منحت شركة طيران الإمارات بصيصا من الأمل لعملاق صناعة الطائرات الأميركية بوينغ للخروج من أزماتها بسبب تراجع مبيعاتها، بعد أن أبرمت صفقة لشراء مجموعة من الطائرات وإعادة هيكلة طلبيات قديمة. دبي - كشفت طيران الإمارات النقاب عن طلبية لشراء طائرات من بوينغ خلال اليوم الرابع من معرض دبي للطيران، في مؤشر قد ينقذ الشركة الأميركية من عثراتها، التي تسببت فيها طرازها ماكس 737. وقالت الشركة المملوكة لحكومة دبي الأربعاء إن “الصفقة تبلغ قيمتها تسعة مليارات دولار لشراء 30 طائرة بوينغ 787 دريملاينر”. ويمهد الاتفاق بين الطرفين الطريق أمام خفض بنسبة 16 بالمئة في طلبيات لشراء طائرات من طراز 777 إكس المؤجلة إلى 126 طائرة، وذلك عقب محادثات مكثفة في اللحظات الأخيرة خلال المعرض. وتسدل إعادة تشكيل الطلبية الستار على مراجعة لأسطول طيران الإمارات، والتي شهدت أيضا خروج إيرباص الأوروبية من أكبر معرض للطيران بالشرق الأوسط بنتائج متباينة في طلبيات الطائرات عريضة البدن، مع أكبر مشتر في العالم للطائرات عريضة البدن التي تقطع مسافات طويلة. وكانت طيران الإمارات قد طلبت مبدئيا شراء 40 طائرة دريملاينر في 2017 لكن محادثات “صعبة” جرت في اللحظات الأخيرة لوضع اللمسات النهائية على الطلبية هذا الأسبوع. واعتمدت الصفقة على مفاوضات بشأن مصير طلبية كبيرة منفصلة لشراء 154 طائرة من طراز 777 إكس تأخر البت فيها بشكل متكرر. وبذلك، يتراجع مجموع الطائرات المشمولة بالعقود الموقّعة مع بوينغ، من 196 طائرة. ووقّع الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الإمارات على الصفقة مع ستانلي ديل الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ. وقال الشيخ أحمد “تأتي هذه الصفقة لمواكبة النمو الاقتصادي الذي تشهده دبي ولتلبية نمو الطلب المستقبلي على السفر عبر شبكة خطوطنا العالمية. وتمثل هذه الصفقة استثمارا مستقبلياً كبيراً وإضافة قيّمة لأسطولنا في المستقبل”. وتخلّل تصنيع طائرة 777 إكس ذات الجسم الطويل تأخيرات متتالية، كما وردت تقارير عن وجود مشاكل في المحرّك الرئيسي. وقالت طيران الإمارات في بيان “بالنسبة إلى طائرات 777 إكس، ستواصل طيران الإمارات حوارها مع بوينغ في الأسابيع القليلة المقبلة بشأن مواعيد التسليم”. ومن المفترض أن تدخل الخدمة في يوينو العام المقبل. وتواجه بوينغ أزمة كبرى منذ مارس الماضي عندما مُنعت كل طائرات 737 ماكس من التحليق بعد تحطّم طائرتين من الطراز نفسه. وتركت طيران الإمارات الثلاثاء الماضي الباب مفتوحا أمام شركة بوينغ الأميركية لعقد صفقة جديدة، ولكن بشروط. وقال تيم كلارك رئيس طيران الإمارات حينها إن “الشركة ما زالت تنوي الحصول على 150 طائرة بوينغ 777 إكس التي طلبت شراءها، لكن هذا قد يتغير بناء على الجدول الزمني لعملية التسليم”. وأضاف أن “أي طلب لشراء طائرات بوينغ 787 دريملاينر قد يتم بالإضافة إلى طائرات 777 إكس، التي طلبت الشركة شراءها بالفعل أو يحل محل بعضا منها”. وأكد كلارك الأربعاء أن الشركة ستستأنف توسعها بحلول أوائل العقد المقبل. وتعتبر طيران الإمارات، أكبر مشغّل لطائرات إيرباص طراز 380 بنحو 113 طائرة وبوينغ 777 بحوالي 155 طائرة على مستوى العالم. وقال المحلل دومينيك بيري من نشرة فلايغلوبل المتخصصة، إنّ تراجع طلبيات طيران الإمارات يعكس نهجا أكثر تواضعا للتوسّع وتغييرا في الاستراتيجية من قبل شركة الطيران. وأوضح أن هذا يدل على مقاربة أكثر تحفّظا ورغبة في إدخال قدر أكبر من المرونة في أسطولها. ورغم مساعيها الحثيثة لتدارك تراجع مبيعاتها والالتحاق بالقفزة العالية لمنافستها الأوروبية ترتطم بوينغ بكثافة الإقبال على إيرباص. وكانت الشركة الإماراتية قد أبرمت في اليوم الثاني من المعرض، أكبر صفقة حتى الآن مع إيرباص لشراء 50 طائرة بقيمة 16 مليار دولار. وتسعى بوينغ إلى استعادة الثقة في طائرة ماكس 737 الممنوعة من التحليق على مستوى العالم واستقطاب شركاء وفاعلين علّها تعوضها خسائر تراجع مبيعاتها خلال العام الحالي. وتضررت مبيعات الشركة الأميركية ووقع حظر رحلاتها حول العالم من قبل جهات تنظيمية بعد حادثين مأسويين أوديا بحياة العشرات. وتحاول الشركة في الوقت الحالي تعديل برمجيات الطائرة وتدريب الطيارين عليها قبل الحصول على الموافقات التنظيمية.
مشاركة :