هل تطرح شبكة الجيل الخامس مخاطر صحية؟

  • 11/18/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

باشر عدد من الدول توفير خدمات شبكة اتّصالات الجيل الخامس المعروفة بـ«5 جي» (5G) وسط منافسة عالمية على نشرها. ويترافق هذا التطور مع تحذيرات صحيّة كثيرة ومخاوف. وتشكل شبكة الجيل الخامس ثورة هائلة في عالم الاتصالات. فهي ستوفر سرعة فائقة في نقل البيانات بالمقارنة مع تكنولوجيا الجيل الرابع الحالية، وهو ما يتيح وصولاً أسرع إلى المحتويات مع إمكان نقل مليارات البيانات من دون عرقلة. وستسمح تكنولوجيا الجيل الخامس بالربط بين الأجهزة الإلكترونية على أنواعها، ويساهم ذلك في انتشار تقنيّات المستقبل على نطاق أوسع كالسيارات الذاتية القيادة والمصانع المشغَّلة آلياً والعمليات الجراحية من بعد والروبوتات «الذكية» وغيرها. وبهدف زيادة حجم البيانات المتداولة، تستخدم شبكة الجيل الخامس نطاق ترددات أعلى من تلك المستخدمة في شبكة الهواتف الخليوية الحالية، وتنطلق من 3,4 جيجاهرتز لتتخطى 26 جيجاهرتز مستقبلاً. ولكن كلما علت الترددات كانت الموجات أقصر. لذلك، يتطلب نشر شبكة الجيل الخامس زيادة عدد الهوائيات، وهو ما يثير مخاوف بعض المنظمات غير الحكومية. وبدأت الولايات المتحدة نشر شبكة الجيل الخامس في بعض المدن، كما أعلنت كوريا الجنوبية في أبريل تغطية شاملة لأراضيها. وفي أوروبا، باتت سويسرا وفنلندا وإستونيا وموناكو أول من بدأ بنشر شبكة الجيل الخامس، في حين قدمت ألمانيا للمشغلين الترددات الضرورية لذلك، وستحذو حذوها. أما الصين، فبدأت توفير خدمات الجيل الخامس منذ الأول من نوفمبر في خمسين مدينة بينها بكين وشنغهاي. وكثيرة هي مصادر الترددات الراديوية من حولنا فهي في الهواتف الخليوية، وحتى أجهزة التلفزيون والراديو وشبكات الإنترنت اللاسلكي (الواي فاي). ورغم أن ذلك يثير مخاوف، إلا أن الأبحاث لم تثبت حتى الآن أن التعرض إلى الحقول الكهرومغناطيسية المنخفضة القوة يشكل خطراً على الصحة. لكن في بحث نشر عام 2016، قدرت الوكالة الوطنية الفرنسية للأمن الصحي للغذاء والبيئة والعمل أن موجات الأجهزة الخليوية والأجهزة اللوحية والألعاب المتصلة قد يكون لها تأثير على الوظائف الإدراكية للأولاد وعلى ذاكرتهم وقدرتهم على التركيز والتنسيق. وأوصت بالحد من تعرض الأطفال لها. وتقول منظمة الصحة العالمية: «إن الأثر البيولوجي الرئيس للحقول الكهرومغناطيسية الناجمة عن الترددات اللاسلكية هو أثر حراري»، وهو ما يعني ارتفاع الحرارة في المناطق المعرضة لهذه الحقول. إلى ذلك، أوضح الخبير في الوكالة الوطنيّة الفرنسية للأمن الصحي للغذاء والبيئة والعمل، أوليفييه ميركل، أن بعض الدراسات أشارت إلى وجود آثار بيولوجية مرتبطة بمجالات محددة كالنوم أو الضغط. لكن هذه الآثار البيولوجية لا تعني بالضرورة آثاراً صحية، الأمر الذي يصعب على غير المتخصصين تمييزه. فالآثار البيولوجية هي إشارة إلى أن الجسم يتأقلم مع تغيرات بيئته. ويشرح الباحث إبراهيم سلماوي من المعهد الفرنسي للبيئة الصناعية والمخاطر أن «الإجهاد مثلاً يرفع نسبة الأدرينالين، والجهد الجسدي يرفع حرارة الجسم، وهذا رد فعل فيزيولوجي طبيعي». وتنحصر المسألة تالياً في معرفة ما إذا كان تراكم الآثار البيولوجية يفوق قدرة جسم الإنسان على التأقلم، الأمر الذي قد تكون له حينها عواقب على صحة الإنسان.

مشاركة :