* الوطن والهوية.. نحن ننتمي إلى بقعة من الكرة الأرضية، تملك جهاتها الأربع بكل مكوّناتها التضاريسية والبشرية مفاتيح التفرّد في كل شيء. بالقدوة والمثل، ونواميس القِيَمْ.. سقانا أهلونا منذ نعومة أظفارنا معاني المواطنة، والوطن، والهوية حتى تشرّبتها أرواحنا قلبًا وقالبًا.. فبتنا لا نعلم مَن مِنَّا ينتمي للآخر، نحن أم هم، أم أنَّ كلاً من تلك المعاني والقيم كان ينتمي للآخر ويكمله. في بيوتنا هكذا تربينا، وهكذا نشأنا، وهكذا كبرنا.. وأينما حللنا فوق أي أرض كنا ولازلنا تحوطنا هالة العزة، وهيبة الوطن والهوية.. والهوية والوطن، حتى تفتح يقيننا على أن الوطنية ليست مجرد كلمة تُقال، ولا توثيقًا رسميًّا يدرج هويتنا على بطاقات أحوالنا. للوطن.. والهوية.. فلسفة خاصة لا تقبل ثوابتها المتغلغلة في شراييننا، لا الاختراق، أو التسلل، أو العبث بها. ***** ** جيش الحق، وبيدر العزة والفخر.. لحظة بلحظة كنّا نتابع.. نقرأ، ونشاهد، ونستمع.. حتى خطفتم الأضواء عن كل ما عداكم، فأعيننا لا تفارق شاشة التلفزيون إلاَّ حين تنطلق أناملنا على الإنترنت لتبحث وتطّلع.. من حقّنا وحقّكم أن تمتلئ قلوبنا فخرًا بكم، ونرى أنفسنا فيكم. اليوم توثق ذاكرة الوطن تاريخ فخر وعزة، كنتم أنتم مَن خطَّ على أرضه ملحمة ولاء وإيثار وفداء.. سطر من ذهب، وسطر من ألماس. يا جيشنا يا عزّنا يا درعنا.. ترى أكان المجد يكتبكم.. أم كنتم أنتم مَن يكتبه؟ ***** * الشهيد.. قال تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).. (آل عمران). يا أمَّ الشهيد ووالده.. يا زوجة الشهيد.. يا ابنة الشهيد.. يا ابن الشهيد.. لا تجزعوا، ولا تقنطوا، هو -بإذن الله- في منزلةٍ كريمةٍ عند ربٍّ كريمٍ.. هنيئًا لمَن خصَّه الله بكرامة الاستشهاد في سبيل الله، دون غرض من الدنيا لنفسه، هنيئًا لمَن وفَّى بالقَسَم على كتاب الله مدافعًا عن دينه، ثم مليكه وبلاده، هنيئًا لمَن لبَّى نداء الحق والواجب، ثم استشهد، هنيئًا لَكُم ولقُرّة أعينكم وأعيننا بكرامةٍ من ربّ السموات والأرض.. وفوز هو أغلى من الدنيا وما فيها «الحياة والرزق»، وأيّ حياة وأيّ رزق عند رب العالمين.. إنه -والله- ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. اللهمَّ كما أكرمتهم بالشهادة في سبيلك، فأكرمنا بها.. اللهمَّ آمين. fatma.albkely@yahoo.com Ksa.watan@yahoo.com
مشاركة :