دبي:«الخليج» أكد داني فور، رئيس جمهورية سيشل، عمق العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بلاده والإمارات، لافتاً إلى أن حركة المسافرين بين الدولتين تعد مؤشراً جيداً على متانة هذه العلاقات، إلى جانب امتلاك المواطنين الإماراتيين استثمارات ضخمة في اقتصاد سيشل، والتي سجلت حوالي 750 مليوناً فقط في العامين الماضي والجاري، داعياً مستثمري الإمارات إلى التفكير ملياً بالفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها سيشل.وأوضح فور في حوار خاص «للخليج» أن معظم القطاعات الاقتصادية في بلاده مفتوحة للاستثمارات الأجنبية، سواء بشكل كلي أو جزئي، داعياً إلى افتتاح مكتب تمثيلي لغرفة دبي في سيشل، والذي بدوره سيعود بالفائدة للطرفين، حيث توجد اليوم العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تقصد دبي لإبرام شراكات مع التجار هناك. وفيما يلي نص الحوار:*كيف تصفون العلاقات الاقتصادية والسياسية بين سيشل والإمارات؟تربطنا علاقات اقتصادية وسياسية وثيقة مع دولة الإمارات، ويعد حجم حركة المسافرين بين الدولتين مؤشراً جيداً على متانة هذه العلاقات، كما تعتبر الإمارات من أبرز خمس دول مصدرة للسياح إلى سيشل، الأمر الذي يؤكد على قوة هذه العلاقات، وتشير إحصاءاتنا أيضاً إلى أن دولة الإمارات هي الوجهة الأكثر زيارة لمواطني سيشل، ومع اعتمادنا على السياحة كعصب رئيسي في حياتنا الاقتصادية، تعتبر «طيران الإمارات» الناقلة الأضخم للسياح القادمين إلى شواطئنا، كما أن «طيران الاتحاد» هي أحد المساهمين في شركة الخطوط الجوية الوطنية في سيشل.واليوم أشارك للمرة الثانية في المنتدى بعد زيارتي المثمرة الأولى في عام 2017، وتحقق سيشل أداءً جيداً على مستوى الاقتصاد الكلي، ولكننا بطبيعة الحال دولة صغيرة تطمح إلى تعزيز نموها وتطورها، وما زال لدينا الكثير لنتعلمه من شركائنا الإقليميين وهو ما يتيحه لنا هذا المنتدى، وسنكون سعداء بتقديم المساعدة لمن يريد الاستفادة من تجاربنا أيضاً.*ما هي رسالتكم إلى المستثمرين الإماراتيين؟قد يكون عدد سكان سيشل صغيراً، ولكنها اقتصاد مفتوح يرحب بالاستثمارات الأجنبية، فلدينا منطقة اقتصادية حصرية بمساحة 1,374 مليون كيلومتر مربع، وهي غير مستثمرة بشكل كبير، كما نعتمد على الاستيراد بشكل كبير ونصدر القليل من البضائع الأمر الذي يظهر جلياً في العدد الكبير من الحاويات التي تغادر ميناء فيكتوريا فارغة، وطائرات الشحن التي تقلع وهي غير محملة بشكل كامل.وفضلاً عن انضمامنا إلى منظمة التجارة العالمية، تعتبر سيشل إحدى الدول الموقعة على اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية التي تشكل سوقاً لأكثر من مليار شخص، وبذلك يمكن للمستثمرين والشركات في سيشل الوصول إلى هذه السوق الناشئة، ولهذا أود أن أشجّع مستثمري دولة الإمارات على التفكير ملياً بالفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها سيشل، علاوةً على ذلك، تقع الإمارات وسيشل ضمن منطقة زمنية واحدة، وعلى بعد رحلة جوية قصيرة لأربع ساعات فقط، ومع وجود شركتي «طيران الاتحاد» و«طيران الإمارات»، لدينا 20 رحلة جوية أسبوعياً إلى دولة الإمارات.*ما هي الإحصاءات الأخيرة حول حجم الاستثمار والتجارة بين سيشل والإمارات؟في عام 2018/ 2019، سجل مجلس الاستثمار في سيشل استثمارات بقيمة 750 مليون درهم لمستثمرين من دولة الإمارات، والتي تتركز بشكل رئيسي في قطاعات السياحة والترفيه والعقارات، وتتراوح نسبة واردات سيشل من دولة الإمارات ما بين 24 إلى 29% من إجمالي وارداتنا، وهذا رقم كبير، وتشمل الواردات منتجات مثل البترول، والأغذية، والمشروبات، والإلكترونيات، ومركبات نقل المنتجات، وقطع غيار المركبات وغيرها.بينما تتراوح نسبة صادرات سيشل إلى دولة الإمارات ما بين 0.005 إلى 0.14% فقط من إجمالي صادراتنا، وتضم بشكل رئيسي الأسماك (الطازجة والمجمدة)، والتونة المعلبة، وجوز الهند (كوبرا)، والنفايات النحاسية، والخردة بشكل رئيسي لإعادة تدويرها، وتستقبل سيشل أيضاً حوالي 28 ألف زائر إماراتي سنوياً، ويمثل هذا حوالي 8% من إجمالي الزوار القادمين إلى البلاد، وتشير الأرقام السنوية حتى تاريخه إلى أن دولة الإمارات تحتل المرتبة الأولى بين الدول المصدرة للزوار إلى سيشل.معظم القطاعات الاقتصادية مفتوحة للاستثمارات الأجنبية، سواء بشكل كلي أو جزئي، أمّا القطاعات التي تشجع سيشل على الاستثمار فيها فهي الاقتصاد الأزرق (الاستغلال الأمثل لموارد المحيطات)، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ وخاصة الاتصالات السلكية واللاسلكية، والصحة، والتعليم، ويعد الاقتصاد الأزرق من القطاعات الجديدة لدينا، وهو الهدف المستقبلي لجهودنا التنموية، وتتمتع سيشل أيضاً بخبرة كبيرة في قطاع الخدمات المالية الدولية.*كيف ترون مسألة افتتاح مكتب تمثيلي في سيشل؟افتتاح مكتب تمثيلي لغرفة دبي في سيشل سيعود بالفائدة على الطرفين، كما سيسهل استكشاف أسواق الاستيراد، حيث يوجد لدينا اليوم العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تقصد دبي لإبرام شراكات مع التجار هناك، وسيسمح لهم وجود مكتب تمثيلي لغرفة دبي في سيشل باستكشاف الخيارات الأقل تكلفة، وتقليل مخاطر إقامة علاقات مع الشركات غير المعروفة؛ حيث ستزودهم غرفة دبي بمعلومات عن الشركات ذات السمعة والمكانة الجيدة فقط، وبالتالي، سيسهم ذلك في خفض تكاليف المنتجات المستوردة من دبي وزيادة كمياتها، وعلى نحو مشابه، سيتمكن المنتجون المحليون من خلال غرفة دبي من تسويق منتجاتهم على نطاق أوسع.
مشاركة :