وسط إجراءات أمنية مشددة، شهدت العاصمة الفرنسية باريس اشتباكات عنيفة بين متظاهرين والشرطة في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق احتجاجات "السترات الصفراء" المناهضة للحكومة الفرنسية. نزل متظاهرون من "السترات الصفراء" إلى الشوارع مجدداً في فرنسا السبت (16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019) على أمل استعادة زخم حراكهم الاجتماعي غير المسبوق بعد عام من انطلاقه، لكن التحركات شهدت توتراً واضحاً في باريس. وشهدت الاحتجاجات إحراقاً لحاويات نفايات ورمي حجارة على الشرطة، التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وفي جنوب العاصمة، تحولت ساحة إيطاليا إلى ميدان مواجهات متقطعة وأغرقت تحت الغاز المسيل للدموع، وفق ما شاهد صحافيون في وكالة فرانس برس. وتدخلت الشرطة أكثر من مرة منذ ظهر السبت لتفريق مجموعات صغيرة من المحتجين منهم من ارتدى أقنعة. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 33 شخصاً بحلول الساعة العاشرة والنصف بتوقيت غرينتش. ومنعت السلطات الاحتجاجات بالقرب من المزارات السياحية مثل برج إيفل وأغلقت العديد من محطات المترو. وانطلق ما يعرف باسم احتجاجات "السترات الصفراء" في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 بسبب زيادات في أسعار الوقود وارتفاع تكلفة المعيشة لكنها تحولت إلى حراك أوسع ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومسعاه لتنفيذ إصلاحات اقتصادية. وفقدت الاحتجاجات زخمها في الشهور القليلة الماضية وتراجع عدد المشاركين فيها من عشرات الآلاف إلى بضعة آلاف لكن قادتها دعوا إلى الحشد من جديد اليوم السبت لإحياء الذكرى الأولى للحراك. وفي ذروة الاحتجاجات أواخر العام الماضي، وصل عدد المشاركين فيها إلى 300 ألف شخص. وبعدما قدمت الحكومة تنازلات مثل صرف مكافآت ورفع الضرائب عن ساعات العمل الإضافية ونظمت حواراً وطنياً واسعاً، تراجع زخم حراك "السترات الصفراء" تدريجياً حتى الربيع ولم يعد يجمع سوى بضعة آلاف. لكن لا يزال لدى المتظاهرين العديد من المطالب، مثل خفض الضريبة على المواد الأولية الضرورية، فرض ضريبة على رأس المال، وإجراء "استفتاء مبادرة شعبية". م.ع.ح/ص.ش (رويترز – أ ف ب)
مشاركة :