قلق أممي من تزايد عدد القتلى في تظاهرات إيران

  • 11/20/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعربت المفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء عن "القلق" إزاء تقارير تفيد عن مقتل العشرات خلال تظاهرات تشهدها إيران، في وقت قالت طهران إنها ستعيد تفعيل شبكة الانترنت عند عودة الهدوء للبلاد. وتأكد حتى الآن مقتل خمسة أشخاص خلال التظاهرات التي اندلعت في إيران منذ الجمعة على خلفية قرار رفع أسعار الوقود، بينهم ثلاثة عناصر أمن تقول السلطات إنهم قتلوا بالسلاح على الأبيض على يد "مثيري شغب". وعبرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن قلقها إزاء تقارير تفيد عن استخدام الذخيرة الحية ضد متظاهرين، تسببت بـ"عدد كبير من الوفيات في أنحاء البلاد". لكن المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل قال خلال مؤتمر صحافي في جنيف إنه يصعب التأكد من عدد القتلى والجرحى، لأسباب عدة منها حجب الانترنت منذ ثلاثة أيام. وأضاف أن "وسائل إعلام إيرانية وعدة مصادر أخرى تشير إلى أن عشرات الأشخاص ربما قتلوا والعديد جرحوا خلال تظاهرات في ثماني محافظات على الأقل، مع اعتقال أكثر من ألف متظاهر". وتابع "نحض السلطات الإيرانية وقوات الأمن على تجنب استخدام القوة لفض تجمعات سلمية". كما دعا كولفيل المتظاهرين إلى التظاهر بشكل سلمي "من دون اللجوء إلى عنف جسدي أو تدمير ممتلكات". وفي شرق العاصمة طهران، شاهد صحافيون من فرانس برس محطتي وقود محترقتين، ومركزاً للشرطة ولوحاً إعلانياً ضخماً مرفوعاً فوق طريق سريع محترقين أيضاً في غرب العاصمة، وعلى مقربة محطة دراجات هوائية مجانية تعرضت للتكسير والتخريب. ومنع الصحافيون من التصوير في ما كان المئات من عناصر مكافحة الشغب يقومون بحراسة الساحات مزودين بآليات مدرعة وخراطيم مياه. وعرض التلفزيون الرسمي صوراً لتظاهرات ضد "أعمال الشغب" في مدينتي تبريز غرب طهران، ردد المتظاهرون خلالها "التظاهر حق للشعب، لكن الشغب من أعمال الأعداء"، بحسب وكالة فارس للأنباء. كمين وذكرت وكالتا إسنا وفارس الإيرانيتان أن ثلاثة من عناصر قوات الأمن قتلوا "بالسلاح الأبيض" بعد نصب كمين لهم ليل الاثنين - الثلاثاء من قبل "مثيري شغب" في محافظة طهران غرب العاصمة. وسيجري تشييع العناصر الثلاثة، أحدهم من الحرس الثوري والآخران من قوات الباسيج، الأربعاء. ويصل بذلك عدد القتلى الرسمي إلى خمسة منذ بدء الاضطرابات في إيران. وقتل ستة أشخاص آخرين على الأقل بحسب معلومات نشرتها وكالات إيرانية بدون إرفاقها عموماً بمصدر وبتفاصيل. ويجري الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي عن عدد قتلى أعلى من ذلك بكثير، لكن ليس من الممكن التأكد من تلك الأرقام. وبث التلفزيون الرسمي مشاهد جديدة للاضطرابات، قال إنها في مدينة أنديمشك في جنوب غرب البلاد. وأظهرت المقاطع رجلاً يحمل رشاشاً ويطلق النار منه عدة مرات فيما كان عشرات الشبان يرمون الحجارة. وبدأت الاحتجاجات مساء الجمعة بعد ساعات من الإعلان عن تعديلات في الدعم لأسعار الوقود، تهدف إلى مساعدة العائلات الأكثر حاجة، لكن تترافق مع رفع كبير لأسعار البنزين. وتأتي هذه الاحتجاجات قبل أشهر من انتخابات برلمانية مقررة في فبراير، وفي ما تمر إيران بانكماش اقتصادي خطير ناتج عن الانسحاب الأحادي الجانب للولايات المتحدة في عام 2018 من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني وإعادتها فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران. الانقطاع عن العالم ويقضي القرار الحكومي الذي تسبب بالاحتجاجات برفع أسعار البنزين بنسبة 50 بالمئة، أي من 10 إلى 15 ألف ريال لأوّل 60 ليتراً من البنزين يتمّ شراؤها كلّ شهر، بينما سيبلغ سعر أيّ مشترياتٍ إضافيّة 30 ألف ريال للّتر. وفرضت الجمهورية الإسلامية قيودا على شبكة الانترنت غداة اندلاع التظاهرات. وأعلنت الحكومة الإيرانية الثلاثاء أنها ستعيد الانترنت فقط عندما تتأكد من عدم إساءة استخدام الشبكة خلال الاحتجاجات. وذكر موقع "نيتبلوكس" الذي يراقب حركة الانترنت حول العالم أن "الإيرانيين منقطعون عن العالم" بسبب القيود على الانترنت، وأن "اتصالهم مع العالم الخارجي لا يزال عند نسبة 5% من ما يكون عليه في الأيام العادية". وقال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي "العديد من الشركات والمصارف ... واجهت مشكلات، ونحن نحاول التوصل لحل"، وفقا لما نقلت عنه وكالة إسنا. وأضاف أن اتصالات "الانترنت ستعود تدريجيا في بعض المحافظات عندما تكون هناك ضمانات بعدم إساءة استخدامها". ودان البيت الأبيض الأحد "استخدام القوة" من قبل السلطات و"القيود على الاتصالات"، في إشارة إلى انقطاع الانترنت. وأوقف مئات الأشخاص على اثر الاحتجاجات، وفق معلومات نشرتها الصحافة الإيرانية. وطلب المتحدث باسم السلطات القضائية غلام حسين اسماعيلي الثلاثاء "من الشعب إبلاغ قوات الأمن والسلطات القضائية عن المحرضين والمخربين ومن ارتكبوا جرائم". وتحدث اسماعيلي، بدون أن يعطي عدداً محدداً، عن توقيف أشخاص قاموا بحرق مساجد أو مصارف، وفق ما نقلت عنه وكالة ميزان التابعة للجهاز القضائي، وتوقيف "أفراد زودوا وسائل إعلام أجنبية وأعداء" للجمهورية الإسلامية "بمقاطع فيديو ومعلومات". وقال مسؤولون إن بعض الموقوفين اعترفوا بتلقي تدريبات داخل وخارج إيران و"حصولهم على أموال" من أجل إحراق المباني العامة.

مشاركة :