الحياة ليست وردية

  • 11/22/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

محمد إبراهيم توقفنا على مدار يومين مع محطة جديدة ل«قمة المعرفة»، التي أثرت الجوانب المعرفية لدى الجميع، وقدمت «وجبة دسمة» من الحقائق الجديدة حول المستقبل ، فجاءت محاور النقاش موافقة، تحاكي في مضمونها دور المعرفة في تحقيق التنمية المستدامة في شتى المجالات حتى عام 2050. وكالعادة أخذنا مؤشر المعرفة العالمي، إلى وقائع ومتغيرات ومستجدات، تشخص بكل دقة الوضع المعرفي في 136 دولة حول العالم؛ إذ ارتقت الإمارات إلى المرتبة 18 بدلاً من 19 مقارنة بعام 2018، وقفزت مصر 17 مرتبة دفعة واحدة، لتصبح في المرتبة 82 بدلاً من 99، إضافة إلى صعود الأردن إلى المرتبة 70 بدلاً من 76 عالمياً. من خلال المتغيرات المشهودة في المستوى المعرفي للدول، نعتقد أن مؤشر المعرفة ليس مجرد إحصاء ممنهج، يُعلن عن نتائجه في مناسبة رسمية سنوياً؛ بل بات أداة قادرة على تشخيص الواقع المعرفي في عالمنا، يمنح الحكومات فرصة للارتقاء بمستوياتها في سبعة مؤشرات معرفية؛ تضم: «التعليم قبل الجامعي، والتعليم العالي، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات، والاقتصاد، والتعليم التقني والتدريب المهني، والبيئات التمكينية». وأهمية المؤشر تكمن في توقيت انطلاقه؛ حيث ركز على قياس الوضع المعرفي في بلداننا العربية في فترة عصيبة عانتها المجتمعات، تُسمى ب«الربيع العربي»؛ إذ إن الحقائق التي رصدها آنذاك أوضحت بكل شفافية، مدى التدهور المعرفي في معظم الدول العربية، وجاءت توصياته خريطة طريق، أسهمت في تعديل سياسات واستراتيجيات دول، استطاعت أن تنهض بمستوياتها المعرفية عاماً بعد آخر. وعلى الرغم من الفوائد الجمة التي يقدمها المؤشر، والأرقام والإحصاءات الدقيقة التي يعمل عليها فريق عمل متكامل، للخروج بتلك النتائج، فإن هناك دولاً لم تدرك بعد أهمية المؤشر وأهدافه، واختفت لديها أوجه التعاون سواء من خلال تقديم البيانات أو الاهتمام بالوقوف على مستواها المعرفي، أو استعدادها لمعالجة نقاط الضعف في مجتمعاتها. وفي الوقت الذي حقق المؤشر قفزات نوعية، تبدأ بزيادة الدول المستهدفة سنوياً، والإعداد والبحث وجمع البيانات، وصولاً لتلك النتائج المبهرة، فإن «الحياة ليست وردية» كما يعتقد البعض؛ إذ إن أكبر التحديات التي تواجه القائمين على إعداد المؤشر، تكمن في جمع البيانات، والتحقق من دقة المعلومات والأرقام، وتقاعس بعض الدول في تحديث بياناتها، وصعوبة التعاون من البعض الآخر. «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة»، قدمت للعالم من خلال شراكتها الهادفة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي معياراً حقيقياً يلخص ماهية المعرفة التي تعد شرياناً يغذي مسارات التنمية والنهضة، ويبلور انعكاساتها المهمة، التي ترتقي بدول وتخسف بأخرى، فهنيئاً لمن ارتقى، وعلى الساكنين أن يفيقوا من غفلتهم؛ ليلحقوا بركب التقدم. Moh.ibrahim71@yahoo.com

مشاركة :