قال د. عيسى البستكي مدير جامعة دبي إن وفداً من السفارة البريطانية في دبي يترأسه القنصل العام البريطاني في دبي، قام خلال اليومين الماضيين، بجولة تفقدية لحي الفهيدي التاريخي بهدف التعرف إلى نمط الحياة التقليدية الذي كان سائداً في دبي منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى سبعينيات القرن العشرين، حيث تم استقبالهم في مجلس العريش. جولة وبوصفه عميد البستكية، اصطحب د. عيسى البستكي القنصل العام والوفد المرافق في جولة وقام بشرح مفصل حول مباني الحي ذات البراجيل الشامخة، والمشيدة بمواد البناء التقليدية من الحجر المرجاني، والجص، وخشب الساج، وخشب الشندل، وسعف وجذوع النخل، والمتراصة بشكل تلقائي تفصل بينها الأزقة والسكيك والساحات العامة، التي تضفي على الحي تنوعاً جمالياً طبيعياً، وأوضح أن الحي لعب بحكم موقعه الاستراتيجي على خور دبي، دوراً حيوياً في إدارة دبي وتنظيم علاقاتها التجارية العابرة للبحار. أجواء التراث وأشار د. البستكي أن الزيارة تأتي في إطار تنمية وتنشيط التعاون في مجال الحركة السياحية البريطانية إلى دولة الإمارات وخاصة إمارة دبي انطلاقاً من عمق الصلات والروابط بين البلدين، وقد اطلع الوفد على الأهمية التاريخية للحي الذي تأسس في عام 1859 م، كونه وجهة سياحية وثقافية نابضة بالحياة والتي يقصدها الزوار من كل أنحاء العالم، كما اطلعوا على الاستوديوهات الفنية التي يضمها الحي والمتاحف والمقاهي العربية. فضلا عن قلعة الفهيدي التي شيدت عام 1787 وغيرها من معالم دبي التاريخية التي يحتضنها الحي، حيث عاش الوفد أجواء التراث الإماراتي الأصيل مع بعض باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي أقيمت في الحي لتعريفهم بما تحتضنه الإمارات من تراث ومخزون ثقافي وتاريخي عريق تمسك وأكد عيسى البستكي أهمية الحفاظ على التراث والمأثورات الشعبية وضرورة التمسك بهما وبمفاهيمهما وإبرازها أمام الغير والتفاخر بها، لأن هذا واجب وطني وقومي مقدس يفرض نفسه على أبناء الإمارات، بأن يكون الهدف الأول الذي يسعون إليه، لأن التراث والمأثور الشعبي يمثلان العقل الجمعي للأمة ويمثلان أيضاً هويتها الشخصية وكينونتها الذاتية التي تحفظ وحدتها ونفسيتها ومشاعرها التي تنتقل من جيل إلى آخر، وأضاف إن أهمية حفظ التراث تتعاظم في مجتمع الإمارات أكثر من غيره في المجتمعات الأخرى. زيارة قال عيسى البستكي إنه اصطحب الوفد في جولة إلى بيت جده البستكي الذي نشأ فيه ويعتبر من أقدم 5 بيوت في إمارة دبي مشيرا إلى أن البيت أنشئ نهاية القرن التاسع عشر، وفي ختام الجولة تم تقديم الأكلات الإماراتية الشعبية التراثية للوفد، وتكريم أعضائه وإهداء القنصل ونائبه سيفاً عربياً من إدارة الحي.
مشاركة :