أطلقت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين وسط بغداد، الجمعة، ما أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص، وإصابة أكثر من 45 آخرين، فيما دعا المرجع الديني العراقي علي السيستاني السلطات إلى سرعة تشريع قانون الانتخابات وقانون المفوضية المستقلة للانتخابات في البلاد.وتجددت الاشتباكات، الجمعة، في ساحة الخلاني ببغداد، وأطلقت قوات مكافحة الشغب الأعيرة النارية والغاز على مئات المحتجين، الذين أزالوا الحواجز الأسمنتية، وتدفقوا على الساحة، وقال مسؤولون صحيون وأمنيون: إن ثلاثة محتجين قتلوا، وأصيب 25 على الأقل، لترتفع حصيلة قتلى هذه الساحة إلى أربعة خلال الـ24 ساعة الماضية، كما أصيب 20 متظاهراً، الجمعة، خلال إطلاق القوات الأمنية الرصاص وقنابل الغاز عليهم عند جسر الأحرار في العاصمة.وقال مسؤولون في ميناء أم قصر، إن قوات الأمن العراقية أعادت فتح الميناء الرئيسي بالبلاد، الجمعة، بعدما فرقت بالقوة محتجين يغلقونه منذ يوم الاثنين، وذكرت المصادر أن العاملين تمكنوا من دخول الميناء الواقع قرب البصرة؛ لكن عملياته لم تستأنف بعد.وسبق أن أغلق المحتجون ميناء أم قصر من 29 أكتوبر/تشرين الأول إلى التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني باستثناء استئناف قصير للعمليات لمدة ثلاثة أيام، وقال متحدث باسم الحكومة، وقتئذ، إن هذا الإغلاق أفقد العراق أكثر من ستة مليارات دولار خلال الأسبوع الأول فقط.ويستقبل الميناء واردات الحبوب والزيوت النباتية، وشحنات السكر إلى بلد يعتمد بشدة على المواد الغذائية المستوردة.وكانت وكالة «أسوشييتد برس» تحدثت، مساء الخميس، عن مقتل شخص في تظاهرات وسط بغداد، وقبل ذلك نقلت عن مصادر أمنية وطبية أن 3 أشخاص قُتلوا وأصيب 48 آخرون في العاصمة، فيما نفت الحكومة العراقية سقوط أي قتلى في التظاهرات.من جهته، شدد المرجع الديني العراقي علي السيستاني، الجمعة، على سرعة تشريع قانون الانتخابات وقانون المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق.وقال ممثل السيستاني في محافظة كربلاء خلال خطبة الجمعة أمام آلاف من المصلين: «إن المرجعية الدينية العليا أوضحت موقفها من الاحتجاجات السلمية المطالبة بالإصلاح وتأكيد سلميتها وخلوها من التخريب وحرمة الدم»، وأضاف: «السيستاني يشدد على سرعة تشريع قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات؛ لأنهما يمهدان لحل الأزمة وضرورة استجابة القوى السياسية لمطالب المتظاهرين».وتشير الإحصاءات إلى مقتل ما لا يقل عن 320 محتجاً وإصابة الآلاف منذ بدء الاحتجاجات الحاشدة بساحة التحرير وسط بغداد في الأول من أكتوبر؛ إذ يشكو المتظاهرون من الفساد الواسع، ونقص فرص العمل، وضعف الخدمات الأساسية، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي بشكل دوري على الرغم من احتياطات العراق النفطية الهائلة.وانتشرت تلك التظاهرات من العاصمة إلى مدن في الجنوب بمطالب وصلت إلى التغيير السياسي الشامل في البلاد.وكانت الحكومة العراقية وعدت بإجراء عدد من الإصلاحات؛ من بينها محاسبة الفاسدين وهادري المال العام، إلا أن كل ذلك لم ينجح حتى الآن في تهدئة الاحتجاجات.
مشاركة :