الرياض - (وكالات الأنباء): دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إيران أمس الأربعاء إلى التخلي عن «الفكر التوسعي والتخريبي» الذي اعتبر أنه «ألحق الضرر بشعبها»، في وقت يتظاهر إيرانيون احتجاجا على رفع سعر الوقود. وأوضح الملك سلمان في خطاب أمام مجلس الشورى «نأمل أن يختار النظام الإيراني جانب الحكمة وأن يدرك أنه لا سبيل له لتجاوز الموقف الدولي الرافض لممارساته إلا بترك فكره التوسعي والتخريبي الذي ألحق الضرر بشعبه قبل غيره من الشعوب». وقال العاهل السعودي في خطابه «على النظام الإيراني أن يدرك أنّه أمام خيارات جدية وأن لكل خيار تبعات سيتحمل هو نتائجها، والمملكة لا تنشد الحرب لأن يدها التي كانت دائمًا ممتدة إلى السلام أسمى من أن تلحق الضرر بأحد، إلا أنها على أهبة الاستعداد للدفاع عن شعبها بكل حزم ضد أي عدوان». وقال بحسب ما نقل عنه حساب وزارة الخارجية في تويتر «لقد عانت المملكة من سياسات وممارسات النظام الإيراني ووكلائه التي وصلت مؤخرًا إلى ذروة جديدة من الأعمال الممنهجة والمتعمدة لتقويض كل فرص السلام والأمن في المنطقة».ودعا العاهل السعودي المجتمع الدولي إلى «وضع حد لبرنامج النظام الإيراني النووي والباليستي واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالوقف الفوري للتدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى». وقال: «إنه آن الأوان لإيقاف ما تحدثه إيران «من فوضى ودمار». وتابع: «لقد عانت المملكة والعديد من الدول من سياسات وممارسات النظام الإيراني»، قائلا: «أضاف النظام الإيراني إلى رصيده الإجرامي الاعتداء التخريبي على أرامكو، واستهداف سفن شحن وناقلات نفط، والتزمنا كعادتنا بالحكمة في التصدي لهذه الأعمال الجبانة». وقال العاهل السعودي الملك سلمان إن استعادة أرامكو السعودية طاقة إنتاج النفط سريعا بعد الهجمات على منشأتين لها في سبتمبر أثبتت قدرة المملكة على تلبية الطلب العالمي عند حدوث أي نقص في الإمدادات. وقال في الكلمة المعدة سلفا «الاعتداءات التخريبية على منشآتنا النفطية في بقيق وخريص.. استخدمت فيها الأسلحة الإيرانية». وأشاد لاحقا بالشركة لاستعادتها الإنتاج. وأوضح أن «المملكة تعرضت لـ286 صاروخا باليستيا و289 طائرة مسيرة ولم يؤثر ذلك على مسيرتها التنموية ولا حياة المواطنين والمقيمين فيها بفضل من الله ثم بفضل منسوبي القطاعات العسكرية والأمنية». وأضاف الملك سلمان، خلال كلمته في مجلس الشورى: «تواصل المملكة جهودها المشرفة في نصرة اليمن»، لافتا إلى أن إيران «مازالت مستمرة منذ عقود بالتدخل في شؤون جيرانها ورعاية ودعم الإرهاب». ومضى بالقول: «نجدد تأكيد موقف المملكة من أن الحل السياسي هو الحل الوحيد؛ للحفاظ على سورية وطنا آمنا وموحدا، وأن ذلك لا يتحقق إلا بإخراج كل القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها من هناك». وحول الأزمة اليمنية، أكد أن السعودية ستواصل جهودها المشرفة في نصرة الشعب اليمني العزيز. وقال «نأمل أن يفتح اتفاق الرياض الباب أمام تفاهمات أوسع بين المكونات اليمنية وفقًا للمرجعيات الثلاث». من جانب آخر، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في خطابه أمام مجلس الشورى أمس الأربعاء، أنّ الاكتتاب العام لشركة أرامكو النفطية العملاقة سيؤدي إلى جذب الاستثمارات وخلق آلاف الوظائف. وقال الملك سلمان في أول تصريح له حول الاكتتاب إنّ «إعلان طرح جزء من أسهم أرامكو سيتيح للمستثمرين داخل المملكة وخارجها للمساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم»، بحسب ما نقل عنه حساب وزارة الخارجية السعودية في تويتر. وأضاف أنّ هذا الأمر «سيؤدي إلى جلب الاستثمارات وخلق آلاف الوظائف، ويعزّز من حجم السوق المالية السعودية». من جهة أخرى، أكد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، أن السياسة النفطية للمملكة تستهدف استقرار أسواق النفط العالمية، وتخدم المنتجين والمستهلكين على السواء، وأضاف الملك سلمان أن السياسة النفطية للمملكة تهدف إلى تحقيق أمن وموثوقية إمدادات النفط. وأكد العاهل السعودي مجددًا أن أسلحة إيرانية استخدمت في الهجمات على منشآت أرامكو. وفيما يتعلق باقتصاد السعودية، قال إن المملكة تسير في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030 بجميع محاوره وأن ما تحقق من إنجازات تنموية ضخمة في العقود الماضية جعل من بلادنا مصدر فخر وعز لنا جميعًا». وأضاف: «حرصنا على المضي قدمًا في المشاريع التنموية وخلق مجالات اقتصادية جديدة»، ولفت خادم الحرمين إلى أن السعودية عازمة على تحقيق أهدافها بتنويع قاعدة الاقتصاد لبناء مكتسبات وطنية جديدة سيكون المواطن فيها الهدف والرافد»، قائلا: «قطعنا خطوات كبيرة في تطوير القدرات البشرية وتهيئة شباب الوطن ذكورًا وإناثًا لسوق العمل». وفيما يتعلق بالمرأة قال إن المملكة ستواصل جهودها في تمكين المرأة ورفع نسبة مشاركتها، كما تواصل بذل الجهود لإيجاد فرص عمل للمواطنين والمواطنات وخفض معدل البطالة». وأوضح «نشير بكثير من الاعتزاز إلى ارتفاع نسبة مشاركة المرأة من 19.4% عام 2017 إلى 23.2% في 2019. كما نؤكد حرصنا واهتمامنا بتنمية أعمال المنشآت الصغيرة والمتوسطة ودعم رواد الأعمال».
مشاركة :