«تسلا» تضخ 4 مليارات يورو في قطاع السيارات الكهربائية الألماني

  • 11/18/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعتزم شركة تسلا الأمريكية للسيارات الكهربائية استثمار ما يصل إلى أربعة مليارات يورو في مصنع "جيجافاكتوري"، الذي تنوي إقامته بالقرب من العاصمة الألمانية برلين. وبحسب "الألمانية"، فإن هذا المبلغ مخصص لعدة مراحل توسعية في المصنع، الذي سيقام في ولاية براندنبورج. وحسب حكومة ولاية براندنبورج، فإنه من المنتظر أن يوفر المصنع في أول مراحله أكثر من 300 وظيفة، وسيرتفع هذا العدد إلى 8000 وظيفة بعد أول عملية توسع. وتعتزم "تسلا" البدء في بناء المصنع القريب من الطريق السريع رقم 10 في الربع الأول من 2020. ولا يزال من غير المحدد إلى الآن ما إذا كانت "تسلا" ستقدم المستندات اللازمة مجزأة أو أنها ستقدمها في صورة طلب شامل. ويتطلب إقامة المصنع في هذه المنطقة إزالة غابة، وتعتزم "تسلا" إعادة تشجير مساحة تكافئ ثلاثة أمثال مساحة هذه الغابة المزمع إزالتها. ووفقا لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية، تتوقع "تسلا" الحصول على حوافز مالية بقيمة نحو 300 مليون يورو. ومن المتوقع أن يبدأ المصنع في العمل في نهاية 2021، وسينتج في البداية الموديل المستقبلي للسيارة الرياضية المدمجة (واي) بالإضافة إلى بطاريات ومحركات، وكان إيلون ماسك، رئيس "تسلا" قد أعلن اعتزامه إقامة مركز للمهندسين والتصميم في برلين. ونبقى في قطاع السيارات، حيث يحاول تحالف رينو- نيسان إعادة بناء نفسه على أنقاض ما زال ينبعث منها الدخان، وبعد عام على سقوط رئيس مجلس إدارته كارلوس غصن، تحت ضغط الوقت في سوق تشهد تغييرا كبيرا. ويؤكد غصن مرارا أنه رفع هذه الشراكة الفرنسية اليابانية إلى الصف الأول في صناعة السيارات في العالم وببيعها 10.76 مليون سيارة العام الماضي، تقدمت "رينو" و"نيسان" وحليفتهما "ميتسوبيشي" على "تويوتا" و"فولكسفاجن". لكن، وكما لو أنها إشارة رمزية، واجه الثلاثي تراجع حجم مبيعاته هذه السنة وانتقل إلى المرتبة الثالثة في هذا القطاع. وكان غصن يرأس المجموعات الثلاث ويتبع أسلوبا استبداديا يشكل أساس هيكل كان يحتكر السلطات فيه. وذكر مسؤول كبير في التحالف أن "وحدة القيادة كانت تحجب التنوع غير المعقول في القوى العاملة. وعندما انهارت قامت بتحريرها". ووراء هيروتو سايكاوا، مدير "نيسان"، يبدو أن اليابانيين مقتنعون بأنهم الأفضل أداء في المجموعة ويرون أنهم انتقموا بعدما شعروا لأعوام أنهم مقموعون. وخلف، تتياري بولوريه مدير "رينو"، يشعر الفرنسيون أنهم تعرضوا لخيانة تتمثل في التحقيق السري الذي سلم مديرهم للقضاء. وخلافا لـ"فولكسفاجن" و"تويوتا"، لا يشكل التحالف مجموعة متكاملة، بل شراكة تعتمد على المساهمات المتقاطعة. وتملك "رينو" 43 في المائة من "نيسان"، التي تملك 15 في المائة من "رينو" و35 في المائة من "ميتسوبيشي". وبعد انفجار قضية غصن في تشرين الثاني (نوفمبر) 2018، لم يجر أي حوار بناء ولم يكن من الممكن اتخاذ أي قرار، وبالتالي كانت هناك سنة ضائعة. وفي تشرين الأول (أكتوبر)، سمح رحيل سايكاوا وبولريه بطي الصفحة، وقال مصدر قريب من "نيسان" "حدثت تجاوزات من الجانبين صدرت مواقف مبالغ فيها من الجانبين وتبادلا الانتقادات الحادة، لكن جرى أيضا تطهير في "نيسان" وفي "رينو" على حد سواء.. الآن بات الجميع في المجموعة مقتنعين بأنه يجب تعزيز التحالف". والمشاكل عميقة، حيث تبدو الموارد غير كافية بينما يجب تمويل الابتكارات في سوق للسيارات تشهد ركودا وحالات خلل كبيرة متزامنة مع انتشار السيارات الكهربائية المتصلة بالإنترنت. وخفضت "رينو" و"نيسان" أخيرا هدف هامش عملياتهما لهذه السنة إلى 5 في المائة و1.4 في المائة من رقم الأعمال على التوالي. في المقابل تبلغ هذه النسبة بين 6.5 و7.5 في المائة لدى "فولكسفاجن" على الرغم من فضيحة المحركات المغشوشة، التي كلفت المجموعة الألمانية مليارات اليورو. وفي "تويوتا" حددت النسبة بـ8 في المائة، وذكرت فيتوريا فيراريس، المحللة في وكالة ستاندارد آند بورز للتصنيف الائتماني التي خفضت أخيرا علامة "رين"و ووضعت "نيسان" تحت المراقبة السلبية، وأضافت: "بالنسبة لشراكة قديمة بدأت قبل 20 عاما من المفاجئ أن الأرقام لا تعكس التآزر الذي يفترض أنه موجود منذ فترة طويلة". ويأمل جان دومينيك سينار المعروف بمهارته الدبلوماسية، في النجاح في إعادة الثقة بين باريس وطوكيو، قائلا: "ستفاجئكم قوة التحالف في الأشهر المقبلة". وأضاف أن آخر مجلس للعمليات الذي يعقده شهريا مديرو المجموعات الثلاث "كان واحدا من الأكثر إيجابية منذ وصولي" إلى المنصب. ويأمل سينار، الذي أخفق في الربيع في دمج "رينو" مع المجموعة الإيطالية الأمريكية "فيات كرايسلر" (تحالفت مع الفرنسية "بيجو" حاليا) في التمكن من الإعلان عن مبادرات صناعية مشتركة بسرعة. ويمكن تأجيل النقاش حول الحوكمة وإن كان اليابانيون يريدون تحقيق توازن جديد لمصلحتهم. جغرافيا، يبدو أن "رينو"، التي تتمتع بوجود قوي في أوروبا و"نيسان" المتمركزة بقوة في الولايات المتحدة والصين، تتكاملان، ويمكنهما الاستفادة من خبراتهما المشتركة في قطاع الآليات الكهربائية.

مشاركة :