تشهد المدارس الحكومية تفاقمًا بالمشكلات الناتجة عن نقص أعداد المعلمين، وقد أكدت مصادر لـ«الأيام» بهذا الشأن أن أعداد المستجدين الذين تم تعيينهم لشغل وظيفة معلم أقل بكثير من العدد الذي أوصت به الشركة الاستشارية التي استعانت بها الوزارة لتحديد احتياجاتها من الكوادر.وبشكل موازٍ، تشهد الصفوف الدراسية تكدسًا بأعداد الطلبة، ومخالفة للإجراءات التي تقتضي بفتح شعبة جديدة في حالة زيادة 15 طالبًا عن العدد المحدد، إلا أن هناك صفوفًا يزيد العدد فيها عن 40 طالبًا أو طالبة، الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على العملية التعليمية التعلمية من جهة، ويزيد المشكلات السلوكية من جهة أخرى.وبالحديث عن المشكلات السلوكية، قال مشرفون بمدارس للبنين إنه نتيجة لندب وتعيين العديد منهم بوظائف مديرين أو مديرين مساعدين، تشهد العديد من المدارس نقصًا بأعداد المشرفين، مما تسبب بتفاقم مشاكل العنف والتحرش الجنسي التي يصعب السيطرة عليها واحتوائها، فضلاً عن أن العديد من المعلمين يرفضون تولي مهام الإشراف الإداري نظرًا لارتفاع أنصبتهم.عدد المستجدين لا يتناسب مع توصية الشركة الاستشاريةوقالت مصادر لـ«الأيام» إن الشركة الاستشارية التي تم التعاقد معها لتحديد احتياجات وزارة التربية والتعليم من الكوادر التعليمية أوصت بتوظيف 1800 معلم ومعلمة لتغطية الاحتياجات الفعلية للوزارة.وأوضحت المصادر أنه بالرغم من أن الوزارة سبق وأكدت أنه سيتم تحديد أعداد المعلمين المستجدين الذين سيتم توظيفهم في إطار استعدادات الوزارة للعام الدراسي 2019-2020، في ضوء التوصيات التي سترفعها الشركة الاستشارية والميزانية المخصصة لذلك، إلا أن أعداد المعلمين الذين التحقوا بمدارس البحرين الحكومية هذا العام يبلغ حوالي 900 معلم، بينهم 570 بحرينيًا فقط.وفي السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن العديد من الخريجين الذين اجتازوا متطلبات التوظيف للالتحاق بوظيفة معلم، تم رفضهم من قبل ديوان الخدمة المدنية، بسبب عدم توافق مؤهلاتهم العلمية مع المتطلبات الوظيفية، وذلك بعد أن اتموا الامتحان التحريري والمقابلة الشخصية، بالإضافة إلى البصمات والفحص الطبي، وبرنامج التهيئة أيضًا.تثبيت مديرين مساعدين دون تغيير مسماهم الوظيفيذكرت مصادر لـ«الأيام» أنه تم تثبيت مدراء مساعدين دون تغيير مسماهم الوظيفي.وأوضحت المصادر أن ذلك جاء بسبب ترقية المعلمين إلى مديرين مساعدين دون التدرج، مما يخالف قوانين الخدمة المدنية، وقد جاء هذا الإجراء أيضا في إطار مساعي الوزارة لسد النقص في الإدارات المدرسية، وقد قامت الوزارة هذا العام بتكليف وندب أكبر عدد من المديرين والمديرين المساعدين، كما تمت الاستعانة بعدد من رؤساء المدارس لشغل وظيفة مدير مدرسة أيضًا.برامج التمهن للمعلمين المستجدين فقط قالت مصادر تربوية لـ«الأيام» إن برامج التمهن التي يتم تدريسها في كلية البحرين للمعلمين ومعهد البحرين للتدريب اقتصرت هذا العام على حديثي التوظيف الذين سيدرسون دبلوم التمهن في التربية، ومدته عام دراسي واحد.وأشارت المصادر إلى أن المعلمين على كادر الدرجتين الرابعة والخامسة لن يحظوا بفرص للتمهن هذا العام، كما تم إلغاء تمهن القائمين بأعمال مدير مساعد ELp 1 لهذا العام، مما سيؤدي لتأخر تثبيتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار العدد الكبير للقيادات الجديدة التي هي بالحاجة للتدريب والتمهين للقيام بمهام عملهم بشكل فاعل.وأوضحت المصادر أن سبب اتخاذ تلك القرارات يعود لكثرة أعداد المعلمين الجدد الذين سيدرسون برنامج دبلوم التمهن في التربية بكلية البحرين للمعلمين، فضلاً عن تأثير ذلك على سير العملية التعليمية بالمدارس، خاصة وأن المعلمين يضطرون لحضور المحاضرات في الجامعة بيوم واحد في الأسبوع (صباحًا) والاستئذان للخروج مبكرًا في أيام الدوام عصرًا، وهو ما لا يتناسب مع أنصبة المعلمين خلال العام الجاري.