عندنا في الجنوب كنتُ أسمع من جدّاتنا مثلاً يقول: (لا تقول بُرْ لَين ما تُوْكِي عليه) حكمة جدّاتنا تلك هي اليوم المعيار الحقيقي للمصداقية. بعد هذه الحكمة لم أعد أرغب في أن أسمع صوت بعض المسؤولين مرة أخرى وهم يصرّحون ويمجّدون بالمشروعات التي قامت بها دوائرهم، ومؤسساتهم، أو ستقوم بها مستقبلاً. لم أعد أرغب في أن أسمع صوت بعض المسؤولين مرة أخرى، وأتأكد وأثق بصدق تصريحاتهم حتى أشهدها ماثلة أمامي على أرض الواقع.. تمر أمامي، وتدخل بيتي وبيتك وبيته.. نلمسها ونعيشها دون أدنى معاناة. لو أن أولئك المسؤولين الذين اتّسع تعثر مشروعاتهم، واستفحل الفساد فيها كلّفوا خاطرهم وطرحوا أمامنا العقبات التي قد تواجه تلك المشروعات البائسة، وأشركونا كمواطنين في طرح الحلول والبدائل، وجعلونا ننعم ولو لمرة واحدة بنصف مشروع مكتمل على أعلى درجات الدقة والرقي والمصداقية، لجنّبونا وجنّبوا أنفسهم والوطن كل تلك الفقاعات الهوائية المنبعثة من تصريحاتهم المنتشية تمجيدًا وتهليلًا لمشروعات يسبقنا إليها التوجس والريبة من اكتمالها على الوجه المطلوب. في ظل هذه الطفرة التنموية التي ينعم بها الوطن.. هل نعيش عبث التهاون والتواكل والاستسلام حتى بتنا نقبل بأي شيء دون أن يكون لنا ردة فعل تجاه أي مقصر في حق الوطن بالدرجة الأولى؟. آمل أن يكون لنا كمواطنين -تُقام من أجلهم كل تلك الجهود التي تقدمها الدولة على طبق من ذهب- دور ولو بسيطًا في أي مشروع يطرح دون أي مقابل. آمل كمواطنة تنشد الكمال لوطنها وللمواطنين أن يتسع صدر البعض منهم لتقبل الرأي الآخر، ونبذ سياسة التقوقع على ذواتهم ومن حولهم وخاصتهم وصم الآذان، كي نكون في أحسن أحوالنا الخدمية والمعيشية، وكي نجنّب الدولة كل هذا التجريف المرعب في ميزانيتها على مشروعات ما إن يبدأ العمل فيها ونقول بسم الله الرحمن الرحيم حتى نجد أننا نعود أدراجنا لنتبوأ مرة المراكز الأولى في الهدر!! والعودة مرة أخرى وأخرى وأخرى للنبش والنكش عن السبب والمتسبب!! ** مرصد: المملكة العربية السعودية.. وطني وسكني.. لا يحتاج من أي مسؤول صاحب ضمير حي ومنا كمواطنين إلاّ إلى المصداقية والشفافية والمكاشفة في أقوالنا وأفعالنا.. فهل تقبلونها أم تريدون مني أن آخذ فقط دور المتفرج وأنطم؟! Ksa.watan@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (76) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :