إدمان التسوق الإلكتروني يزيد من ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب

  • 11/23/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مختصون في علم النفس أن إدمان التسوق عبر الإنترنت يجب الاعتراف به كاضطراب نفسي وعقلي حقيقي، وأشاروا إلى أنهم قادرون على تحديد أعراض المرض وخصائصه وشرح كيفية تأثيره على العقل. وعرف إدمان التسوق أو ما يسمى بـ”اضطراب التسوق” منذ عقود، إلا أن الخبراء كشفوا أن هذا الاضطراب بدأ يأخذ منحى جديدا في عصر الإنترنت وأصبح يؤثر في وقتنا الحالي على واحد من بين كل 20 شخصا. ووفق دراسة أنجزها باحثون في ألمانيا، يمكن للأشخاص المصابين بهوس الإنفاق عبر الإنترنت شراء كل ما يرغبون فيه بكل بساطة ودون عناء، مما قد يجعلهم يتداينون كما يتسبب لهم ذلك في الكثير من الخلافات مع المقربين منهم ومع أحبائهم، ويؤدي إلى فقدان السيطرة على أنفسهم كليا، كما يمكن أن يؤدي الاعتماد على هذا الصنف من التسوق إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، لذلك يجب الاعتراف به كمرض نفسي رسمي. وفي مواجهة هذا الشكل الجديد من التسوق من خلال النوافذ الإلكترونية، والذي تعد إمكانياته وجداوله غير محدودة، يقوم المزيد والمزيد من الأشخاص بتطوير إدمانهم، الذي يعتبر في البداية خدعة لطيفة، وليس سيئا بالضرورة، إلا أن المتخصصين بدأوا يدقون ناقوس الخطر حيث نبهوا إلى أن الإدمان على التسوق عبر الإنترنت هو في الواقع مرض عقلي حقيقي، وفي نفس المرتبة مع أشكال أخرى من الإدمان إلا أنه في صورة أقل بريقا. هذا ما توصل إليه أستريد مولر، وهو طبيب نفسي في كلية هانوفر للطب في ألمانيا، بعد دراسة واسعة حول التسوق بجميع أشكاله، مكنته من التوصل إلى نوعين من الإدمان الأول هو الإدمان على التسوق الكلاسيكي الذي يعرف بـ”اضطراب التسوق”، والثاني الإدمان على التسوق عبر الإنترنت، ويطلق عليه “اضطراب التسوق عبر الإنترنت”. وأجرى مولر مقابلات مع 122 مريضا يسعون لتلقي المساعدة بسبب إدمانهم عادة التسوق عبر الإنترنت، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن اضطراب التسوق الإلكتروني يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتهم العقلية، وكان سببا في القلق المؤدي إلى الاكتئاب. تزايد أعداد المتاجر الإلكترونية والتطبيقات وخدمات التوصيل للمنازل يمثل عاملا أضاف بُعدا جديدا تماما لمفهوم محبي التسوق الإلكتروني وقال مولر موضحا “إن المفاجأة الأولى تمثلت في الشكل الثاني للإدمان، حيث تبين أن التسوق عبر الإنترنت كان الأكثر شيوعا، واتضح أنه سيؤثر على واحد من كل 20 شخصا، أي ما يعادل 5 بالمئة من نسبة السكان”. وقال الباحثون إنهم يرون أن تزايد أعداد المتاجر الإلكترونية والتطبيقات وخدمات التوصيل للمنازل يمثل عاملا أضاف بُعدا جديدا تماما لمفهوم محبي التسوق. وتعمل المتاجر على الإنترنت على مدار 24 ساعة في اليوم، ويمكن للناس شراء كل ما يرغبون فيه دون مواجهة صاحب المتجر أو حمل المشتريات في الشارع، ويمكن للناس شراء أي شيء تقريبا عبر الإنترنت، ويمكن لمواقع مثل أمازون تخفيض الأسعار المرتفعة المتواجدة في المحلات على أرض الواقع إلى أسعار خيالية. وأوضح الباحثون أنه غالبا ما يكون التسوق عبر الإنترنت مرادفا للإنفاق السهل للغاية، ويتم بنقرة واحدة من الأريكة التي نجلس عليها في منازلنا دون بذل أدنى جهد، ناهيك عن العديد من الصفقات المغرية التي تجعل الشراء إلزاميا خوفا من فقدان الفرصة. ويقول الدكتور مولر وفريقه البحثي إن الشباب يظهرون غالبا علامات على اضطراب التسوق. وحاليا لا يتم تصنيف اضطراب التسوق الإلكتروني على أنه اضطراب في حد ذاته ولكنه جزء من فئة تحمل اسم “اضطراب السيطرة على الانفعالات”. وأفاد الباحثون الألمان أن آثار هذا الاضطراب على الصحة النفسية لخمسة في المئة من السكان يعني أنه يستحق اهتماما أكبر. وأوضحوا أن اضطراب التسوق وخاصة الإدمان الإلكتروني، يمكن أن يخلق لدى الإنسان حالة من الرغبة الشديدة في شراء الأشياء والرضا عن النفس عند إنفاق الأموال. ويمكن أن يؤدي ذلك في مرحلة أخرى إلى انهيار ضبط النفس والشعور بالضيق الشديد، بالإضافة إلى مشكلات نفسية أخرى وصعوبات في العلاقات وفوضى جسدية والغرق في الديون. وأضاف مولر “نأمل أن تظهر نتائجنا أن انتشار إدمان التسوق عبر الإنترنت مرتبط بعلاج مرضى اضطراب التسوق وسيشجع الأبحاث المستقبلية التي تتناول الخصائص والظواهر والميزات الكامنة وراءه ومفاهيمه للحصول على العلاج المحدد”.

مشاركة :