واحد من المصورين البارعين في السلطنة، حاصد للجوائز بامتياز، نال العديد من الجوائز والتكريمات محلياً وعربياً وعالمياً وكان آخرها حصوله على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب عن مجال الفنون من خلال مجموعته المقدمة للمسابقة تحت عنوان واشتعل الرأس شيباً، إنه المصور الضوئي الفنان أحمد بن عبدالله الشكيلي الذي كان لنا معه هذا الحوار. } ماذا يعني لك حصولك على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب؟ - في البداية أحمد الله عز وجل على توفيقه لي في الحصول على هذه الجائزة، وبالنسبة لي فإنها جائزة غالية جداً، ويكفيني فخراً أنها تحمل جلالة السلطان قابوس. وبالنسبة لي لا أضع هذه الجائزة بجانب أي جائزة أخرى، فهذه جائزة متفردة عن غيرها المحلية منها أو العالمية، فقيمتها المعنوية لي لا يمكن أن أحصرها في كلمات بسيطة، وهي إضافة كبيرة جداً لي كمصور وكفنان، وشرف لا يحظى به سوى القلة. } حدثنا عن مجموعة واشتعل الرأس شيباً التي فزت من خلالها، ما فكرتها؟ - المجموعة فوتوغرافياً هي عبارة عن عشر صور بالأسود والأبيض لصور وجوه (بورتريه) مقربة بملامح متفردة. ولطالما كانت الوجوه المشيبة مصدر إلهام لي كمصور، أقتنصها بتفاصيلها وعلى اختلاف تعابير الوجوه من شخص لآخر، أوثق تلك التفاصيل والتعابير لوجوه نحتها الزمن وصقلها، فأصبحت كالبصمة، والوجوه التي اخترتها قد تحمل مئات القصص نسجتها سنوات من عمرهم حتى اشتعل الرأس شيباً. الصورة هنا تحمل رسالة، وهي أن هؤلاء الكبار في السن ليسوا أشخاصاً عابرين في حياتنا، لنلق نظرة عن قرب على تفاصيلهم وحكاياتهم، يجب ألا نمر عليهم مرور الكرام، فلنلتف حولهم، ونستمع لقصصهم، لخبراتهم، لفضفضات ألسنتهم. } كم من الوقت احتجت لالتقاط تلك الصور؟ - 6 سنوات، في عدة مناسبات ومواقع مختلفة من أرض السلطنة ولذلك كل منها يحمل حكاية مختلفة. } حدثنا عن أسلوبك بشكل عام وما هي المواضيع التي تميل إلى تصويرها؟ - أحب تصوير كل جميل تقع عليه عيناي، وأميل لتصوير الوجوه وحياة الناس، وأجدني أميل في الآونة الأخيرة بشكل كبير لتصوير المناظر الطبيعية (اللاندسكيب) وأجد نفسي فيها، ولكن لايزال للمواضيع الأخرى حيز كبير في عدستي. } حققت خلال عدة سنوات من مسيرتك العديد من الجوائز المحلية والعالمية، هل بقي ما تطمح إلى تحقيقه؟ ما هو؟ - الجوائز بشكل عام لها قيمة معنوية كبيرة لي ودافع لتحقيق المزيد في عالم الضوء، إلا أن طموحي ليس محصوراً في الجوائز، وقد أطمح مستقبلاً بأن أنشر كتاباً مصوراً يحمل في طياته تجاربي الضوئية. } لا يمر شهر من دون أن نسمع عن حصول المصورين العمانيين على جوائز عالمية، برأيك ما سر تفوقهم؟ لا يوجد سر، فالنجاح هو أحد العوارض الجانبية لفعلنا بما نحب باجتهاد ومثابرة، وشغف المصورين العمانيين وروح المنافسة تدفعهم دائماً للتفوق على أنفسهم وتحقيق المزيد، وأيضاً جمعية التصوير الضوئي العمانية، هي أحد العوامل التي ساهمت بشكل كبير في تميز وتفوق المصورين العمانيين، فقد أوجدت هذه الجمعية بيئة تكاملية خصبة للإبداع وإطلاق شغف التصوير لمراحل جديدة واكتشاف المواهب وصقلها. } كثير من الشباب والمصورين الهواة يمتلكون كاميرا إلى جانب رغبة في التصوير ولكنهم لا يحققون التميز، هل هناك نصيحة تقدمها لهؤلاء؟ - نصيحتي للشباب هي التعلم، والتجربة والمثابرة عليها، قد تكون الأمور التقنية هي الأسهل للتعلم، أما التميز فإنه لا يأتي إلا حينما تتحول المعرفة التقنية إلى أداة لرسم لوحة ضوئية متميزة. وهذا لا يأتي إلا من خلال التغذية البصرية وإثراء الثقافة الفنية لدى المصور، أنصحهم بالمثابرة والسعي الدائم، وكما يقول المثل من جد وجد ومن سار على الدرب وصل. } عرفنا أكثر عن نفسك وهوياتك؟ - أنا إنسان بسيط من أرض عمان، من مواليد مدينة نزوى العريقة، وأقطن في مسقط عاصمة السلطنة. أعمل في مجال إدارة البيانات النفطية حالياً وشغفي هو التصوير. ومن الهوايات الأخرى التي أمارسها هي التصميم الجرافيكي (وهو ما قادني بشكل غير مباشر إلى التصوير) وأيضاً الرحلات والتخييم، مولع أيضاً بمتابعة الجديد في عالم التقنيات وعالم التصوير بالأخص. بدأت مشواري في التصوير منتصف عام 2006 ومن ثم انضممت لجميعة التصوير العمانية في 2008 ومنذ ذاك الوقت وأنا أواظب على المشاركة في المسابقات المحلية وبعض المسابقات والمعارض الدولية وحصلت على بعض المراكز والجوائز من خلالها. } طموحك الشخصي وجديدك؟ طموحي هو أن أنشر كتاباً مصوراً باسمي، وأما عن جديدي فأنا حالياً أعمل على كتاب مصور عن المواقع الجيوليوجية المميزة في سلطنة عمان بالتعاون مع زملائي (عمل مشترك). وإن شاء الله سيرى الكتاب النور قريباً.
مشاركة :