انطلقت أمس وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فعاليات الدورة الرابعة من المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة دبي تحت عنوان «أفريقيا الغد جيل جديد من رواد الأعمال». لاكتشاف الفرص الاستثمارية في القارة السمراء وبحث آفاق بناء علاقات تجارية واقتصادية مستدامة بين دولة الإمارات والمنطقة مع مجتمع الأعمال في دول القارة الأفريقية، والتأكيد على مكانة دبي كبوابة لدول العالم للوصول إلى القارة السمراء. وقال ماجد سيف الغرير رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي - في كلمته التي ألقاها في افتتاح فعاليات الدورة الرابعة من المنتدى - «إن المنتدى أصبح اليوم من أهم وأكبر الفعاليات العالمية التي تعقد خارج أفريقيا حول الأعمال والاستثمار في القارة السمراء. ويأتي منسجماً مع استراتيجية الغرفة الرامية إلى استكشاف أسواق النمو الواعدة حول العالم كما يوفر فرصة مثالية لجمع جميع المعنيين من القطاعين الحكومي والخاص للتواصل وتبادل الآراء ووجهات النظر المستقبلية حول فرص النمو المتاحة». وبين الغرير أن شعار المنتدى هذا العام «أفريقيا الغد جيل جديد من رواد الأعمال» يبرز التوجهات والعوامل المهمة التي من المتوقع أن تسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي في أفريقيا خلال المرحلة المقبلة، ويأتي في مقدمتها امتلاك القارة الأفريقية ثروة بشرية وربما تعد من أهم ثرواتها وهي طاقة الشباب، وتوفر إمكانات ومقومات كبيرة للنمو.. منوها بأن دول القارة تشهد أكثر من أي وقت مضى نهضة كبيرة في مشاريع البنية التحتية، الأمر الذي يسهم في خلق المزيد من فرص العمل والتجارة والاستثمار. فرص وتحديات وأشار الغرير إلى أن المنتدى سيحرص على استعراض الفرص والتحديات بطريقة تفاعلية عبر جلساته التي تمتد على مدى يومين، وذلك عن طريق فتح حوار بين قادة الدول والوزراء والمسؤولين الحكوميين وصنّاع القرار الرئيسيين ورؤساء الشركات ورواد الأعمال لبحث مستقبل الاقتصادي الأفريقي. وقال «من هنا تأتي ريادة الأعمال للشباب لتمثل أحد المواضيع المهمة التي تتضمنها أجندة المنتدى، التي ستبقى عاملاً رئيسياً في المحافظة على مسيرة النمو والتطور في الاقتصاد الأفريقي. وذلك على غرار مساهمة رواد الأعمال الشباب في دولة الإمارات، حيث إن دول القارة السمراء تمتلك قطاعاً واعداً من رواد الأعمال الذين يتمتعون بروح ريادة الأعمال ويتطلعون إلى إيجاد حلول مبتكرة لعدد من أبرز التحديات والمشكلات الملحّة التي تواجه دولهم». وتابع إنه «وانطلاقاً من كون الغرفة أحد كبار الداعمين للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة في دبي، فقد أدركت أهمية الدور الذي تلعبه هذه المؤسسات في التنمية الاقتصادية، وإننا على ثقة من أن رواد الأعمال في دول القارة الأفريقية سوف يحدثون تغييرات إيجابية، وهذا ما يبشر بقدوم عصر جديد من التطور والتقدم الاقتصادي والاجتماعي». وأكد أن دبي رسخت على مدار الأعوام القليلة الماضية مكانتها كبوابة عالمية للشركات الأفريقية، فيما تواصل دولة الإمارات صدارتها لدول منطقة الخليج من حيث حجم تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى أفريقيا.. مشيراً إلى إمكانية رؤية دلائل ومؤشرات هذه التوجهات بوضوح من خلال النظر إلى وتيرة النمو السريعة التي ينمو بها مجتمع الأعمال الأفريقي في دولة الإمارات، حيث شهدت دبي مؤخراً نمواً في عدد الشركات الأفريقية المسجلة مع غرفة دبي لتبلغ 17494 شركة اليوم، أي بارتفاع قدره 41% مقارنة بعدد الشركات المسجلة عند استضافة الدورة الماضية من المنتدى في عام 2015. مكاتب تمثيلية وأوضح أن هذا النمو الملحوظ يعكس مدى التزامنا القوي بتكوين العلاقات وعقد الشراكات القوية ذات الفائدة المشتركة مع الشركاء الاستراتيجيين من القطاعين الحكومي والخاص في أفريقيا، حيث إنه وعلى مدى الأعوام الماضية قامت الغرفة بتوسيع حضورها على نحو سريع في أفريقيا من خلال فتح مكاتب تمثيلية في إثيوبيا وغانا وموزمبيق وكينيا. وقال الغرير «تعمل هذه المكاتب كمنصة مهمة لمساعدة الشركات الإماراتية الراغبة في توسيع حضورها في القارة السمراء، كما أنها تساعد في الوقت ذاته على جذب الشركات الأفريقية إلى دبي، كما أننا على قناعة من إمكانية توحيد ومواءمة الأهداف الاستراتيجية للإمارة مع طموحات وتطلعات القارة السمراء إلى النمو، لا سيما وأنها تدخل إلى مرحلة جديدة من التنمية والتطور الاقتصادي». وختم الغرير كلمته بالقول «إن دبي حريصة كل الحرص على الاستفادة من موقعها الاستراتيجي ومكانتها الفريدة كمركز وملتقى لتجارة الشرق والغرب للمساهمة في دفع عجلة النمو الاقتصادي لدول أفريقيا في المستقبل». وتشهد فعاليات الدورة الرابعة من المنتدى مشاركة رفيعة المستوى واستثنائية من 4 رؤساء دول أفريقية وأكثر من 11 وزيراً وعدد من كبار المسؤولين وحوالي 1000 من كبار الشخصيات الاقتصادية وصناع القرار والخبراء لبحث آفاق الارتقاء بالواقع الاقتصادي وتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية مع دول القارة الأفريقية من خلال جلسات المنتدى ومحاوره. جيل جديد وناقش المنتدى عبر جلسات اليوم الأول مسيرة النمو الإفريقية وظهور جيل جديد من رواد الأعمال ممن يتطلعون لإيجاد حلول مبتكرة لعدد من أبرز التحديات التي تواجه القارة السمراء، حيث استهلت فعالياته بجلسة حول «أفريقيا المستقبل» التي تحدث فيها سانغو ديل الرئيس التنفيذي لشركة جولدن بالم للاستثمار في جمهورية غانا، فيما تطرقت الجلسة الثانية إلى «حلول مبتكرة - القفزة التكنولوجية بين الواقع والخيال». وتحدث فيها جيريمي هودارا المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمجموعة جوميا في دولة الإمارات، وفاهيد مونادجم الرئيس التنفيذي لشركة نومانيني جنوب أفريقيا، وآدا أوساكو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أغرولاي فينتشرز نيجيريا. وفي جلسة «وضع تصور جديد للمستقبل - رحلة التحول» تحدث إنوسنت موهيزي الرئيس التنفيذي لهيئة مجتمع المعلومات الرواندي من رواندا، وتافي رويفاس رئيس الوزراء السابق لجمهورية أستونيا، وغاري أورتيغا من إنديفور إنتربرينور في البيرو عن التصورات المسبقة برسم ملامح جدية. وتحديد سقف الإنجازات التي يمكن للبلدان الأفريقية تحقيقها. وتضمن اليوم الأول حواراً مع بول كاجامي رئيس جمهورية رواندا حول «تسريع التكامل الأفريقي»، لتتواصل بعدها جلسات اليوم الأول بجلسة تحت عنوان «التنمية على المدى الطويل - موازنة الفرص والمخاطر في أفريقيا» وتحدث فيها بوب دايموند الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أطلس ميرتشانت كابيتال في المملكة المتحدة. مستقبل التعاملات المالية وطرح المنتدى موضوع «الوصول إلى الطاقة - الاستفادة من التحول في قطاع الطاقة» في جلسة خاصة، والتي تحدث فيها كل من أندرو ألي الرئيس التنفيذي لمؤسسة أفريقيا للتمويل في نيجيريا ورضا الشعار الرئيس التنفيذي لأكسيس باور في دولة الإمارات، وتوني نياغاه الرئيس التنفيذي لشركة شتراوس للطاقة في كينيا.. وتلتها جلسة بعنوان «حوار دبي وأفريقيا.. مستقبل التعاملات المالية»، والتي تحدث فيها كل من عارف أميري الرئيس التنفيذي لمركز دبي المالي العالمي في دولة الإمارات، ولويس أنطوان موهير المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميرجيمز في رواندا، وتايو أوفيوسو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة باغا في نيجيريا. سلسلة والمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال هو جزء من سلسلة منتديات الأعمال العالمية التي أطلقتها غرفة دبي التي تركز على القارة الأفريقية وأسواق رابطة الدول المستقلة وأميركا اللاتينية، حيث استضافت هذه السلسلة خلال دوراتها السابقة 10 رؤساء دول و74 وزيراً وشخصية مرموقة و5400 رئيس تنفيذي وغيرهم من صنّاع القرار من 65 بلداً حول العالم. وتضم قائمة الرعاة والشركاء بنك دبي الإسلامي كراع ذهبي، في حين يبرز كل من بنك ستاندرد - جنوب أفريقيا ومؤسسة إنفست إفريقيا وجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي كشركاء داعمين للمنتدى. مسار أفريقيا حاور سانغو ديل الرئيس التنفيذي لشركة غولدن بالم إنفستمنتس في غانا، عبر منصة المنتدى، الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني الذي ساهم في رسم مسار أفريقيا لعشرات السنوات. وسلط غولام باليم كبير الاقتصاديين في مجموعة «ستاندرد بنك» الضوء على فرص الأعمال والمناخ الاستثماري في الأسواق الرئيسية.
مشاركة :