يُعدّ الجبل الأخضر واحداً من أهم المواقع السياحية في سلطنة عمان، ويتميّز بقراه الجميلة المتناثرة على قمة الجبل وطقسه المعتدل، وفي هذه الفترة من السنة يبدأ موسم تقطير ماء الورد الذي يمتهنه معظم سكان الجبل. سليمان خلفان المياحي هاوي تصوير من سكان الجبل، تحدثنا إليه عن موسم الورد وطريقة تقطيره التي وثقها لنا، وهوايته التي لم يستطع التوقف عن ممارستها يوماً. بدأ سليمان المياحي التصوير منذ أن كان صغيراً، كانت المناظر الجميلة التي تحيط به المحفز الأكبر له على التقاط كاميرته باستمرار، يقول: البيئة التي ترعرعت فيها كانت المحفز الأول لي للتصوير، والاستمرار فيه، ومن يعرف الجبل الأخضر عن قرب سيعلم أنه جدير بأن يكون بيئة خصبة لالتقاط أفضل الصور للبيئة الجميلة التي وهبها الله تعالى هذه البقعة من أرض عمان الطيبة، فجباله مثيرة، ومزارعه ومدرجاته شهيرة، وقراه ومدنه فريده، وزواياه ومناظره كثيرة. وإلى جانب شهرة الجبل الأخضر بتضاريسه ومناخه، هناك شهرة أخرى يكتسبها في هذه الأشهر من السنة تعود لتفتح شجيرات الورد بكثافة على مدرجاته، يقول سليمان:يُعدّ ماء الورد من أهم منتجات الجبل الأخضر وأشهرها، نظراً لما يمتاز به من جودة ودقة في التصنيع، كما أنه يُعدّ مورداً اقتصادياً مهماً لمزارعي الجبل الأخضر، ومازال المزاولون لهذه الحرفة يستخدمون الطرق التقليدية، لأنهم يرونها الأفضل في انتاج ماء الورد ذي الجودة العالية.b ويضيف:يبدأ موسم قطاف الورد من الأسبوع الأخير من شهر مارس، وتكون ذروته في ابريل، ويتناقص مع بداية شهر مايو/ أيار، وينتهي موسمه غالباً في الأسبوع الأول أو الثاني من شهر مايو من كل عام. وتتفاوت كمية شجيرات الورد وكثافتها في الجبل الأخضر، من قرية إلى اخرى، ففي حين تنتشر بكميات كبيرة في بعض القرى، مثل العين والشريجة وسيق والقشع، تنعدم أو تقل في قرى أخرى، وأعتقد أنه لا بدّ من الإكثار من مزارع الورد في كل قرى الجبل، نظراً لما تمثله من أهمية اقتصادية وجمالية كبيرة. تمرّ عملية انتاج ماء الورد بمراحل عدة، وبحسب سليمان فإن المزارعين يبدأون في شهر يناير تقليم أشجار الورد، وحراثة الأرض، وريّها، انتظاراً للموسم الجديد، ومع بداية تزهير الورد يتجه الأهالي لقطف الورد في الصباح الباكر غالباً، وأحياناً في المساء إن كان لدى المزارع أكثر من بستان، بحيث يقوم بقطف الورد في الصباح من أحد البساتين، وفي المساء من الآخر، وتتعاون الأسرة كلها في عملية قطف الورود، بمن فيها النساء طوال مدة موسم الورود. وبعد الانتهاء من قطف الورد تبدأ عملية تقطيره في مصانع خاصة صمّمها المزارعون تسمّى محلياً الدهجان ويتم إيقاد النار بداخله بالأخشاب أو عن طريق مكائن خاصة، ثم يوضع أعلى النار جرر فخارية خاصة تسمّى محلياً برم، يوضع بداخلها كمية من الورد وفوقها قرص آخر يتقطر الورد بداخله، من خلال عملية التبخّر، وتستمرّ هذه العملية نحو أربع ساعات. وهكذا تبقى، مستمرة طوال مدة موسم القطاف لدى البعض، ومتقطعة لدى البعض الآخر، حسب كمية الورد المتوفر. وكونه من سكان الجبل، سألناه عن أشهر القرى التي ينصح بزيارتها فقال:الجبل الأخضر متميّز وفريد في كل مكوناته، وكل أماكنه مثيرة وجديرة بالزيارة، أما من قصد التعرف إلى مزارع الورد، فأنصح له زيارة قرية العين، وهناك قرى أخرى مميّزة أنصح الزائر الكريم بألا يفوّت زيارتها، مثل قرية وادي بني حبيب، والشريجة، والعين والعقر والقشع، ومن المهم زيارة قرية السوجرة والروس، وليختم زيارته في قرية المناخر الجميلة. بصمات طموحي لا حدود له في كل جوانب حياتي، أطمح إلى الريادة والقيادة، وأن أكون صاحب بصمة في مجتمعي، وفي وطني، وفي أمتي، بصمة خير، عطاء، وريادة، وأمل، اذاً هي بصمات مشرقة، طموحي أن أسطرها في كتاب هذه الحياة، لديّ هوايات عدّة، فالتدريب في مجال التنمية البشرية أهواه وأعشقه، لكن يبقى عشقي للتصوير الأكبر وهو مصدر سعادة كبيرة لي.
مشاركة :