ابن الديرة لا يمرّ يوم إلّا وتسطع الإمارات بحدث عالميّ يبهر المشاركين والزوار، والمتابعين، داخل الدولة، وفي شتّى أنحاء العالم. وها هي وفود مئة وستين دولة، تحتضنهم دبي، في معرض من أهم المعارض وأكثرها حيوية، معرض عن نشاط يشغل الناس من كل الشرائح والأماكن، وهو الطيران، حيث كانوا حين ينتقلون من مكان إلى آخر يستغرقون ساعات طوالاً، وربما أياماً، صاروا يصلون من أدنى مكان إلى أقصاه بسويعات، بهذا الاختراع الإنساني الفذّ. وتفتح دبي ذراعيها وقلبها، لاستضافة أكبر ورشة للطيران، في معرض افتتحه أمس صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ما يرسّخ قوة الاقتصاد ويفتح الآفاق لاستثمارات تثري عالم المال والأعمال، فقد بلغت قيمة الصفقات التي شهدتها الدورات العشر الماضية نحو 639.3 مليار دولار، ما يؤكد أن دولة الإمارات باتت راسماً رئيساً لمستقبل قطاع الطيران العالمي، ودفع عجلة نموّه تجارياً واقتصادياً، بالتطور العلمي والتقني. وكما يقول الشيخ محمد بن راشد: الإمارات اليوم تمثل محركاً في عالم لم تكن تملك فيه طائرة واحدة قبل أربعة عقود.فكل الأسماء الكبرى في صناعة الطيران حريصة على الحضور والمشاركة وعرض أحدث ابتكاراتها، ودبي كما أرادها محمد بن راشد عاصمة الطيران العالمية، ومطارها هو الأول عالمياً منذ سنوات في حركة السفر الدولية.ويجسد المعرض مسيرة النجاح والريادة التي حققها قطاع الطيران في الإمارات، خلال العقود الماضية، إقليمياً ودولياً، مستفيداً من قاعدة عريضة من الخبرات والإنجازات الكبيرة، بتدشين أرقى المطارات الدولية، ورفع كفاءة أساطيل الناقلات الوطنية والنموّ المطرد في صناعة الطيران.ويسعى هذا القطاع إلى إكمال مسيرة الإنجازات، ليرتفع إسهامه في الناتج المحلي إلى 20% خلال الأعوام المقبلة، بتنفيذ مشروعات ومبادرات مختلفة تطوّر البنية التحتية للمطارات، لزيادة قدرتها الاستيعابية، بما يلبي التوقعات لخدمة ملياري مسافر، عبر مطاراتها في السنوات الخمس المقبلة. إلى جانب التطوّر في تصنيع قطع الطائرات، والعمل على جذب المستثمرين، لإنشاء أعمالهم في الشركات والمطارات الوطنية، حيث تقدر قيمة المشروعات الأجنبية التي يجري تنفيذها حالياً بأكثر من تريليون دولار.يحسب للإمارات أنها كانت من أوائل الدول التي ركزت على الأبحاث والابتكار في الطيران عالمياً لعمليات أكثر سلامة وأمناً ورفقاً بالبيئة. فقد أطلقت برنامج «الابتكار في الطيران» الذي يتضمن جائزة تمنح كل عامين، وترمي إلى تحفيز الابتكار والإبداع، بتحسين تجربة المسافرين والارتقاء بمعايير السلامة وخفض الانبعاثات المضرة بالبيئة.نأمل بأن يعود المشاركون حاملين ذكريات طيبة عن الإمارات وشعبها وأصالتها.. فالقادم حافل بالأجمل. ebnaldeera@gmail.com
مشاركة :