قال الدكتور شاكر عبدالحميد، أستاذ علم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون، ووزير الثقافة الأسبق، إن مدينة الإسكندرية تحتل مكانة كبيرة في حياة الكاتب والروائي إبراهيم عبدالمجيد، وتمثل أيقونة إبداعية في عالمه، وهو من الذين كتبوا عنها، ولكن تجد أيضا في أعماله بخلاف الإسكندرية، القاهرة، منطقة حدائق القبة، إمبابة، وغيرها من الأماكن التي عاش وتأثر بها، وانعكست أيضا في أعماله الأدبية.وأضاف عبدالحميد، أن إبراهيم عبدالمجيد اهتم في كتاباته بمفهوم العتبة في الإبداع والحياة مثلما نجد في رواية "عتبات البهجة" وهي من الأعمال المهمة التي تسودها البهجة، إلى جانب عتبات الألم، والحزن، والموسيقى، والإنسان هو عتبات الشجن، وفي عالمه أيضا يحتفي بفكرة القيم في الحب، والصداقة، والتسامح، مهما نختلف في الدين أو النوع، لكن تجمعنا الإنسانية في هذا الحس الإنساني العادي والتعاطف معه من خلال أزماته وآلامه بما ينبغي أن يكون عليه الإنسان، ومن بين الأشياء المهمة في عالم إبراهيم عبدالمجيد خاصة وهو يشهد انهيارات للعوالم مثل الحلم الاشتراكي، والقومي، والعدالة الاجتماعية، وفيما ظهر بديلا عن هذه العوالم من بينها الرأسمالية المتوحشة، والقيم شديدة الشراسة، التكالب على المصالح الذاتية، إقصاء لشعب بشكل واضح، هيمنة التطرف، التشدد، الفوضى، والعشوائية، لكنه عاش بين أجناس وأعراق متعددة ومشاهد تميل للأحلام.وأكد عبدالحميد، أنه يمتلك تقنيات متميزة في الكتابة، حيث ارتبط اسم ماركيز بالواقعية السحرية داخل أعماله منذ المسافات، وليلة العشق والدم، وأعمال كثيرة أخرى بها هذا الاستلهام والاقتراب من أفكار وعوالم ووحدة الوجود، الحيائية، الغرائبية، وغيرها وصولا إلى روايته الأخيرة، والتحولات التي طرأت على الإنسان، والمكان، والزمان، والانفعالات، والأحلام، والعوالم والكائنات الطبيعية وغير الطبيعية، كما نجد في رواياته الاهتمام بتفاصيل الحياة في أعماله بصيد العصافير، والطيور، والسمان، وغيرها ويستمر في الأعمال المختلفة في ظهور البشر واختفائها، وكذلك اختفاء ذاكرة المكان مثل الإسكندرية التي عرفها.وأوضح عبدالحميد، أن أعمال عبد المجيد بها تجسيد بتاريخ مصر في الأربعينات، عبدالناصر والحلم القومي، بناء ترسانة الإسكندرية، هزيمة 67، والحرب العالمية الثانية، مرورا بمرحلة الانفتاح في عهد الرئيس أنور السادات وحسنى مبارك، وصولا بثورة 25 يناير، وهو يكتب جزءا من محفزات الكتابة لكي يواجه الشجن، والحزن، والفقدان، والاضطراب، ولديه ملكة الإبداع بداخله، والإبداع موجود عند المبدعين الحقيقيين أيضا، كما يتميز أسلوبه بالمواجهة، والوجود، وتحقيق الذات.جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح مع الروائي إبراهيم عبدالمجيد، المنعقد بأكاديمية الفنون، ضمن فعاليات ملتقى شباب أكاديمية الفنون الثاني، بحضور الدكتور شاكر عبدالحميد، أستاذ علم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون، ووزير الثقافة الأسبق، والكاتب والروائي الكبير إبراهيم عبدالمجيد، ولفيف من النقاد والمثقفين، وتستمر فعاليات هذا الملتقى حتى 21 نوفمبر الجاري.
مشاركة :