81 عملاً فنياً ل (24) من نزيلات ضحايا الاتجار بالبشر تعبر عن تجارب شخصية للضحايا المقيمات، كانت تلك الأعمال الفنية الرائعة ضمن معرض تعابير صامتة 4، تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر. هذه اللوحات الجميلة للضحايا تحمل معاني كثيرة ودلالات قيمة جعلت أحاسيسهن النبيلة التي بدواخلهن مخرجاً من تلك الأزمات وأسهمت في رفع معنويات الناجيات اللاتي قدمن خلالها عدداً من الرسوم واللوحات الفنية الجميلة. تحولت اللوحات الفنية إلى مساحات بوح، وأصبحت الألوان وسيلة لرسم الأمل والسعادة في وجه المعاناة والأسى حتى تستمر الحياة ،الشيء الذي لفت أنظار وشوق الجمهور وكثير من الزائرين للمعرض. اللوحات المعروضة في معرض تعابير صامتة "4" الذي افتتحه الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان بركن اللؤلؤ، بياس مول ويستمر لمدة 5 أيام من شهر مايو الجاري، كانت شحنة المشاعر الصادقة التي عبرت بها النزيلات عما يدور بدواخلهن ، عدد كبير من اللوحات ومن بينها لوحة لا يطاق تلك اللوحة للفتاة (و.و) عمرها 30 عاماً من آسيا ، هذه اللوحة الفنية التي يقشعر لها الجسد سطرت كلماتها الفتاة بعدد قليل من الكلمات، لكنها تحمل عبارات مؤثرة وتظهر الفتاة في عملها من خلال عبارة لا أريد أن أرى ما حدث لي لقد كان أمراً مروعاً، صورة امرأة تضع يدها على وجهها حتى لا يقع نظرها على أحد. ولوحة أخرى مرآتي ل(و و) مع (ل ف) 19 عاماً من آسيا تحمل عبارة المرآة هي أصدق الأشياء، شدت أنظار الزائرين للمعرض. وعبرت (و. و) مع (س. ت ) و(ص م) 35 ، 19 ، 30 عاماً، آسيا بكبرياء الطاووس هذه المعاني حملت عبارات من أمثال "رمينا التجربة المرة خلفنا وننظر بكبرياء إلى المستقبل بعد أن أصبح المتاجرون في السجن. كما كان العمل الفني لغة عالمية ل (س ت) 19 عاماً من آسيا أيضاً، يحمل عدداً من المعاني المؤثرة ، حيث تبدع في عمل ترى من خلاله أن الموسيقى لغة يفهمها الناس من مختلف أنحاء العالم، وتضيف في عبارتها ولكني أعجب كيف أن صديقتي المقربة لم تستطع فهمي، هذه التعبيرات القيمة والنبيلة للضحايا تركت أثراً نفسياً جعلهن يخشين المجتمع ويتجنبنه، حيث زاد من تأثير تلك التعليقات التي رافقتهن . بينما كان الأمل والسعي نحو تخطي الماضي والتطلع إلى مستقبل أفضل للوحة (الحياة ) التي تحوي عدداً من الصور لفتيات، اللوحة تحمل كلمات مختلفة، مثل عدل، إنسانية، حرية، سلام ، أمان ، ثقة ، مساندة ، نجاح ، تسامح ، تقدير ، دعم ، مساواة ، دعم ، تقدير ، هدوء، كلها تعبر عن معان قيمة كفيلة بالمجتمع وإضفاء جماليات الحياة وأن هذه الأشياء اذا وجدها الإنسان يعيش في أمن وسلام وطمأنينة، حيث تحولت اللوحات الفنية إلى مساحات بوح، وأصبحت الألوان وسيلة لرسم الأمل والسعادة في وجه المعاناة والأسى للضحايا حتى تستمر الحياة. وتشير سارة إبراهيم شهيل مديرة مراكز إيواء، إلى أن هذه الأعمال الفنية للضحايا و ما تمتلكه الفنون من قدرة على التعبير عن مشاعر وأفكار وقصص تعجز الكلمات عن التعبير عنها ، تقول: هذه السنة الرابعة على التوالي لقيام المعرض ونسعى من خلال تلك الأعمال الفنية إلى توظيف هذه القدرة كوسيلة علاج وأداة لاستعادة الثقة بالنفس لمواصلة الحياة وتلمس أفراحها من جديد، وتضيف: لذلك عمد مركز إيواء بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، الجهتين المنظمتين للمعرض، لتنظيم دورات فنية لنزيلات المركز من النساء ضحايا العنف، عبر هذه الدورات استطاعت نزيلات المركز استعادة الثقة في الذات، والقدرة على التواصل مع الآخرين والانخراط مجدداً في المجتمع سعياً لحياة أفضل، وذلك من خلال التعبير عن آلامهن ومعاناتهن في معرض تعابير صامتة ، لكنها تضج بما تعجز الكلمات عن التعبير عنه خلال تلك الأعمال الفنية التي سطرت بأنامل الضحايا على القماش، بالإكريليك والزيت، ومواد أخرى. حتى يعود ريع مبيعات المعرض لصالح المراكز. وتضيف شهيل : نعمل على حماية ضحايا الاتجار بالبشر من خلال توفير مأوى آمن ومؤقت لهن والمساعدة في الحد من وقوع عمليات الاتجار من خلال زيادة الوعي في المجتمع ما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار. وتؤكد أن هذه الحصيلة من اللوحات التي تعبر عن معاناة هؤلاء الضحايا عن طريق الفن أسمى وأرفع الطرق والوسائل التي تتواصل بها القلوب من دون حواجز ولا قيود. وتفصح إن العمل الفني للضحايا يعتبر خطوة أساسية لاستعادة الحياة الطبيعية لهن وأن هذه الأعمال الفنية المعروضة تعبر عن تجارب أحلام وطموح الضحايا اللواتي عانين كثيراً من صدمات نفسية وجسدية هائلة، حيث تخصص عائدات المعرض للضحايا، وتضيف: "ندعمهن ونؤهلهن للمشاركة في المجتمعات الأصلية لتوفير مستقبل آمن ومستقر. وتؤكد مروة الحوسني منسق الإعلام بمراكز إيواء على إن الروح المعنوية للضحايا تغيرت كثيراً مقارنة بالفترات السابقة ، وذلك بعد تأهيلهن ومشاركتهن باللوحات الفنية الرائعة في المعرض. وتضيف: "كما إن توعية الضحايا أيضاً ساهمت بشكل كبير وايجابي في تراجع عملية الاتجار بالبشر فضلاً عن العائد المادي الذي يعود للضحايا من خلال عرض وبيع أعمالهم الفنية. وتوضح الحوسني إن هذه المبادرة التي تباع من خلالها لوحات رسمت بأنامل النساء الضحايا من مراكز إيواء، ضمن برامج تأهيلية تتبناها المراكز لتأهيل الضحايا وإكسابهن مهارات تكون مصدر رزق لهن، تحميهن من الاستغلال والمتاجرة بهن مستقبلاً وتمكنهن من بداية حياة جديدة في مجتمعاتهن، كشريحة فاعلة وسوية تشارك بكل ثقة في بناء المجتمع معتمدة على ذاتها لتحقيق حياة كريمة داعمة لأمن وسلامة مجتمعها وكافة المجتمعات.
مشاركة :