لرمضان في دولة باكستان نكهة خاصة، حيث يحتفي الشعب الباكستاني المعروف بتمسكه بتعاليم الدين، بهذا الشهر المبارك على عدة أصعدة، فعندما تتم ثبوت رؤية هلال رمضان، يعد أول أيام الشهر الكريم عطلة رسمية في جميع ربوع البلاد، كيوم راحة يتهيأ فيه الباكستانيون لآداء فريضة الصيام، والاحتفال بأول أيام الشهر المعظم، وتعلق الزينات في الشوارع والطرقات والمساجد، كما تقلل دوام العمل بنحو ساعتين يومياً حتى انتهاء الشهر الكريم، وتعد العشرة الأواخر مناسبة هامة يحييها البعض بالاعتكاف في المساجد. ولدى الشعب الباكستاني تقليد في الاحتفاء بالأطفال الذين يصومون للمرة الأولى، حيث يتوافد الأقارب والأصدقاء والمعارف على الأسرة التي يصوم طفلها للمرة الأولى حاملين معهم بعض الهدايا؛ تشجيعاً لهذا الطفل على تحمل الصيام، والمواظبة عليه، معتبرين الشهر من أفضل الشهور لصلة الأرحام وتبادل الزيارات بين الجيران والأصدقاء، وتوطيد العلاقات الحميمية بالبر والتقوى كذلك هناك تقليد يلمح على النساء في هذا الشهر حيث تضع المرأة حجابها على الرأس بمجرد سماع الآذان حتى وإن كن غير محجبات، حريصات على ارتداء الملابس المحافظة المحتشمة تعظيماً وتقديراً لهذا الشهر الكريم. ومن أشهر الأطعمة المحببة للشعب الباكستاني في هذا الشهر الفضيل الميسورة وتتكون من السمبوسك (معجنات مقلاة محشوة بالجبن والخضروات أو اللحوم) والباكورة (بطاطا بطحين الحمص المتبل) كما يتناول الباكستانيون وجبة البرياني الشهيرة (أرز متبل بقطع الدجاج) بكثرة، وهي الوجبة التي يقوم بتوزيعها أصحاب اليسر والثراء بكميات كبيرة على الفقراء المسلمين في جميع أنحاء باكستان، بعد إعدادها في قدور ضخمة في الأحياء والمناطق الفقيرة لتوزع مجاناً على الفقراء والمساكين وعابري السبيل، كما يفضل الباكستانيون شراب ماء الورد والشاي الأخضر عند الإفطار، ولا يكثرون من الطعام فيه حرصاً منهم على سلامة المعدة، وعدم إرهاقها دفعة واحدة بأكداس الطعام. وفي هذا الشهر يحرص الشعب الباكستاني على ختم القرآن ثلاث مرات، ويتوافدون خلاله على المساجد لأداء الصلوات لا سيما صلاة التراويح، التي أحياناً ما تمتد حتى السحور، وفي شهر رمضان كذلك يعرض في مسجد بادشاهي في مدينة لاهور، بعض التحف والملابس المزخرفة حيث يتوافد عليها أعداد كبيرة من الزائرين سواء من الشعب الباكستاني أو من السائحين الأجانب. وتشدد باكستان من الإجراءات الرادعة للمجاهرة بالفطر في نهار رمضان، حيث أقر مجلس الشيوخ في البلاد، ما يعرف بقانون "احترام شهر رمضان" ليعاقب كل من يجاهر بالإفطار في نهار رمضان بعقوبة السجن التي تصل حتى ثلاثة أشهر، ناهيك عن غرامة مالية تقدر بنحو 500 روبية باكستانية (حوالي 18 ريالاً) وتقوم الدوريات الأمنية بالطواف في شوارع باكستان خلال هذا الشهر لضبط المخالفات القانونية. أسرة باكستانية مجتمعة لتناول وجبة الإفطار