نظم المنتدى الثقافي للشيخ محمد صالح باشراحيل «يرحمه الله» محاضرة عنوانها «الاستشراق والاستغراب بين الهيمنة والاستيعاب» قدمها الدكتور يوسف العارف الثلاثاء الماضي. وفي البداية رحب رئيس مجلس إدارة المنتدى الدكتور عبدالله باشراحيل بالضيف وبأعضاء ورواد المنتدى، فيما وصف العارف الاستشراق بأنه اتجاه فكري لدراسة الشرق العربي والإسلامي، معارفه وعلومه وتاريخه وتراثه، والاستغراب هو دراسة الغرب وعلومه وتاريخه والمعتقد، وإن كانت دراسة المراكز العلمية العربية لم تحظ إلا بالنزر اليسير من دراسة الغرب دراسة مكتملة، وتعد دراسات قاصرة عن بلوغ آثار الشعوب الغربية إلى الآن. وعن الحضارات العربية قال «لم تكن هناك حضارات تذكر للعرب في شعوب الجزيرة العربية غير حضارة اليمن التي ذكرت في القرآن في عهد مملكة سبأ على عهد الملكة بلقيس، وبرعت تلك الحضارة بشكل لافت في الزراعة، والصناعة ومنها السيف اليماني، وفي البناء إرم ذات العماد، وكانت الجزيرة العربية تقوم على الكلأ والتوحش والحروب القبلية وسبي بعضهم بعضا كما ذكر ابن خلدون في مقدمته». وذكر العارف أن هناك علماء عربا خدموا بعلمهم أمتهم الإسلامية، مثل جابر بن حيان الأزدي وابن رشد وأبويوسف الكندي، ومن غير العرب والذين نسبوا للعرب، مثل ابن سيناء والفارابي والبيروني، وإن كنا نفخر بهم فإنهم من العلماء المسلمين، فالجزيرة العربية غير منجبة للعلماء وهي شبه عقيم من إنجاب مبرزين، حتى جاء الإسلام الحنيف وحيا وقرآنا ووصل المسلمون إلى الصين وأوروبا والأندلس وإسبانيا وإلى مشارف فرنسا، كما أن هناك بعثات من الطلاب الإنجليز كانت تتلقى العلم في الأندلس الإسلامي بتوصيات من ملك بريطانيا إلى حكام الأندلس. وعن ازدهار العلم والعلماء أوضح أن بدايته في العصر الأموي ونضج في العهد العباسي واستوى على سوقه في عهد المأمون الذي أنشأ دار الحكمة. وتحدث عن الفلسفة بأنها قادت إلى معرفة خلق الله منذ بدء الخليقة إلى اليوم و»هنا نسأل كيف اهتدى أبوالأنبياء إبراهيم إلى الله فكم كان يقول هذا ربي إلى أن اهتدى بهدي الله إلى الواحد الأحد الذي خلق فسوى، لذلك فإن الفلسفة التي تتأمل في مخلوقات الله وتبدع في معرفة دقائق الخلق هي ما تسعى بالعقول إلى الإبداع وإلى اليقين ومعرفة مخلوقات الله». بعد ذلك تحدث العارف في محاضرته عن تحديد المفاهيم والتعرف على المسار الثقافي للحياة الإسلامية، مضيفا «على الرغم من سلبيات الاستشراق والاستغراب في محاولة الهيمنة على مرتكزات الدين وسلب المقومات الحضارية إلا أن هناك جوانب مضيئة مثل ترجمة معاني القرآن الكريم وترجمة العلوم والمعارف العربية، والتي دفعت بالحركة الثقافية والفكرية». وفي الختام أعلن عبدالله باشراحيل عن تكفل المنتدى بطباعة الكتاب الأخير للضيف المحاضر، كما قدم له المهندس تركي باشراحيل درع المنتدى.
مشاركة :