الكرة هي فوز.. وتعادل.. وخسارة، كما أن البطولات لا يمكن أن تستمر من نصيب هذا الفريق أو ذاك، أو تكون محصورة وعلى الدوام بين فريقين أو ثلاثة، وهذه حقائق لا تقبل الجدل.. ولكن عندما يحدث ذلك (بفعل فاعل) وبشكل واضح وفاضح ومتكرر هنا لا بد أن تعلو أصوات المتضررين امتعاضاً واستنكاراً.. هنا لا بد أن يقال إن (مسار المنافسة) أخذ منحى غير شرعي. - وهنا أيضاً لا بد أن يكون هناك مطالبة بضرورة إعادة (المنافسة) إلى مسارها الصحيح والطبيعي طمعاً في العدالة والمساواة ولكي لا تصبح الرياضة (بيئة طاردة.. ومنفرة) ليس للجماهير فحسب وإنما حتى أيضاً للمستثمرين فيها، وهذا ما أصبحنا نخشاه وبكل أسى على منافساتنا الكروية متى استمرت تسير على نفس نهجها الحالي لا سيما وأن هذا النهج أدخل منافساتنا في منعطف خطير قد لا يحمد عقباه. - أخطاء الحكام في كل ملاعب العالم هي جزء من اللعبة (الكل يعي ذلك جيداً) ولكن ما حدث في ملاعبنا منذ الموسم المنصرم وحتى يوم الأحد الفائت من أخطاء تحكيمية هي أخطاء ليس لها أي علاقة بتلك التي نعي أنها جزء من اللعبة.. هي كوارث.. وفضائح تحكيم وحولت مسار نتائج بل وبطولات والمستفيد في النهاية هو فريق واحد.. ولعل أقرب مثال (وبعد عشرات الأمثلة والشواهد) هو ما حدث في المباراة الأخيرة التي جمعت الهلال والنصر وانتهت بهدف نصراوي غير شرعي. - ليفز من يفوز.. وليحصل على البطولات من يحصل عليها.. (لا يهم).. الأهم هو أن يتحقق ذلك عن جدارة واستحقاق وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بالعدل التحكيمي.. (بالمناسبة) الجديد في الموسم الحالي أننا لم نسمع تلك المقولة التي مللنا من سماعها خلال مواسم مضت وهي (أن كل الأندية استفادت من أخطاء التحكيم) لتبرير أخطاء الحكام والسبب لأن الهلال في هذا الموسم (محلياً) لم يكن هو المتضرر الأول من الأخطاء التحكيمية التي استفاد منها النصر وإنما هو الأهلي الذي خسر بطولة الدوري بكل شرف. كلام في الصميم - خلال مجريات مباراة الأحد الماضي بعض لاعبي الهلال كانوا متوترين ومشدودي الأعصاب (رغم أن) نتيجة المباراة لا تمثل تلك الأهمية لفريقهم.. في المقابل وبعد نهايتها كان التوتر (ورفع العقال) والانفلات (نصراوياً) رغم أن النصر يومها فاز ببطولة وليس بنتيجة المباراة فقط.. بالفعل شيء يثير الاستغراب.. إنهما أكبر حالتي تناقض في ملاعب الكرة. - لماذا لا يكون هناك لجنة لاختيار (الحكام الأجانب) ويكون فيها عضو من كل فريق؟.. اختيار حكام أجانب لهذه المباراة أو تلك لا بد أن يتم بموافقة واتفاق بين عضوي أي فريقين متباريين.. ولأن قيام اتحاد الكرة وحده بمهمة الاختيار أثار الشكوك وجر منافساتنا (تحكيمياً) للخزي والعار. - الهلال انظلم تحكيمياً أمام النصر ولا جدال في ذلك. ولكن ذلك أصبح غير مستغرب وعندما يكون الطرف المقابل والمستفيد هو النصر.. الأهم ألا يركن الهلاليون لهذا الظلم ففريقهم في المباراة لم يكن هو الهلال الذي نعرفه.. لقد كان تائهاً وسلبياً ولم يقدم شيئاً يذكر.. كما أن الواجب يفرض عليهم محاسبة بعض لاعبيهم على تقصيرهم وانفلاتهم وعدم انضباطهم. - إذا لم يتقدم (أمير) لرئاسة الهلال خلال الفترة المقبلة فهذا مؤشر خطير وينبئ بأن مستقبل الزعيم سيكون مثل حاضره.. استمرار الحميداني أو وجود (أي مواطن كرئيس) لن يضيف أي جديد للهلال مع احترامي للجميع. - النصر لم يحسم بطولة الدوري قبل نهايته بجولة واحدة لأنه فاز فقط على الهلال وإنما لأن التعاون أيضاً وفي المقابل عرقل الأهلي بالتعادل.. اتحاد الكرة كان سيجهز كأسين للجولة الأخيرة (واحد في الرياض.. والآخر في جدة) ولكن التعاون قال كلمته (كأس واحدة تكفي).. التاريخ سيدون ذلك للتعاونيين أبناء سكري القصيم. - انفلاتهم.. وعنترياتهم بعد مباراة الأحد مثير للاستغراب (فوز.. وبطولة) فماذا يريدون أكثر؟.. لكن عندما تذكرت صدمة الخروج من آسيا قلت: ربما أن ما حدث منهم هو تفريغ لما في نفوسهم من جراء هذه الصدمة.. (الآسيوية) كانت هي أكبر مخططاتهم وأهم أهدافهم ولكنها طارت.. لأن الأنظمة في الآسيوية ليس كما في المحلية. - الدوري وحققوه له.. لكن ذلك لن يشفي (جروح) الخروج من البطولة الآسيوية. (تكيل بمكيالين) - قرارات لجنة الانضباط بحق رئيس الهلال الحميداني واللاعب سالم الدوسري ربما تكون منطقية وقد نقبلها.. لو أن هذه اللجنة (لا تكيل بمكيالين) وقراراتها كلها عدل ومساواة.. حالات مشابهة تقريباً حدثت خلال الفترة الماضية ولم يتخذ بحقها حتى إنذار شفهي. - من أبرز هذه الحالات (شد) لاعب النصر خالد الغامدي لقيمص الحكم الفنيطل.. (وسوء سلوك ومشاكل) حسين عبدالغني التي لا تعد ولا تحصى ومنها تحديداً (عنتريته) ضد المحترف العراقي في الاتحاد سيف سلمان.. إضافة إلى لقطة (لا شيء يذكر) التي كشفت (مقذوفات) جماهير النصر على حكام مباراة فريقها أمام الرائد.. هل السبب أن رئيس اللجنة إبراهيم الربيش نصراوي الميول واستغل منصبه لتنفيذ أهوائه وما يمليه عليه ميوله؟.. أم أن هناك (أيادي خفية) هي التي تصدر مثل هذه القرارات والربيش لا حول له ولا قوة. - انتقاد حسين عبدالغني على أي تصرف سيئ يصدر منه أصبح (مضيعة للوقت).. لم يعد منطقياً انتقاده وهو الذي بلغ سن الأربعين.. المنطق يقول لا بد أن يتم (شطبه) فقد عاث في الملاعب مشاكل وسوء تصرف وعنتريات.. أعلم أن ذلك لن يتحقق.. وأعلم أن هناك من يشجعه على سوء سلوكياته.. فحسبنا الله ونعم الوكيل. - لم يحزن الأهلاويون على ضياع (بطولة الدوري) من فريقهم مثلما حزنوا على ضياعها في هذا الموسم رغم أنه منذ (32) عاماً لم يحققها.. حزنوا لأنها سُلبت من فريقهم ووسط منافسة شابها الكثير من القيل والقال. - أخيراً.. أحمد عيد واتحاده ولجانه دمروا المنافسة.. وقتلوا متعتها وأدخلوها في نفق قد لا يحمد عقباه.. زميل عربي سألني قبل أيام: منافساتكم إلى أين هي ذاهبة.. فالتزمت الصمت لأن في (فمي ماء).
مشاركة :