انطلقت أمس فعاليات الدورة الخامسة للمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» ويستمر يومين في مدينة جميرا بدبي بمشاركة رفيعة وواسعة من رؤساء دول وحكومات ومسؤولين كبار من الدول الأفريقية لبحث الفرص والتحديات واستشراف المستقبل وبناء الشراكات الاستراتيجية في القطاعات العديدة الواعدة بين الإمارات ودول القارة السمراء. وأكد ماجد سيف الغرير رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، أن تجارة دبي غير النفطية مع القارة الأفريقية، ستتخطى التريليون درهم خلال الفترة 2011 وحتى نهاية 2019، مع وصولها إلى 926 مليار درهم خلال الفترة 2011-2018 موضحاً أن القارة السمراء هي أحد الشركاء الأساسيين لتجارة دبي واستراتيجيتها للتنوع الاقتصادي. ويعد المنتدى الذي يقام هذا العام تحت شعار «أفريقيا الغد، نماء المستقبل»، من أبرز الفعاليات العالمية التي تركز على قطاع الأعمال في القارة السمراء، ويسلط الضوء على الإمكانات والفرص التجارية والاستثمارية في القارة. ويجمع المنتدى تحت مظلته قادة وممثلي حكومات الدول الأفريقية، وكبار المسؤولين التنفيذيين للشركات الأفريقية، مع كبار المسؤولين الحكوميين في الإمارات، وقادة مجتمع الأعمال والمستثمرين من دبي وأنحاء الدولة، لاستعراض ومناقشة أهم فرص النمو والاستثمار والتجارة في مختلف القطاعات الاقتصادية الحالية والمستقبلية، وفتح آفاق جديدة وواعدة أمام المستثمرين من جميع أنحاء العالم، لاستكشاف الفرص الواعدة التي تمنحها دبي والقارة الأفريقية في مختلف القطاعات الرئيسة. منصة رائدة ولفت الغرير إلى عمق العلاقات الإماراتية الأفريقية في كل المجالات الاقتصادية، وسعي دبي إلى توطيد تلك العلاقة، انطلاقاً من مكانتها على خريطة الاقتصاد العالمي، ودورها في تعزيز حركة التجارة الدولية، وترسيخ مكانة الإمارة كبوابة للدول الأفريقية إلى كل أسواق العالم، مشيراً إلى أن المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال، أصبح على مدار خمس دورات، منصة رائدة لمجتمعي الأعمال الإماراتي والأفريقي، ومركزاً لصياغة ملامح مستقبل التعاون الاقتصادي بين الدولة والقارة السمراء في مجالي الاستثمار والتجارة من أجل إحداث نمو اقتصادي ملموس، قائم على التعاون والشراكات الاستراتيجية الممتدة في مختلف القطاعات. وأضاف : «نجح المنتدى، تحت الرعاية الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهاته الرشيدة، في تحقيق أهدافه، حيث بات أهم منصة عالمية تجمع تحت مظلتها أهم رؤساء الدول وصنّاع السياسات وقادة ورواد الأعمال، لبحث الحلول والتوجهات الرئيسة التي تقود المرحلة المقبلة من مسيرة التنمية في القارة الأفريقية». وأشار إلى أن السوق الأفريقية تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، حيث نواصل متابعة المشهد التجاري في الأسواق الأفريقية الواعدة، بهدف تحديد فرص النمو المتاحة لأعضاء الغرفة. ولذلك، فإننا ننظر إلى اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، والتي دخلت حيز التنفيذ في وقت سابق من العام الجاري، على أنها فرصة فريدة، وبالغة الأهمية لتعزيز وتنويع صادرات أفريقيا إلى جميع أنحاء العالم. وأكد الغرير قدرة دبي على المساهمة باستكشاف الإمكانات الاقتصادية لقارة أفريقيا، لا سيما أن الإمارة تعتبر من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، وأكثرها خبرة في العديد من القطاعات الرئيسة، مثل الخدمات اللوجستية، والبنية التحتية، وتجارة التجزئة، والسياحة، والتمويل، بالإضافة إلى تمتعها بالإمكانات الاقتصادية والقدرات الاستثمارية المناسبة واللازمة لدعم البلدان الأفريقية، في سعيها إلى تحقيق التنمية في اقتصاداتها. علاقات شراكة ومن جانبها أشارت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي، إلى أن العلاقات بين الإمارات وأفريقيا ذات بعد تاريخي، فقد سعى المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه مؤسس دولة الإمارات، لبناء علاقات الصداقة والشراكة مع الدول الأفريقية القريبة، وقد زار العديد من الدول الأفريقية ووطد العلاقات السياسية مع قادة هذه الدول خدمة لنا نحن جيل المستقبل. وأوضحت معاليها أنه خلال هذه الاتصالات والشراكات الأولى، والرؤية الثاقبة للدولة، وتصميم قيادتها الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أخذت العلاقات الثنائية بين الدولة وأفريقيا في التصاعد والنمو، وتحديد ملامح المستقبل المشترك. وأكدت معالي ريم الهاشمي، أن التعاون يتخطى مجال الأعمال، ليشمل الجانب الثقافي، فمن الطعام الذي نتناوله، إلى الملابس التي نرتديها، والموسيقى التي نعشقها، ترتبط بشكل ما بقارة أفريقيا. فعبر إيقاعات الموسيقى الإماراتية، نستطيع سماع نبض أفريقيا. وحتى قوارب الداو، التي تبحر جيئة وإياباً من شواطئنا، تم تصنيعها نتيجة لمعارف مشتركة ما بين ساكني دول الخليج وأفريقيا، بدءاً من تصاميم القوارب، إلى المواد المستخدمة في بنائها، إلى الحرفيين الذين صنعوها. وما كانت هذه العلاقات لتزدهر، لولا الثقة والعطاء المتبادلين، ومشاركة المخاطر، والأهم من ذلك يتمثل في الالتزام المشترك بالاستثمار في مستقبلنا، والتصميم على إيجاد مكاننا الصحيح في عالم يتسم بالعولمة والاعتماد المتبادل على البعض. واختتمت معاليها بالقول إن هذه الروابط القوية والقيم المشتركة، هي التي تدعم العلاقة التجارية الناجحة بين الإمارات وأفريقيا، والتي توفر الأسس القوية للنمو المستمر. مركز مرموق وأكد حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، أن الإمارة ترسخ مكانتها كعاصمة عالمية للمشاريع الناشئة، ومركزاً دولياً مرموقاً لريادة الأعمال، وبوابة إلى كل أسواق العالم، وذلك خلال كلمة ألقاها خلال جلسة ضمن فعاليات المنتدى، بعنوان «دعم الشركات الناشئة – برنامج تدريب المشاريع الناشئة الإماراتية الأفريقية». ويعتبر برنامج تدريب المشاريع الناشئة الإماراتية الأفريقية، أول برنامج من نوعه لتفعيل التعاون والشراكة بين المشاريع الناشئة في كلٍ من دبي والقارة الأفريقية، وهو مبادرة نوعية، أطلقتها غرفة دبي، بهدف استقطاب المشاريع الناشئة إلى الدولة، ومساعدة الشركات الناشئة في الدولة على التوسع للأسواق الخارجية في أفريقيا. وأشار إلى أن غرفة دبي، تعمل وفق نهج مدروس لتطوير مهارات وقدرات رواد الأعمال، وتمكين ما يعرف بـ «رائد الأعمال المتكامل»، القادر على النجاح في أي بيئة عمل حول العالم، عبر تزويده بالمهارات الاستثنائية، والقدرات المبتكرة لتنمية مشاريعه الناشئة، مؤكداً أن دبي محطة رئيسة للشركات الناشئة الطامحة إلى المزيد من النمو التطور. وأضاف حمد بوعميم: «حقق البرنامج نجاحاً كبيراً على مستوى دولة الإمارات وأفريقيا، في دعم الشركات الناشئة، ووضعها على الطريق الصحيح نحو النمو والازدهار. ونأمل إلى مضاعفة الشركات الإماراتية والأفريقية المشاركة في البرنامج، لإثراء تجربة رواد الأعمال، وإنشاء منظومة متكاملة لتعزيز دور الشركات الناشئة في دبي، باعتبارها وجهة عالمية رائدة في هذا المجال». وأضاف: «قدم البرنامج نموذجاً جديداً كلياً لمفهوم التعاون عبر الحدود، ونثق بقدرة البرنامج على دعم وتعزيز جهود دبي في ريادة الأعمال، من خلال تشجيع وتسهيل إقامة شراكات تجارية دولية ناجحة. وسنعمل على تطوير هذا البرنامج، وتوسيع نطاقه بشكل أكبر، عبر مكاتبنا التمثيليّة الأحد عشر حول العالم، وكذلك مع افتتاح مكاتب أخرى لنا في أسواق جديدة. ونفخر اليوم في «غرفة دبي»، بتطوير ما نتوقع أن يغدو نموذجاً جديداً لمنظومة عمل الشركات الناشئة. ونتطلّع إلى مساهمة البرنامج في إثراء وترسيخ مكانة دبي على خارطة ريادة الأعمال العالمية». ريادة الأعمال وفي جلسة بعنوان «رواد الأعمال والمرشدون – حلول تسريع الأعمال»، ناقش كل من كريس فولاين المؤسس، الرئيس التنفيذي لمول فور أفريقيا في نيجيريا، ونديم هبر مؤسس ديزاين هابز في الإمارات، ونادر أميري المؤسس، الرئيس التنفيذي لإيل جروسر في الإمارات، وكينيث أوبيجولو العضو المنتدب لشركة فارم كروادي في نيجيريا، الدروس التي تعلمها رواد أعمال الشركات الناشئة ومرشدوهم من خلال البرنامج. وناقش الحضور كيفية استهداف الدول الأفريقية من حيث الأسعار واستراتيجيات التسويق وغيرها، فيما تم تسليط الضوء على التجربة الإماراتية التي من شأنها أن تساعد رواد الأعمال على بناء شركاتهم، ضمن أطر واستراتيجيات تم تبنيها في دبي. عمل جماعي إلى ذلك استعرض الرئيس الليبيري جورج وياه خلال جلسة حوارية خاصة ضمن جدول أعمال فعاليات المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2019، أمس، مجموعة الفرص والإمكانات التي تمتلكها ليبيريا لتغدو في مصاف الاقتصادات الأفريقية البارزة. وأكد الرئيس الليبيري قدرة بلاده على أن تصبح اقتصاداً مهماً، وذلك في ظل تضافر جهود مختلف القطاعات والارتقاء بالعمل الجماعي الذي يمثل ركيزة النجاح الأساسية. وأوضح وياه: «خلال العامين الماضيين، كانت السياسة تمثل مجالاً مختلفاً بالنسبة لي. واتخاذ خطوات ناجحة في السياسة تتم عبر العمل الجماعي. واليوم في ليبيريا، لدينا وزراء قادرون على تجاوز التحديات والمشكلات التي نصادفها. أعلم أن هناك الكثير من التحديات... فليبيريا تعتبر واحدة من أقدم الدول الأفريقية. لذا، نريد أن نحافظ على إيماننا بقدرتنا على الارتقاء والنهوض وأن يواصل المواطنون تعزيز قيم التآزر والوحدة».طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :