حي الفهيدي التاريخي

  • 11/18/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المناطق التاريخية في إماراتنا كثيرة، وكثير منها تحولت إلى مناطق جذب سياحي، وذلك لطبيعتها الجمالية ودلالاتها العمرانية والتاريخية، وما وفرته الجهات المعنية في كل إمارة من مرافق وخدمات تسهل وتستقطب الزوار من داخل البلاد وخارجها، من مطاعم ومقاهٍ ومحالّ لبيع الهدايا والتذكارات، بالإضافة إلى مساحات جيدة من مواقف السيارات، ولوحات إرشادية.ومن تلك المناطق الشهيرة ذات الجاذبية الخاصة منطقة «حي الفهيدي التاريخي»، الذي يعطي صورة حقيقية وواقعية عن العمارة التقليدية في الإمارات، وفنية هندسة الأحياء السكنية والحارات وبناء البراجيل في البلاد، وفنون الزخرفة الجصية والأبواب والنوافذ، حيث تم ترميم ما تبقى من ذلك الحي بما يتناسب وفنيات العمارة في الزمن الذي بنيت فيه تلك البيوت؛ إذ يعود بناء بعضها لأكثر من 100 عام.حي الفهيدي التاريخي من الأحياء الجميلة التي تتمتع بتاريخ عريق ومعطيات وخصوصية يمكن أن تجعلها من أكثر مناطق الجذب السياحي على الإطلاق، ففيها تتوفر الكثير من المطاعم والمقاهي و محالّ الفنون والصناعات التحفية اليدوية والتقليدية، ومحالّ بيع البهارات والأعشاب التقليدية، لكن هناك ملاحظات عديدة لاحظتها خلال زياراتي المتكررة لهذا المرفق البديع، وكنت قد كتبت عنها سابقاً قبل مدة ليست بالقصيرة، وسمعنا أن هناك خطة تطوير شاملة للحي، لكن لم نرَ شيئاً على أرض الواقع حتى الآن.ومن تلك الملاحظات، طريقة إضاءة الحي بشكل عام؛ حيث تفتقر للخصوصية والفنية التي تبرز جمالياته و زواياه وممراته ومبانيه، إلا في جزء بسيط من الحي، أما الملاحظة الأخرى فهي تتعلق بتوقيت إغلاق المحالّ والمباني في الحي، فهل يعقل مثلاً في حي سياحي وتاريخي أن تغلق جلّ المحالّ يوم الجمعة وبعض أيام الأسبوع أيضاً مبكراً جداً عدا المطاعم وبعض المحالّ هنا وهناك، مما يستدعي وضع قوانين واضحة لمن يقوم بتأجير تلك المباني التاريخية بعدم إغلاقها على هواه، فهذا مرفق تاريخي وسياحي مهم لابد أن يكون متوافقاً مع مدينة حية نابضة، مثل دبي ويتجاوب مع تطلعاتها المستقبلية، ويلاحظ أيضاً أن بعض المؤجرين لتلك المباني أفقدوها قيمتها التاريخية كمضمون؛ حيث يلاحظ أن بعضها لا يعبر عن روح المكان والهوية الإماراتية بتاتاً كمحتوى للمكان، حتى أن بعض المحالّ والدكاكين هناك تبيع مقتنيات تراثية وتقليدية لا تمت بأية صلة للصناعات اليدوية والتقليدية الإماراتية، فجلّها إما شرق آسيوية أو من شبه القارة الهندية، والجمعيات والمتاحف المتواجدة في الحي إما أنها تعمل كجمعيات بعيداً عن خصوصية المكان أو هي مغلقة أو أن ما تقدمه ضعيف جداً ويفتقر للدقة والمهنية التي تمكننا من إطلاق تسمية متاحف عليها، أما مواقف السيارات فهي مشكلة، نحدث فيها ولا حرج، حول ضآلتها وقلتها في ظل وجود مساحات مخصصة لموظفي البلدية وبعض الجهات العاملة في الحي فقط!. حي الفهيدي التاريخي منطقة تاريخية وعمرانية وسياحية تستحق العمل عليها وبأسلوب مهني ودقيق يضفي عليها الحيوية والفاعلية والجاذبية، نرجو من الجهات المختصة أن تنظر لهذا الحي بالطريقة التي يستحقها تاريخياً وعمرانياً وسياحياً، ويمثل الحي الإماراتي خير تمثيل.

مشاركة :