دراسة صادمة توصل من خلالها باحثون في بريطانيا إلى أن "لوسي" إحدى أقدم جدات الجنس البشري ربما كانت أقل ذكاء من القردة العليا، وخصوصاً تلك التي تعيش في عصرنا الحالي. صورة مفترضة حسب الحاسوب للوسي. قال باحثون إن أسلاف الإنسان الأوائل مثل "لوسي" قد يكونون أقل ذكاءً من القردة العليا في عصرنا الحالي - مثل الشمبانزي والغوريلا وقرد انسان الغاب "أورانغوتانس". ولوسي هو الاسم الشائع لمستحاثة هيكل عظمي يحمل الرمز (A.L.288-I)، ويعود لأنثى عاشت وماتت قبل 3.2 مليون سنة. عثر على المستحاثة في أثيوبيا عام 1974 في متاهة من الأودية الضيقة. ويعتقد العلماء أنها كانت تتمتع بمخ صغير نسبيًا مقارنة بالبشر في العصور الحديثة. جاء ذلك في دراسة نشرتها مجلة وقائع المجتمع الملكي في لندن proceeding of royal society. وكان باحثون قد افترضوا سابقًا أن لوسي امتلكت ذكاء مشابه للقردة العليا، بناءً على حقيقة أن لديهم جميعًا أمخاخاً متشابهة الحجم. لكن الباحثين وجدوا أنه - على الرغم من ذلك - فإن معدل تدفق الدم كان أبطأ في أدمغة لوسي وأقرانها مما هو عليه لدى القردة العليا في العصر الحديث. وفي الواقع، فإن الفتحات الصغيرة - التي تشبه النوافذ - في شرايين جماجم القردة العليا كانت ستسمح بمضاعفة معدل تدفق الدم إلى الدماغ. ومن المعروف أن معدلات تدفق الدم إلى المخ تشير إلى كل من معدل الأيض في الدماغ ومستوى ذكاء الكائن. صورة من الهيكل العظمي المكتشف الخاص بلوسي. وفقًا للباحثين، فإن النتائج تشير إلى أن الذكاء تطور بشكل أسرع بكثير في الأجناس البشرية الحديثة، ومن المحتمل أن هذا الأمر ترافق مع زيادة التعقيدات في الحياة الاجتماعية. وفي الدراسة البحثية، قام عالم الأحياء التطوري روجر سيمور من جامعة أديلايد وزملاؤه بقياس أحجام القنوات الدموية التي تمر عبر جماجم القردة الحية الكبيرة، وقارنوها بتلك الموجودة في الجماجم المتحجرة للحفريات البشرية القديمة. وكان من بين الأنواع التي درسها الباحثون الغوريلا وإنسان الغاب والقردة والتي تشمل الشمبانزي والبونوبوس أو الشمبانزي القزم. كما فحص الباحثون أيضاً البشر المعاصرين (أو الهوموسابينز Homo sapiens) و انسان أسترالوبيثكس وهو أحد اسلاف الإنسان المنقرضة، والذين ترجع اعمارهم إلى ثلاثة ملايين عام والتي تعد لوسي واحدة منهم . ويكشف حجم هذه القنوات الدموية عن المعدل الذي كان فيه كل كائن قادرًا من خلاله على توفير تدفق الدم إلى دماغه وهو الأمر الذي يرتبط بدوره بكل من معدل الأيض في الدماغ والذكاء. ووجد الباحثون أن الغوريلا الحديثة لديها ضعف معدل تدفق الدم الذي يمر عبر هذه القنوات الدموية مما هو عليه الحال لدى أسترالوبيثكس، على الرغم من أن جميعهم لديهم أدمغة متشابهة الحجم. علاوة على ذلك، أفاد الفريق أن القردة الأصغر حجمًا - وخصوصًا الشمبانزي وقرد انسان الغاب- لديهم معدلات تدفق دم أعلى إلى أدمغتهم مقارنةً بإنسان أسترالوبيثكس، وهو ما جعل العلماء يعتقدون بأن هذا يوحي بدوره بأن جنس أسترالوبيثكس مثل لوسي كان أقل ذكاءً من شمبانزي العصور الحالية وكذلك الغوريلا وانسان الغاب. ويرى الباحثون أن حقيقة كون الغوريلا لديها ضعف معدل تدفق الدم الدماغي من انسان أوسترالوبيثكس القديم هو أمر مثير للدهشة، "حيث أنه تم وضع انسان أوسترالوبيثكس بين القردة العليا والبشر على أساس العديد من القياسات المتعلقة بالمخ والذكاء. وأضاف فريق الباحثين إلى أنه "على ما يبدو، فإن الافتراضات الأساسية التي تشير إلى أن القدرة المعرفية ومعدل الأيض في الدماغ ومعدل تدفق الدم كلها تتناسب مع حجم المخ بالتوازي يتضح أنها "غير صحيحة." ع.ح./ع. أ.ج
مشاركة :