحو 20 مليار دولار. وعلى صعيد العلاقات البحرينية الأمريكية فإن العلاقات بين البلدين حظيت باهتمام بالغ من قبل قيادتي البلدين، حيث يتواصل التشاور بين القيادتين والزيارات المتبادلة والتنسيق المستمر في مختلف القضايا التي تهم المنطقة والعالم. واقتصاديًا سجل حجم التبادل التجاري بين البحرين والولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعاً من حوالي 1,1 مليار دولار في عام 2006 إلى أكثر من 2.3 مليار دولار في 2014، ووقع البلدان اتفاقية التجارة الحرة والتي تسهم في تنشيط التبادل التجاري. وتعد العلاقات العسكرية وطيدة بين البلدين، فمنذ العام 1993 أصبحت القيادة المركزية للبحرية الأمريكية، مقيمة في البحرين، ومنذ يوليو 1995 استضافت البحرين الأسطول الأمريكي الخامس.
مشاركة :