الشباب الثائر يعيد بضاعة الخميني الفاسدة لعقر داره

  • 11/21/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم يتوقع أحد أن تشتعل الساحات الاعتصامية بالمظاهرات الشبابية في العراق ولبنان وإيران ضد الجبروت والقبضة الحديدية الإيرانية المتسلطة على الرقاب، التي تمددت واحتلت أماكن عن طريق الفكر الإرهابي التوسعي الصفوي من خلال ما يسمى بتصدير الثورة الإيرانية الخمينية المزعومة إلى الخارج، بواسطة الشعوذة والدجل منذ أكثر من 30 عاماً فاستخدم نظام الملالي الطائفية والمذهبية، ليستولي على بعض الحكام الموالين لإيران من خلال غسل الأدمغة الفارغة وهدر الأموال باسم الدين والدين منهم براء‏، وزعزع هذا النظام الصفوي بعض المجتمعات العربية، ولكن الشباب الواعد المتحمس في العراق ولبنان وحتى دولة الأحواز العربية المحتلة من قبل إيران 1925م، ثاروا على هذه القبضة الحديدية التي تحكم الشعب بالحديد والنار، كما أن شباب الأحواز انخرطوا في الشارع الإيراني وانضموا إلى مظاهرات الشعب الإيراني بأكمله ضد حكم طهران وقم ولم يرفعوا شعارات انفصالية أو قومية في هذه المرحلة، مستدركين ومستوعبين أن الشعب الإيراني في كل المدن انصهر في إرادة واحدة ضد الحكم الظالم. وسطر هؤلاء الشباب المتحمس من خلال هذه المظاهرات السلمية احتجاجاتهم الاعتصامية في بغداد وبيروت والأحواز وحتى المدن الإيرانية ضد هذا النظام الفاشي القمعي الديكتاتوري، ورغم سقوط العديد من القتلى في العراق وإيران إلا أن الشباب يصرون على إسقاط هذا النظام المتسلط الذي ضرب كل القوانين الدولية والأعراف والشرائع بعرض الحائط، ورغم أن اتساع هذه المظاهرات الشبابية المليونية لم يقدها رأس، ولم تظهر لها قيادات تتزعمها أو شعارات سياسية أو أيدلوجية ولم تظهر قيادات عسكرية، وكانت مظاهرات عفوية شبابية ضد الفقر والظلم والطغيان والغطرسة والفساد وبزوغ هذه الكواكب الشبابية لم تحصل منذ مئات السنوات بهذا الزخم والكمية والحماس، خصوصاً أنها وحدت صفوفها ضد الطغيان من كل القوميات والأديان والمذاهب والأعراق، فقط تحمل رايات علم أوطانهم بصدور عارية لتكشف عورة هذا النظام القمعي الإرهابي الذي يكره العرب والمسلمين وحتى الإنسانية، ورغم تدخل هذا النظام الإيراني منذ مجيء ثورة الخميني، والمنطقة تلتهب بالحروب والأزمات من خلال تأجيج الصراع الطائفي والمذهبي وزرع الفتن وتحطيم هوية الدولة الوطنية، ورغم محاولات دول الخليج والدول العربية إلى ثني وإقناع واحتواء نظام الملالي بالطرق الدبلوماسية والودية على أنه يكف عن إيذاء الدول العربية والمنطقة، الإ أنه يفسر هذا الخطاب التصالحي والتسامحي ضعف وخضوع وتابعية له، وتمادى وتغطرس، وتمدد في المنطقة، ولكن هؤلاء الشباب قلبوا الطاولة عليه وأعادوا له ثورته المزعومة في عقر داره، وأصبح هذا النظام التسلطي العدائي قاب قوسين أو أدنى من السقوط، كما أن إيران ستتأثر سلبًا في حال نجح المتظاهرون العراقيون واللبنانيون في إضعاف الأحزاب السياسية المرتبطة بقادة طهران، وعدم استطاعته تغذية ميليشياته الطائفية الإرهابية في العراق ولبنان خصوصا بعد إغلاق المصارف والبنوك وتعطيل الموارد الاقتصادية في العراق ولبنان التي كانت تغذي الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران بعد العقوبات الإميركية على طهران، لذلك سعت وسائل الإعلام الإيرانية، إلى تصوير سيء للمظاهرات في لبنان والعراق، وتصفها بكلمة "تحريض وتخريب الانظمة الحاكمة والمنشآت الحكومية التي استخدمت لوصف المظاهرات المناوئة للحكومة في إيران، فضلا عن اتهام أميركا وإسرائيل ودول المنطقة بتأجيج هذه الاحتجاجات بغية إضعاف إيران، وهذا ماتنفيه الحقيقة فلم تظهر جهة تقود المظاهرات في ايران موالية لدول معينة، ولا حتى أميركا تدخلت في هذه الاحتجاجات الشعبية، بالعكس أن كثيرا من المراقبين استهجنوا واستنكروا السكوت الأميركي لعدم دعمها هذه الاحتجاجات الشبابية في الساحات الاعتصامية.

مشاركة :