ربما تمتلك الرياض أهم الأبراج في المملكة، وأجملها وأكبرها، إلا أن الجانب التراثي فيها يحمل الكثير من عبق التاريخ الذي ينقل الحاضر إلى الماضي بسلاسة ويُسر؛ حيث تحفل العاصمة السعودية بالعديد من الأماكن السياحية الجاذبة لعشاق التراث، ومن أبرز هذه المعالم، يأتي قصر المصمك في قلب المدينة. تحكي الرياض العاصمة إرثًا ثقافيًا وتاريخًا مجيدًا في تفاصيل قصر المصمك الذي يتجاوز عمره 150 عامًا، علمًا بأنه يعتبر شاهدًا على عراقة تاريخ المملكة، والتراث المعماري الطيني، الذي أزاح الستار عن بداية عهد جديد، وتوحيد المملكة كما نعهدها في يومنا هذا.بناء قصر المصمك تم بناء القصر عام 1875 ميلاديًا؛ حتى يخدم العديد من الأهداف الاستراتيجية المختلفة. فقد كان الهدف الأول وراء إنشائه يكمن في إيواء الحاميات في المدية، ثم تم الاستعانة به واستخدامه كمستودع ذخيرة لمدة عامين كاملين، ثم تحوّل إلى سجن في وقت لاحق. مر القصر بالعديد من العصور، حتى صار في عصرنا الحديث من أهم الوجهات السياحية الشاهدة على التاريخ؛ حيث يضم متحفًا يفتح أبوابه للزائرين من كل مكان، سواء من داخل المملكة أو خارجها. يأخذ القصر زواره في رحلة بين صفحات التاريخ، ويوفّر عروضًا مميزة تحتوي على خرائط وصور تعود إلى عام 1912 حتى عام 1937 ميلاديًا. ويشمل القصر مجموعة من القطع الأثرية، والأعمال الفنية، كما يحرص على تقديم العروض السمعية والبصرية، فضلاً عن الأفلام الوثائقية التي تحكي حقائق الأحداث التاريخية حول القلعة. آثار شاهدة على التاريخ تجدر الإشارة إلى أن آثار المعارك التي شهدها القصر، ما زالت موجودة حتى الوقت الحالي على بابه العريق؛ ففي وسطه؛ هناك فتحة تسمى “الخوخة”، وتستخدم كبوابة صغيرة؛ حيث إنها ضيقة للغاية للدرجة التي لا تسمح إلا بمرور شخص واحد منحنيًا. يتميز بناء القصر بوجود 4 أبراج يبلغ رتفاع الواحد منها حوالي 18 مترًا، ويتم الصعود إليه بواسطة درج ثم سلالم من الخشب. كما يوجد بوابة فى الجهة الغربية منه يبلغ ارتفاعها 3.60 متر، وعرضها 2.70 متر مصنعة من الأثل، وجذوع صلبة من شجر النخيل، بينما يُقدّر سُمكه بحوالى 10 سم، ويحتوي على 3 عوارض، يصل سُمك كل واحدة منها إلى 25 سم. يضم المصمك مكانًا تم تخصيصه للديوانية أو المجلس؛ وهو عبارة عن حجرة مستطيلة الشكل بها موقد للنار، كما يوجد على الجانب الأيسر من المدخل الرئيسي، مكان للمسجد، وهو يمثل حجرة كبيرة يوجد بها الكثير من الأعمدة، إضافة إلى محراب الصلاة. يقع بئر القصر في الجهة الشمالية الشرقية منه؛ إذ تُسحب المياه منه بواسطة الدلو، كما يشمل فناءً رئيسيًا، تحيط به مجموعة من الغرف المتصلة مع بعضها البعض من خلال أعمدة داخلية، ويوجد الدرج، الذي يوصل الزائرين إلى الدور الأول والأسطح؛ وذلك في الجهة الشرقية من الفناء. يتداول العامة اسم “المصمك” عن القصر، وهو يعني البناء السميك والمرتفع الحصين؛ إذ أطلق المؤرخون عليه عِدة أسماء؛ منها “الحصن، القلعة، والمسمك، أو المصمك”. اقرأ أيضًا: المتحف الوطني السعودي واستكشاف الآثار العريقة
مشاركة :