ما من مواجهة كروية على مستوى الأندية في العالم يمكنها أن تجتذب الأنظار والاهتمام الإعلامي والجماهيري مثل المواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، ولكن يوفنتوس الإيطالي حرم الجماهير في كل أنحاء العالم مجددا من مشاهدة الكلاسيكو الأول بين الفريقين في نهائي دوري أبطال أوروبا. واستعصى نهائي البطولة الأهم مجددا على الكلاسيكو المثير بين الريال وبرشلونة اذ تأهل برشلونة إلى نهائي البطولة المقرر في السادس من يونيو المقبل، فيما سقط الريال حامل لقب البطولة أمام يوفنتوس الإيطالي. وبدا أن الفريقين الاسبانيين في طريقهما إلى النهائي سويا للمرة الأولى في التاريخ بعدما انتهت جولة الذهاب في المربع الذهبي بفوز برشلونة 3-صفر على بايرن ميونيخ الألماني وهزيمة الريال 1-2 فقط أمام يوفنتوس، ولكن برشلونة شق طريقه إلى النهائي رغم الهزيمة 2-3 في لقاء الإياب، فيما فقد الريال فرصة التأهل اثر تعادله 1-1 على ملعبه مساء أمس الأول في مباراة الإياب أمام يوفنتوس. وظل الريال متقدما بفضل ضربة الجزاء التي سجلها البرتغالي كريستيانو رونالدو، ولكن ألفارو موراتا سجل هدف التعادل ليوفنتوس في الشوط الثاني، وذلك في مرمى فريقه السابق ليقود فريق السيدة العجوز إلى النهائي المقرر في العاصمة الألمانية برلين لتكون حلقة جديدة في مسلسل سخرية القدر على ملاعب الساحرة المستديرة وخصوصا أن إجمالي قيمة لاعبي يوفنتوس في سوق الانتقالات تساوي نحو 20 في المئة فقط من نظيرتها في الريال. ورغم سيطرتهما لفترات طويلة على ساحة كرة القدم الأوروبية وتعدد المواجهات بينهما خاصة في السنوات الأخيرة، ظلت المواجهة بين قطبي كرة القدم الاسبانية ريال مدريد وبرشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا حلما لم يتحقق حتى الآن. والتقى الفريقان أكثر من مرة في دوري الأبطال وخاصة في السنوات القليلة الماضية، كما بلغ كل منهما نهائي البطولة مرارا، لكن القدر لم يمنحهما الفرصة للاصطدام في نهائي دوري الأبطال، ليحرم نهائي هذه البطولة من أبرز كلاسيكو على وجه الأرض. ومع إجراء قرعة المربع الذهبي للبطولة قبل أسبوعين، تجددت فرصة الكلاسيكو في نهائي البطولة المقرر بالعاصمة الألمانية برلين في السادس من يونيو المقبل، ولكن حلم الكلاسيكو تبدد على صخرة فريق السيدة العجوز. وبمجرد إجراء القرعة، تبادر إلى الأذهان إمكانية حدوث هذه المواجهة رغم صعوبة الاختبار الذي يواجهه كل من الفريقين في المربع الذهبي ولاسيما برشلونة، ولكن برشلونة كان الفريق الذي حجز مكانه في النهائي فيما تعثر الريال أمام يوفنتوس صاحب الدفاع القوي. ويبرز الريال وبرشلونة ضمن الأندية صاحبة أكبر شعبية على مستوى العالم، كما يضم كل من الفريقين مجموعة من أبرز النجوم في عالم الساحرة المستديرة، وتمثل المواجهة بينهما قمة الإثارة الكروية، وخاصة إذا كانت في نهائي أقوى بطولة قارية للأندية على مستوى العالم. وسبق للريال وبرشلونة أن التقيا 3 مرات في المربع الذهبي لدوري الأبطال، إضافة لمرة واحدة في الدور الثاني للبطولة، ولم يلتقيا في النهائي، ولكن الفرصة كانت سانحة أمامهما أكثر من مرة سابقة للالتقاء في النهائي بعد وصولهما إلى المربع الذهبي للبطولة، ولكن الحظ لم يحالف أحدهما وقتها. وكانت أول مواجهة بين الريال وبرشلونة في دوري الأبطال خلال المربع الذهبي للبطولة بموسم 1959-1960 ليكون الكلاسيكو الأول بينهما بدوري الأبطال حيث فاز الريال 3-1 في كل من مباراتي الذهاب والإياب وتأهل بالفوز 6-2 في مجموع المباراتين. وفي الموسم التالي مباشرة، التقى الفريقان في الدور الثاني للبطولة وتعادلا 2-2 في مدريد ذهابا وفاز برشلونة 2-1 على ملعبه إيابا ليتأهل إلى دور الثمانية بالبطولة لتكون أول فشل للريال في الأدوار الفاصلة للبطولة، حيث أحرز الفريق اللقب في أول 5 بطولات لدوري الأبطال من 1956 إلى 1960 . وكانت الفرصة سانحة في موسم 1999-2000 ليبلغ الفريقان النهائي سويا، وفاز الريال بالفعل على بايرن ميونيخ الألماني 3-2 في مجموع المباراتين، فيما أطاح فالنسيا الاسباني ببرشلونة من المربع الذهبي بالفوز عليه 4-1 ذهابا و5-3 في مجموع المباراتين، قبل أن يسقط أمام الريال صفر-3 في نهائي البطولة. وشهد موسم 2001-2002 أول مواجهة بين الريال وبرشلونة في المربع الذهبي لدوري الأبطال بنظامها الحالي، وفاز الريال بقيادة المدرب فيسنتي دل بوسكي ونجومه الفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي لويس فيجو والاسباني راؤول جونزاليس 2-صفر ذهابا في برشلونة ثم تعادل الفريقان 1-1 إيابا في مدريد، ليتأهل الريال إلى النهائي الذي تغلب فيه على باير ليفركوزن الألماني 2-1 . وتكرر هذا بشكل عكسي في المربع الذهبي للبطولة موسم 2010-2011 إذ التقى الفريقان مجددا، وكان برشلونة بقيادة المدرب جوسيب جوارديولا والريال بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ولكن الفوز كان من نصيب برشلونة في هذه المرة اذ تغلب على الريال 2-صفر في عقر داره ذهابا ثم تعادل الفريقان 1-1 في مباراة الإياب ببرشلونة، ليتأهل برشلونة إلى النهائي ويتوج باللقب اثر تغلبه على مانشستر يونايتد الإنجليزي 3-1. وفي موسم 2011-2012، حرم تشلسي الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني قطبي الكرة الاسبانية من بلوغ النهائي حيث ضرب تشلسي بالكثير من التوقعات عرض الحائط وبلغ النهائي بالتغلب على برشلونة 3-2 في مجموع مباراتي المربع الذهبي بينهما، فيما تغلب بايرن على الريال بركلات الترجيح بعد تعادلهما 3-3 في مجموع المباراتين بنفس الدور. وفي موسم 2012-2013، تكرر هذا وخرج الريال وبرشلونة في مواجهة الصحوة الألمانية اذ خسر برشلونة صفر-3 على ملعبه أمام بايرن ميونيخ الذي فاز 4-صفر على ملعبه ليتأهل بفوز كاسح 7-صفر على برشلونة في مجموع المباراتين فيما فاز بوروسيا دورتموند الألماني 4-1 على الريال ذهابا و4-3 في مجموع المباراتين ليكون أول نهائي ألماني خالص لدوري الأبطال قبل أن يحسم بايرن النهائي 2-1 لصالحه.
مشاركة :