استكمل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، في المسجد الحرام، تفسير (سورة الطور) من تفسير كتاب (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) للشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - وشرح ما جاء من حديث (المسح على الخفين)، وذلك في درسه الأسبوعي المعتاد. وانتقل إلى الآية 30 في قوله (يقولون شاعر نتربص به ريب المنون) وهنا الكفار لما زادوا باتهاماتهم للرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن (شاعر) أي: الذي يقوله قول الشعر، والذي جاء به شعرا، و(نتربص به ريب المنون)، أي: ننتظر به الموت فسيبطل أمره فيريحنا مما جاء به صلى الله عليه وسلم والمنون أي الموت، وتابع في الآية 31 عند قوله تعالى (قل تربصوا فإني معكم من المتربصين) وهنا الجواب للمتربصين (قل تربصوا) أي: انتظروا بالموت متربصين فإني معكم متربص أن يصيبكم الله بعذاب من عنده، أو بأيدينا. وانتقل إلى الآية 32 في قوله تعالى (أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون) أي: أهذا التكذيب لك، والأقوال التي قالوها؟ هل صدرت عن عقولهم وأحلامهم؟ فبئس العقول والأحلام، التي أثرت ما أثرت، وصدر منها ما صدر فإن عقولا جعلت أكمل الخلق عقلا مجنونا، وأصدق الصدق وأحق الحق كذبا وباطلا، لهي العقول التي ينزه المجانين عنها، أم الذي حملهم على ذلك ظلمهم وطغيانهم وهو الواقع، فالطغيان ليس له حد يقف عليه، فلا يستغرب من الطاغي المتجاوز الحد كل قول وفعل صدر منه، وانتقل إلى الآية 33 في قوله تعالى (أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون) وهنا: (أم يقولون تقوله) أي: تقول محمد القرآن، وقاله من تلقاء نفسه و(بل لا يؤمنون) لو آمنوا، لم يقولوا ما قالوا، وتابع في الآية 34 عند قوله تعالى (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين) أي أنه تقوله صلى الله عليه وسلم، فإن استطعتم فإنكم العرب الفصحاء، والفحول البلغاء، وقد تحداكم أن تأتوا بمثله، فتصدق معارضتكم أو تقروا بصدقه، وأنكم لو اجتمعتم، أنتم والإنس والجن، لم تقدروا على معارضته والإتيان بمثله، فحينئذ أنتم بين أمرين: إما مؤمنون به، مهتدون بهديه، وإما معاندون متبعون لما علمتم من الباطل. ثم انتقل الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إلى درس فقه السنة من كتاب «عمدة الأحكام من كلام خير الأنام» للحافظ عبد الغني المقدسي» وشرح فيه ما جاء في باب المسح على الخفين من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: «كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فبال، وتوضأ، ومسح على خفيه»، وقال إن فيه عددا من المسائل وقد لفظه مسلم في صحيحه وأما البخاري رحمه الله فإنه لم يرو سوى الوضوء دون ذكر المسح ففي رواية له: قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائما، ثم دعا بماء، فجئته بماء فتوضأ.
مشاركة :