كشفت مصادر مقربة من مكتب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني أنه اعتذر عن مقابلة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعد عودته من إيران، وبينت أن المرجع الشيعي أيقن أن الصدر يحمل رسالة من القيادة الإيرانية تتعلق بالتظاهرات العراقية تحاول طهران من خلالها استمالة السيستاني لتخفيف تحريضه ضد الطبقة السياسية. المصدر نفسه بين أن السيستاني رفض استقبال النائب السابق في البرلمان والمقرب من المرجعية عبدالهادي الحكيم مبعوثا من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي. وقال إن مكتب المرجع أبلغ الحكيم بأن أي اجتماع مع ممثلي الحكومة لن يعقد في بيت السيستاني أو مكتبه، وتم اختيار منزل المرجع سعيد الحكيم مكانا للاجتماع. وبحسب المصدر فإن الحكيم نقل إلى المرجع السيستاني عبر أحد العاملين في مكتبه التماس عبدالمهدي بعدم التحريض على الحكومة بما يجعل المتظاهرين يزدادون إصرارا على البقاء في ساحات التظاهر، مبينا أن الحكيم نقل عن عبدالمهدي قوله إن إجراءات الحكومة كانت قد أوشكت أن تفكك تجمعات المتظاهرين لولا خطبة المرجعية التي زادتهم قوة، وجعلت الشارع العراقي يلتف حولهم. ولم يستبعد المصدر أن تلجأ قوى سياسية ومليشيات مرتبطة بإيران بممارسة نوع من الضغوط والتهديدات على مؤسسة المرجعية لإجبارها على التراجع عن دعمها للمظاهرات التي تجاوزت أسبوعها الثالث. وتقول معلومات من داخل مكتب المرجعية إن الاتصالات بين قم والنجف انقطعت تماما في الأسابيع الأخيرة، وأن نوعا من الصراع الخفي يدور بين الخامنئي والسيستاني بسبب تدخل إيران في الشأن العراقي ومحاولاتها إنهاء التظاهرات بكل السبل المتاحة ما دفع وكلاء السيستاني إلى انتقاد الأطراف الخارجية التي تتدخل في شؤون العراق في إشارة واضحة إلى إيران.
مشاركة :