حقق الجيش الليبي تقدماً في محيط مطار طرابلس بعد سيطرته على عدة مواقع في إطار العمليات العسكرية التي يخوضها ضد التنظيمات الإرهابية. ونفذت القوات المسلحة الليبية عدداً من العمليات العسكرية البرية والجوية على مواقع وتمركزات الميليشيات في ضواحي طرابلس. وشن سلاح الجو الليبي غارات جوية على منطقة «وادي الربيع» استهدفت ثلاث شاحنات محملة بالذخائر والآليات المسلحة، والتي تنقل أيضاً عدداً من العناصر الإجرامية والإرهابية، ما نتج عنه خسائر فادحة في صفوف المسلحين جراء الضربات الدقيقة للغاية. وقال الجيش الليبي إن غارة جوية استهدفت 5 عربات مسلحة تابعة للميليشيات تم تدميرها بالكامل في منطقة «تاجوراء» شرق طرابلس. وشملت غارات سلاح الجو استهداف تمركزات للمسلحين في محوري «عين زارة» و«خلة الفرجان»، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية التي تقوم بعمليات استطلاع وتوجه ضربات موجعة للميليشيات المسلحة. وسيطرت الوحدات العسكرية بشكل كامل على مناطق «العمائم والسدرة» قرب «عين زارة»، وأجزاء كبيرة في منطقة «التوغار» الإستراتيجية بالقرب من مطار طرابلس الدولي، وأحرزت القوات المسلحة الليبية تقدماً كبيراً في كافة مناطق العمليات التي تشهد انهياراً كبيراً للميليشيات بعد الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد. كما أكد الإعلام الحربي الليبي أن قوات الجيش تمكنت من تدمير الخطوط الدفاعية للميليشيات المسلحة في نقاط متقدمة بمحور «السبيعة»، مشيراً إلى أن الاشتباكات العنيفة أدت إلى تراجع الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة «الوفاق». وتمكنت قوات الجيش الليبي من إلقاء القبض على 9 مرتزقة يحملون جنسيات أفريقية في محاور القتال بالعاصمة طرابلس، وقالت شعبة الإعلام الحربي بالجيش إنه تم إلقاء القبض على المرتزقة الأفارقة وهم يقاتلون ضد الجيش الليبي، كما سيتم تسليمهم إلى الشرطة العسكرية حتى يتم نقلهم إلى مدينة بنغازي، لإكمال الإجراءات القانونية حيالهم. ونفذ سلاح الجو الليبي عدداً من الطلعات القتالية التي استهدفت تمركزات الميليشيات المسلحة بمحيط العاصمة الليبية طرابلس. وفي السياق، عثرت الوحدات العسكرية التابعة للجيش الليبي على مقبرة جماعية في منطقة «العزيزية» جنوب طرابلس، دفن بها عدد من جثث عناصر الميليشيات المسلحة والمرتزقة التابعين لحكومة «الوفاق»، مشيرة إلى توثيق الهلال الأحمر الليبي لعدد هائل من جثث الأطفال. وأشارت مصادر محلية إلى أن اكتشاف المقبرة جاء بالصدفة أثناء تأمين منطقة محررة للاستراحة والبحث عن المتفجرات والأفخاخ في فناء المنزل، ورجحت المصادر أن تكون الميليشيات قد دفنت قتلاها في المقبرة الجماعية لأنهم من المرتزقة القادمين من خارج البلاد. وسبق وأن اكتشف الجيش الليبي عدة مقابر جماعية بالقرب من طرابلس، كما اكتشف مقبرة بمنطقة «الهواري» جنوب مدينة بنغازي تضم رفات إرهابيي تنظيم «داعش» الذين كانوا يتمركزون في المدينة قبل تحريرها. كما سبق وكشف المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة اكتشاف مقبرة جماعية بمدينة «القربولي»، شرق العاصمة طرابلس، مؤكداً وجود عدد من المقابر الجماعية التي أقامتها الميليشيات. وتابعت الغرفة: «الميليشيات تدعي أن قتلاها أسرى لدى الجيش الليبي للتغطية على خسائرها الفادحة، وخوفاً من ردة فعل أهالي القتلى، واتهاماً للقوات المسلحة بهذه الأفعال». سياسياً، قال عضو مجلس النواب الليبي صالح فحيمة إن «نتائج مؤتمر برلين ستولد ميتة أو مشوهة في أفضل الأحوال»، وذلك بعد اطلاعهم على كواليس الاجتماعات التحضيرية، منوهاً إلى أن صراعاً كبيراً بين الدول المشاركة حول مصير الأطراف المحلية يمنع الوصول إلى توافق فعلي حول ما يجب أن ينبثق عنه مؤتمر برلين. ونقل فحيمة عن المبعوث الأممي غسان سلامة تأكيده على أن مشكلة ليبيا ليست في الانقسام السياسي المحلي، وإنما هي أيضاً في الانقسام الإقليمي والدولي وتضارب المصالح وتقاطعها بين ما يسمى بالدول الفاعلة في المشهد السياسي الليبي. وفي سياق آخر، جدد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر التأكيد على أن قضية محاولات تنظيم «داعش» إعادة التمركز في ليبيا على رأس أولويات الإدارة الأميركية ومحور اهتمام العمليات الأميركية في القارة الأفريقية، لافتاً إلى أن قوات «أفريكوم» مستمرة في استهداف إرهابيي «داعش» حتى تضمن عدم توسع التنظيم داخل البلاد. تونس تسلم ليبيا 4 مسلحين قامت الوحدات الأمنية التونسية، أمس، بتسليم 4 أشخاص ليبيي الجنسية إلى الوحدات الأمنية الليبية، وذلك عند المعبر الحدودي برأس جدير. وكانت هذه المجموعة قد تم إيقافها على مستوى المنطقة العازلة بقطاع «بنقردان» يوم الخميس الماضي من قبل دورية عسكرية تونسية عند توغلهم إلى داخل الأراضي التونسية على متن سيارة رباعية الدفع وبحوزتهم أسلحة نارية تتمثل في سلاحيْ كلاشنكوف وبندقية صيد وقد التزموا بالوقوف لإشارة الدورية العسكرية ولم يبدوا أي مقاومة أثناء إيقافهم. ووفق ما ذكرت مصادر إعلامية ليبية، فقد تمّ تسليمهم لتونس بعد إتمام الإجراءات القانونية التي أثبتت أنهم يتبعون لدورية أمنية ليبية وقد ضلوا الطريق.
مشاركة :