يوافق اليوم 15 مايو الذكرى السابعة والستين لاحتلال الصهاينة لمعظم أراضي فلسطين الحبيبة. هذا الاحتلال الذي هو حلقة من مسلسل التآمر الدولي الصهيوني على بلاد المسلمين، وهو صراع ديني مهما حاول الغرب تغليفه على أنها صراعات سياسية، فكلماتهم وفلتات ألسنتهم كلها تشهد على ما تضمره صدورهم. لقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر عام 1947 على قرار تقسيم الأراضي الفلسطينية بين اليهود والفلسطينيين، وبمجرد انتهاء الانتداب البريطاني على أرض فلسطين والذي كان موعده 14 مايو عام 48 أعلن الصهاينة في 15 مايو من العام نفسه قيام دولة إسرائيل لتقوم أميركا بعد الإعلان بساعات بالاعتراف بدولة إسرائيل اللقيطة. اليوم الدول الغربية وفي مقدمتها أميركا تتخذ قراراتها في شأن الصراع - وخاصة في بلادنا العربية - وفق ما يتوافق مع مصالحها، ولذلك قد تدعي محاربتها لدكتاتور ومجرم، ثم هي تغض الطرف عن جرائمه وتسعى لإطالة بقائه كما هو الواقع في سورية. ونراها تحارب تجارب ديموقراطية حقيقية في بعض البلاد العربية بعد ثورات الربيع العربي، فقط لأن نتائجها أفرزت تفوق الإسلاميين. وكل ذلك من أجل ضمان استمرار تدفق الثروات العربية إلى مصانعها وشركاتها، ودعم ميزانيتها، والأمر الثاني للمحافظة على التعهد الذي التزمت به بالمحافظة على التفوق العسكري لإسرائيل مقابل جيرانها من الدول العربية، بل وسعت الولايات المتحدة للقضاء على كل ما يهدد أمن وسلامة إسرائيل، حتى ولو كان من باب الدفاع عن النفس، وخير مثال على ذلك عندما قامت بتجريم صواريخ المقاومة الفلسطينية والتي كانت نتيجة ردة فعل على العدوان الإسرائيلي على غزة. هذا الواقع الأليم للاحتلال الإسرائيلي والدعم الأميركي والتخاذل العربي لن يستمر، ونحن نتفاءل وخاصة مع مرور ذكرى حادثة الإسراء والمعراج والتي توافق يوم غد 27 من شهر رجب، هذه الحادثة التي ربطت بين مصير بيت الله الحرام في مكة وبين المسجد الأقصى في فلسطين، والتي نلمح منها أن دائرة الصراع بين المسلمين وأعدائهم سيكون محورها بيت المقدس. هذا الحادثة التي تدعونا إلى دعم ومناصرة إخواننا وأشقائنا أهل فلسطين أهل الرباط، أولئك الذين أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن ثباتهم على الحق حين قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى تقوم الساعة»، فقالوا أين هم يا رسول الله ؟ قال: «في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس». فهل نحن ممن ناصرهم أم خذلهم؟ Twitter: @abdulaziz2002
مشاركة :