تعكس مشاركة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في قمة كامب ديفيد التي تعقد اليوم بحضور قادة وامراء دول مجلس التعاون الخليجي، حرص المملكة على وضع الادارة الامريكية في اجواء الازمة اليمنية بدءا من انطلاق عاصفة الحزم واعادة الامل والهدنة الانسانية التي بدأتها المملكة منذ الثلاثاء الماضي بهدف ايصال المساعدات الانسانية للشعب اليمني والسعي الحثيث لارساء الامن والاستقرار في اليمن وتعزيز السلام في منطقة الشرق الاوسط. وعندما يشارك المحمدان في قمة كامب ديفيد فإنهما سيكونان اول مسؤولين سعوديين من الجيل الجديد في مؤسسة صناعة القرار في المملكة، لرسم سياسية التعاون الاستراتيجي مع الادارة الامريكية والدول الخليجية. على بعد 100 كم من واشنطن، وبين سلسلة جبال كاتوكتين بالقرب من ولاية ماريلاند، يقع منتجع كامب ديفيد الذي وصله الامير محمد بن نايف امس للمشاركة في القمة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي تم تخصيصه في عام 1942م ليكون المنتجع الخاص لرؤساء الولايات المتحدة، وأطلق عليه الرئيس الأمريكي أيزنهاور اسم ديفيد تيمنا باسم حفيده. عرف منتجع كامب ديفيد من خلاله شهرته بعقد العديد من اللقاءات بين رؤساء أمريكا وشخصيات سياسية ورئاسية عالمية، تم خلال تلك اللقاءات اتخاذ العديد من القرارات المصيرية والحاسمة، فعلى مستوى الشرق الأوسط تم توقيع ما يعرف باتفاقية كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978 التي جاءت بعد 12 يوما من المفاوضات المستمرة والمضنية بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس وزراء اسرائيل مناحيم بيغن، والتي أنهت الصراع العسكري المسلح بين الدولتين، ولكن أحدثت تلك الاتفاقية شرخا في العلاقات العربية المصرية تسبب في تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية حتى عام 1989م.وفي هذا اليوم تعقد القمة الخليجية الأمريكية التاريخية المهمة والتي يستضيفها الرئيس اوباما للنقاش حول امن وسلامة دول الخليج، وارساء الامن والسلام في المنطقة. روزفلت سماه شانغري-لا ولمعرفة المزيد عن كامب ديفيد، رصدت عكاظ بدايات هذا المكان الذي يعتبر شاهد عيان على احداث سياسية كبيرة حيث تأسس المنتجع تحت اسم مرحبا-كاتوكتين كمنزل لعملاء الحكومة الاتحادية وعائلاتهم، وبدأ بناؤه في عام 1935 وأتم العمل به في عام 1938، وفي عام 1942 تم تحويله إلى منتجع رئاسي على يد الرئيس فرانكلين روزفلت والذي سماه بشانغري-لا تيمنا بالفردوس التبتي المذكور برواية الأفق المفقود للكاتب الإنجليزي جيمس هيلتون. في عام 1945 جعله الرئيس هاري ترومان المنتجع الرئاسي الرسمي. ثم أعيدت تسميته بمسماه الحالي من قبل الرئيس دوايت أيزنهاور تيمنا باسم حفيده ديفيد. يقع المنتجع على مساحة 200 فدان من المناطق الجبلية ذات المناظر الخلابة المحاطة بسياج أمني شديد الحراسة، وهو مغلق أمام الجمهور والزيارات العامة ولا يشار إلى موقعه على خرائط متنزه جبل كاتوكتين لدواعي الخصوصية والأمن. المكتب العسكري يدير كامب ديفيد يدار المنتجع من قبل المكتب العسكري للبيت الأبيض ويتضمن مكتب الرئاسة وأماكن للمعيشة، وحمام سباحة، وقاعة للاجتماعات. ومنذ الاجتماع الذي تم خلال الحرب العالمية الثانية بين كل من روزفلت وتشرشل، أصبح المنتجع مسرحا للعديد من المؤتمرات الرئاسية رفيعة المستوى مع رؤساء الدول الأجنبية. الاستخدامات الرئاسية ريغان وتاتشر وفي المنتجع حدث لقاء تاريخي حيث التقى الرئيس فرانكلين روزفلت خلال الحرب العالمية الثانية عام 1943 برئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في المنتجع للتخطيط لغزو الحلفاء لأوروبا في عهد الرئيس دوايت أيزنهاور عقد أول اجتماع لمجلس وزراء بالمنتجع، كما استضاف أيزنهاور هناك كل من رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان ورئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف. كما عقد الرئيس ليندون جونسون عدة مناقشات هامة مع مستشاريه بالمنتجع خلال كل من حرب فيتنام وأزمة الجمهورية الدومينيكية كما استضاف به رئيس الوزراء الأسترالي هارولد هولت وزوجته. ويعتبر الرئيس رونالد ريغان اكثر الرؤساء الذين قضوا وقتا بالمنتجع أكثر ممن سبقه من رؤساء الولايات المتحدة، واستضاف به رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر. اتفاقية كامب ديفيد ومن ابرز الاحداث السياسية التي تمت في كامب ديفيد، اتفاقية كامب ديفيد أو معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واتفاق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع، تم التوقيع عليها في 17 سبتمبر 1978 بين الرئيس المصري السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مبيجن بعد 12 يوما من المفاوضات في كامب ديفيد تحت إشراف الرئيس الأمريكي كارتر. عرفات وكلينتون وباراك قمة كامب ديفيد 2000 أو مفاوضات كامب ديفيد 2 هي قمة جمعت بين الرئيس الأمريكي كلينتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي براك، والرئيس الفلسطيني عرفات وعقدت في 11 يوليو 2000 بكامب ديفيد من أجل إيجاد حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. دامت القمة لمدة أسبوعين وباءت بالفشل. مجموعة الثماني كما عقدت قمة مجموعة الثماني السنوية رقم 38 بمنتجع كامب ديفيد في الفترة ما بين 18 إلى 19 مايو 2012 قبل ميعاد قمة الناتو مباشرة. وتم نقل مقر القمة من مدينة شيكاغو حيث كانت ستقام بالتعاقب مع قمة حلف الناتو إلى منتجع كامب ديفيد جراء مخاوف من تجمع كبير لمظاهرات محتجين. واذا كان منتجع كامب شهد هذه الاحداث التاريخية فإن التاريخ سيشهد اليوم على مشاركة الامير محمد بن نايف والامير محمد بن سلمان في قمة تاريخية خليجية امريكية سترسم ملامح الشراكة مع الولايات المتحدة لارساء الامن والسلام في المنطقة.
مشاركة :