السديس يلقي درسه الأسبوعي بعنوان (تفسير سورة الطور) وشرح ما جاء من حديث المسح على الخفين

  • 5/14/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أصناف[المآكل والمشارب اللذيذة، } هَنِيئًا { أي: متهنئين بتلك المآكل والمشارب على وجه الفرح والسرور والبهجة }بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ{ أي: نلتم ما نلتم بسبب أعمالكم الحسنة، وأقوالكم المستحسنة مستكملاً معالي الرئيس العام في تفسير الآية (20) في قوله تعالى }مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ{ الاتكاء: هو الجلوس على وجه التمكن والراحة والاستقرار حيث يتكئون قرابة اربعين عاماً ، والسرر: هي الأرائك المزينة بأنواع الزينة من اللباس الفاخر والفرش الزاهية واصفاً معاليه لوصف الله تعالى تلك السرر المصفوفة ليدل ذلك على كثرتها، وحسن تنظيمها، واجتماع أهلها وسرورهم، بحسن معاشرتهم، ولطف كلام بعضهم لبعض فلما اجتمع لهم من نعيم القلب والروح والبدن ما لا يخطر بالبال، ولا يدور في الخيال، من المآكل والمشارب ] اللذيذة[، والمجالس الحسنة الأنيقة، لم يبق إلا التمتع بالنساء اللاتي لا يتم سرور بدونهن فذكر الله أن لهم من الأزواج أكمل النساء أوصافا وخلقا وأخلاقا، ولهذا قال }وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ{ وهن النساء اللواتي قد جمعن من جمال الصورة الظاهرة وبهاءهم، ومن الأخلاق الفاضلة، ما يوجب أن يحيرن بحسنهن الناظرين، ويسلبن عقول العالمين، وتكاد الأفئدة أن تطيش شوقا إليهن، ورغبة في وصالهن، والعين: حسان الأعين مليحاتها، التي صفا بياضها وسوادها. ثم أنتقل معاليه الى الآية (21) }وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ { وهذا من تمام نعيم أهل الجنة، أن ألحق الله] بهم[ ذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان أي: الذين لحقوهم بالإيمان الصادر من آبائهم، فصارت الذرية تبعا لهم بالإيمان، ومن باب أولى إذا تبعتهم ذريتهم بإيمانهم الصادر منهم أنفسهم، فهؤلاء المذكورون، يلحقهم الله بمنازل آبائهم في الجنة وإن لم يبلغوها، جزاء لآبائهم، وزيادة في ثوابهم، ومع ذلك، لا ينقص الله الآباء من أعمالهم شيئا، ولما كان ربما توهم متوهم أن أهل النار كذلك، يلحق الله بهم أبناءهم وذريتهم، أخبر أنه ليس حكم الدارين حكما واحدا، فإن النار دار العدل، ومن عدله تعالى أن لا يعذب أحدا إلا بذنب، ولهذا قال } كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ { أي: مرتهن بعمله، فلا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يحمل على أحد ذنب أحد. هذا اعتراض من فوائده إزالة الوهم المذكور. وأكمل معاليه شرح الآية (22) من قوله تعالى }وَأَمْدَدْنَاهُمْ { أي: أمددنا أهل الجنة من فضلنا الواسع ورزقنا العميم،} بِفَاكِهَةٍ { من العنب والرمان والتفاح، وأصناف الفواكه اللذيذة الزائدة على ما به يتقوتون، }وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ {من كل ما طلبوه واشتهته أنفسهم يأتيهم مشوياً طرياً ، من لحم الطير وغيرها. وأنتقل معالي لشرح الآية (23 ) في قوله تعالى } يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا { أي: تدور كاسات الرحيق والخمر عليهم، ويتعاطونها فيما بينهم، وتطوف عليهم الولدان المخلدون بأكواب وأباريق وكأس }لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ { أي: ليس في الجنة كلام لغو، وهو الذي لا فائدة فيه ولا تأثيم، وهو الذي فيه إثم ومعصية، وإذا انتفى الأمران، ثبت الأمر الثالث، وهو أن كلامهم فيها سلام طيب طاهر، مسر للنفوس، مفرح للقلوب، يتعاشرون أحسن عشرة، ويتنادمون أطيب المنادمة، ولا يسمعون من ربهم، إلا ما يقر أعينهم، ويدل على رضاه عنهم ]ومحبته لهم[ . وأختتم معاليه درسه بشرح الآية (24) في قوله تعالى } وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ{ أي: خدم شباب }كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ { من حسنهم وبهائهم، يدورون عليهم بالخدمة وقضاء ما يحتاجون إليه وهذا يدل على كثرة نعيمهم وسعته، وكمال راحتهم. ثم انتقل معاليه إلى درس فقه السنة من كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام للحافظ عبد الغني المقدسي وأكمل فيه شرح ما تم الوقوف عنده من حديث المغيرة بن شعبة في باب المسح على الخفين - رضي الله عنه - قال : (( كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر , فأهويت لأنزع خفيه , فقال : دعهما , فإني أدخلتهما طاهرتين , فمسح عليهما)) , مستكملا فيه في احكام وشروط المسح على الخفين وكيفيته ومتى يجوز الدخول في في وجوب المسح على الخفين حيث قال معاليه أن الشرط الأول أنْ يكون لابساً لهما على طهارة والشرط الثاني أنْ يكون الخُفَّان أو الجوارب طاهرةً فإنْ كانت نجسةً فإنَّه لا يجوز المسح عليها , والشرط الثالث أنْ يكون مسحهما في الحَدَث الأصغر لا في الجنابة أو ما يوجب الغُسل , والشرط الرابع نْ يكون المسح في الوقت المحدَّد شرعاً وهو يومٌ وليلةٌ للمُقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر .

مشاركة :