الأكراد يخشون خذلانا آخر من ترامب على وقع تجدد التهديدات التركية

  • 11/20/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عادت تركيا إلى التلويح مجددا باجتياح شمال شرق سوريا، بسبب ما اعتبرته عدم إيفاء كل من الولايات المتحدة وروسيا بالاتفاقين الذين جرى التوصل إليهما معها في أكتوبر الماضي لإنهاء عملية عسكرية كانت أطلقتها تحت عنوان “نبع السلام” ضد الوجود الكردي في 9 أكتوبر من ذات الشهر. واللافت أن الذرائع التي ساقتها تركيا لتبرير تصعيدها الجديد، بدت مستهدفة لروسيا أكثر منها للولايات المتحدة، حيث أشارت في معرض تهديدها إلى أن واشنطن رغم عدم تنفيذها الاتفاق بالكامل بيد أنها تبذل جهودا حقيقية لسحب المسلحين الأكراد من المنطقة الحدودية. وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أن بلاده تدرك أن دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردي لن ينتهي على الفور، مضيفا أن معركتها ستستمر مع هذا الفصيل. وقال أردوغان، متحدثا إلى أعضاء حزبه العدالة والتنمية في البرلمان، إن تركيا ستواصل قتال وحدات حماية الشعب لحين زوال كل التهديدات والقضاء على جميع المسلحين. وأضاف، أن لا سبيل لإنجاز أي خطة في المنطقة دون موافقة تركيا ودعمها. وعلى وقع عودة التصعيد التركي يخشى الأكراد من أن تكون أنقرة قد تلقت وعودا أميركية جديدة، بدعمها أو أقلّه غض الطرف عنها في حال قررت استئناف العملية العسكرية ضدهم. وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قد حذّر، الاثنين، من أن بلاده قد تواصل حملتها العسكرية في شمال سوريا ضد القوات الكردية في حال لم تكمل الولايات المتحدة وروسيا تنفيذ كل ما هو وارد في الاتفاقات بشأن هذه المنطقة. وقال الوزير التركي، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول، “هل التزمتا بكل ما هو وارد في الاتفاقات؟ كلا لم يفعلا، ولكن عليهما القيام بذلك”. وأضاف أوغلو في كلمة ألقاها أمام لجنة برلمانية، “في حال لم نحصل على النتيجة المرجوة سنقوم بما يلزم”. وتابع، “علينا القضاء على التهديد الإرهابي الذي يدق أبوابنا”. وفي تصريح يحمل أكثر من مغزى أشاد أوغلو بالجهود التي يبذلها المسؤولون الأميركيون والأتراك لضمان انسحاب الميليشيات الكردية، متجاهلا روسيا. ويأتي التهديد التركي بعد زيارة أداها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة، حيث التقى نظيره الأميركي دونالد ترامب، وركزت الزيارة على ملف شمال شرق سوريا. ولا يعرف بعد ما إذا كان أردوغان تلقى أي وعود من ترامب بشأن السماح له بإنهاء حالة “وحدات حماية الشعب الكردي”، خاصة وأن مواقف الرئيس الأميركي متضاربة بشأن هذا التشكيل الكردي الذي تعتبره تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض ضدها تمردا منذ عام 1984. وجدير بالذكر أن تركيا ما كانت لتقدم على شن عملية عسكرية في شمال شرق سوريا الشهر الماضي دون ضوء أخضر أميركي ترجم في انسحاب القوات الأميركية المتمركزة في نقاط حدودية بين سوريا وتركيا، قبيل الهجوم التركي. وواجه موقف إدارة ترامب حينها موجة من الانتقادات في الداخل الأميركي، وأيضا من قبل الحلفاء الأوروبيين الذين اعتبروا أن هذه الخطوة هي خذلان للأكراد الذين قدموا الكثير في دعم التحالف الدولي ضد داعش. واضطرت حينها الإدارة الأميركية إلى التراجع خطوة إلى الوراء وإقناع أنقرة بضرورة وقف العملية مقابل انسحاب القوات الكردية. وتكرس هذا الاتفاق بآخر أكثر شمولا وتفصيلا توصلت إليه أنقرة مع موسكو في قمة عقدت في سوتشي بعد أيام قليلة. ويقوم اتفاق سوتشي على انتشار الجيش السوري على عمق 30 كلم، وانسحاب وحدات حماية الشعب، مع تسيير دوريات تركية روسية مشتركة على طول الحدود بعمق 10 كلم. ولوحظ أن مشاكل كبيرة تصاحب تنفيذ الاتفاقين لجهة محاولة كل طرف تسجيل مكاسب وفق رؤيته للاتفاق، وفي المقابل عادت القوات الأميركية للتمركز مجددا في نقاط سبق وانسحبت منها، وإن كانت وزارة الدفاع الأميركية تؤكد في كل مرة جديتها بشأن الانسحاب من سوريا. ويقول مراقبون، إن المخاوف الكردية بشأن إمكانية تعرضهم لخذلان جديد من قبل واشنطن، يتعزز مع الموقف الأميركي الصامت حيال عودة التهديدات التركية، مقابل إبداء روسيا استغرابها من تجدد نغمة التصعيد. وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، الثلاثاء، أن تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بشأن عدم تنفيذ روسيا لتعهداتها والتهديدات باستئناف العملية العسكرية في شمال سوريا، التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع، يثير الاستغراب. وشدد المتحدث العسكري الروسي على أن تصريح وزير الخارجية التركي بالدعوة إلى استئناف العمليات العسكرية يمكن أن يؤدي فقط إلى تفاقم الوضع في شمال سوريا، لا إلى تسويته، كما نص على ذلك في المذكرة المشتركة التي وقّع عليها رئيسا روسيا وتركيا”.

مشاركة :