تعود فرقة محمود رضا الاستعراضية إلى مسقط لتقديم حفلتين على خشبة مسرح دار الأوبرا السلطانية ضمن النصف الأول من الموسم الفني. والفرقة واحدة من أعرق فرق الرقص الشعبي العربية، ولها مسيرة طويلة في التعريف بالغناء والأداء الحركي المصري الشعبي. أسسها محمود رضا العام 1959 كأول فرقة رقص فلكلوري مصرية، وكانت تضم حوالى 15 راقصاً. أما في أزهى فتراتها، فضمت أكثر من 150 عضواً من راقصين وموسيقيين وفنيين. وقد جالت الفرقة ومؤسسها المدن والمحافظات المصرية، ثم انطلقت إلى الخارج. وأراد رضا أن يرى بعينيه كل شيء في بلاده. كيف يعيش أهلها، وكيف يتصرفون، وماذا يلبسون، والأهم من ذلك كيف يرقصون. لذا جال في مصر حاملاً كاميرا وجهاز تسجيل (كاسيت) في كل وقت وحين، ليصور الأشخاص ويسجل الموسيقى. واستطاع أن ينتقي من كل مدينة وبلدة عنصراً فنياً مميزاً، ليتمكن من ابتكار رقصاته الخاصة، ويصمم لوحات فولكلورية يمكن عرضها على المسرح. في كل رحلة من هذه الرحلات، كان يصطحب معه عضواً مختلفاً من أعضاء الفرقة، سواء من الرجال أو النساء. فقد كان يؤمن بأن راقصيه لا بد أن يتعلموا كيف تسير عملية البحث الميداني من واقع الخبرة الشخصية. واتخذت عملية التوثيق أشكالاً عدة، بين الوصف المكتوب، والصور الثابتة، والتسجيل الصوتي. كما شهدت هذه الرحلات توثيق الآلات الموسيقية التقليدية المستخدمة في كل منطقة، مع درس الأنماط الإيقاعية الجديدة والمتنوعة. وبسبب وجود لهجات عدة في مختلف أرجاء مصر، سجّلت الأغاني أولاً، لتليها محاولة تفسير كلماتها. وقدّمت هذه الأغاني الشعبية على المسرح بلهجاتها الأصلية. وخضعت كل تفاصيل الملابس والحلي والأكسسوارات للدرسس والتدقيق. سافر محمود رضا مع فرقته في أربع جولات عالمية شملت 58 دولة، سواء كراقص منفرد أو مصمم رقصات أو مخرج. وقدم عروضه على أشهر مسارح العالم، وابتكر عدداً كبيراً من الرقصات الفولكلورية والعروض المصرية الشهيرة، كما عمل مع كوكبة من الفنانين المحترفين. استعانت الفرقة بخبرات علي رضا الذي شغل منصب المدير وعلي إسماعيل الذي كان مؤلف الموسيقى الرئيسي في الفرقة. وكانت الفنانة فريدة فهمي التي ترافق الفرقة في رحلتها إلى مسقط حالياً كضيفة شرف، الراقصة الرئيسية في فرقة رضا والمسؤولة عن تصميم ملابس الراقصين. في حين تولى محمود رضا تصميم الرقصات والإخراج، وكل شيء آخر تحتاج إليه الفرقة. ودخل محود رضا السينما وشارك في التمثيل في أفلام من بطولة فرقته، من أشهرها «غرام في الكرنك» و»إجازة نصف السنة»، وكلاهما يدور حول الفرقة ونشأتها. يشمل سجل أعمال الفرقة أكثر من 150 عرضاً، بداية من الرقصات الثنائية وصولاً إلى الدراما الراقصة المكونة من ثلاثة فصول. ويقودها منذ العام 2000 الفنان إيهاب حسن، وهو أحد تلامذة محمود رضا وفريدة فهمي، وانضم الى الفرقة عام 1977. ستقدم الفرقة في مسقط رقصات تمثل محافظات مصر، البحري والصعيدي والنوبي والفلاحي، تصاحبها أغانٍ شعبية معروفة.