أحيانًا يرى الآباء بعض السلوكيات المتكرّرة لدى طفلهم، ما يثير قلقهم في سنواته الأولى، وتستمر معه حتى يكبر، وربما تزداد سوءًا إذا لم يتم التعامل معها بالأسلوب الصحيح، في حين يرى بعض الآباء أن تلك السلوكيات ردود أفعال طبيعية ناتجة عن قلة إدراك طفلهم وصغر سنه، مثل البكاء المتكرّر والغضب لأتفه الأسباب، وعدم التأقلم بسهولة مع الآخرين، والقلق والتأثر المبالغ فيه عند التعرض لأي موقف جارح للمشاعر، والخوف الزائد عن الحد. الجدير بالذكر أن تلك الصفات هي غالبًا ما تكون لدى الأطفال الحساسين. الحساسية ليست مرضًا، بل الجهاز العصبي لديهم يعمل بشكل مختلف، فينظر الى المحفزات بشكل محفز أكثر من غيره، وكأن أجسامهم مصممة لالتقاط أية إشارة يتعرض لها، فيتأثر الطفل الحساس بالألم أكثر من غيره، ويعاني بعضهم صعوبة في النوم، وتكون لدى بعضهم حساسية ضد بعض الأدوية، وينزعجون من الإنارة القوية والأصوات العالية، ويصابون بالخجل والخوف والقلق أكثر من غيرهم، وعندما يكبرون يصبحون حساسين جدًا، إذ يبكون بسرعة عندما تُجرح مشاعرهم.ولكن في المقابل يعبّرون عن فرحهم وحبهم بإفراط، ويفكرون جيدًا قبل إقدامهم على أي عمل، ولذلك هم أشخاص مفكرون وأذكياء؛ لأن أدمغتهم تتعامل مع المعلومات بشكل أكثر عمقًا ودقة، كذلك يلاحظون الأمور والتفاصيل الصغيرة ويقومون بتحليلها.كيف تتعامل الأم مع الطفل الحساس؟1. أهم شيء يحتاجه الطفل الحساس هو الحب والاحتواء من المحيطين به؛ حتى لا يزداد توتره عندما يكبر في السن.2. عندما يفقد الطفل السيطرة ويبدأ بالبكاء، دعيه يبكي إذا لم يقتنع بالحلول، ولكن اغمريه بحنانك واستمري بتعاطفك معه عندما يهدأ.3. دعيه -قدر الإمكان- يجد بنفسه حلاً لمشكلته، وضعي حدودًا لمدى مساعدتك له.4. حاولي استيعاب مشاعره السلبية إلى أن يتخلّص منها، خذيه الى مكان هادئ، ودعيه يعبّر عن مشاعرة دون أن توبّخيه، بل تجاوبي معه الى أن تتوصّلي الى حل لمشكلته.5. للمديح قوة كبيرة على مشاعر الطفل خصوصًا أمام الآخرين، انظري الى الزاوية الإيجابية في طفلك وحاولي أن تقويها.وأخيرًا، نودّ الإشارة إلى أن أكبر مشكلة تواجه هؤلاء الأطفال أنهم غير مفهومين في مجتمعهم، سواء في البيت أو في المدرسة، فالجميع يعاملهم كالأطفال الطبيعيين، ولهذا من المهم أن يعرف الآباء إذا كان طفلهم حساسًا؛ حتى يستطيعوا التعامل معه بالأسلوب المناسب الذي يضمن له الصحة النفسية والجسدية.أ‌. بسمة عبدالله محمد