بغداد - وكالات: عاد المتظاهرون العراقيون أمس للاعتصام عند أحد الجسور الحيوية في وسط العاصمة العراقية، بعدما تراجعت القوات الأمنية التي كانت منعت تقدمهم إليه قبل أسبوعين، عقب أيام من المواجهات، بحسب ما أفاد مراسلون من وكالة فرانس برس. واستعاد المتظاهرون سيطرتهم على ساحة الخلاني القريبة من ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية، بعد أن نجحت قوات الأمن خلال الأيام الماضية في إبعادهم عنها وإغلاق الطريق المؤدي إلى ساحة التحرير بالحواجز الإسمنتية. وسيطر المتظاهرون كذلك على بناية كراج جسر السنك في بغداد، وتمركزوا عند الحاجز الأمني الأول حيث توجد قوات مكافحة الشغب عند الحاجز الثاني القريب من الضفة الأخرى للجسر. ويحتشد المتظاهرون منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في ساحة التحرير المركزية ببغداد، مطالبين بـ«إسقاط النظام» وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة التي يعتبرون أنها تعيث فساداً في البلاد منذ 16 عاماً. وقررت قيادة عمليات بغداد صباح أمس سحب وحداتها من المنطقة التي كانت تفصل بينها وبين المتظاهرين كتل إسمنتية، ما سمح للمتظاهرين بالتقدم والاعتصام عند بداية جسر السنك. وتسلق العشرات من المتظاهرين جدران مرآب كبير للسيارات يطل على نهر دجلة إلى جانب جسر السنك، ورفعوا لافتات مساندة للتظاهرات. إلى ذلك قالت مفوضية حقوق الإنسان في العراق إن ثلاثة متظاهرين قتلوا وأصيب 140، فيما تم اعتقال نحو 130 آخرين بأحداث التظاهرات خلال اليومين الماضيين ، وطالبت جميع الأطراف بضبط النفس والتحلي بالمسؤولية والحفاظ على سلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة. وأدانت المفوضية، في بيان لها أمس استمرار الاعتقالات العشوائية دون التحري للكثير من المعتقلين، مشيرة إلى أنه تم إطلاق سراح بعضهم تحت إشرافها. ولفتت المفوضية إلى استمرار الإصابات بين صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية، حيث وثقت فرق الرصد مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 140 مع استمرار اطلاق الغازات المسيلة للدموع، مشيرة إلى أغلبهم غادروا المستشفيات بعد تلقيهم للعلاج، داعية الحكومة للبحث عن إجراءات بديلة تحفظ سلامة المتظاهرين والقوات الأمنية. وأكدت استمرار الصدامات في محافظة /‏‏ذي قار/‏‏ بين القوات الأمنية والمتظاهرين ما أدى إلى إصابة 15 متظاهرًا واثنين من القوات الأمنية. وقالت إن استخدام «وسائل عنيفة» من بعض الأشخاص يسيء إلى سلمية المظاهرات، مضيفة أن المتظاهرين المطالبين بحقوقهم الإصلاحية يرفضون هذه الممارسات.